واشنطن - (أ ف ب): تستعد واشنطن لحفل تنصيب دونالد ترامب، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، بعد حملة انتخابية شابها العنف. وسيكون حفل التنصيب يوم الاثنين ثالث «حدث وطني بإجراءات أمنية خاصة» خلال أسبوعين فقط، بعد التصديق على نتائج الانتخابات، وجنازة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الرسمية. تشهد واشنطن عادة أحداثا بارزة تحظى بتغطية إعلامية واسعة وتحمل مخاطر عالية، لكنها نادرا ما شهدت مثل هذا العدد الكبير منها في فترة قصيرة كهذه.
وتتوقع المدينة استقبال عدد أقل من الزوار مقارنة بحفل تولي ترامب ولايته الأولى قبل ثماني سنوات، عندما قدر مسؤولون عدد الحاضرين بنحو مليون شخص. واستعدادا للمناسبة، أقيمت تحصينات حول البيت الأبيض، ومبنى الكابيتول، وجزء من مسار العرض. ووضع سياج يمنع الدخول والتسلق ويمتد على مساحة تبلغ 48 كيلومترا حول المنطقة المشمولة بالإجراءات الأمنية في تدبير غير مسبوق.
وأفاد مات ماكول العنصر في جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الشخصيات السياسية، بأن نحو 25 ألف عنصر من الشرطة والجيش سيتولون حماية المدينة. وقال: هذا الأسبوع «لدينا خطة أمنية أكثر حزما إلى حد ما» مقارنة بالسنوات السابقة، مضيفا أنه تم اعتماد «مجموعة من التدابير الأمنية المرئية وغير المرئية» وأن المدعوين إلى الحفل سيخضعون لتفتيش دقيق. وسيتمركز قناصة على أسطح الأبنية، وستنتشر فرق على الأرض وستجوب مسيّرات السماء. وأشار ماكول إلى أن «ما تغيّر هو أننا في بيئة أكثر تهديدا».
اتسمت حملة الانتخابات الرئاسية بالعنف. ونجا دونالد ترامب من محاولة اغتيال في يوليو أثناء تجمّع جماهيري في ولاية بنسلفانيا قُتل جراءها أحد الحاضرين. وبعد شهرين، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية في ملعب للغولف في فلوريدا. ووجهت انتقادات شديدة الى جهاز الاستخبارات. كما شهدت الولايات المتحدة هجومين وقعا في الأول من يناير أحدهما عملية دهس خلّفت 14 قتيلا على الأقل في نيو أورلينز، والثاني حصل بتفجير شاحنة «سايبرتراك» التي تنتجها شركة تيسلا خارج «فندق ترامب» في لاس فيغاس، ما زاد قلق السلطات.
وقال رئيس شرطة الكابيتول توماس مانجر إن نحو 250 ألف شخص سيحضرون حفل التنصيب. وأضاف «إن التهديد الأكبر الذي يواجهنا جميعا يبقى الذئب المنفرد». لكن ترى السلطات أنه لا يوجد تهديد معروف أو حقيقي للاحتفال المقرر ظهر الاثنين. وقالت رئيسة بلدية واشنطن الديمقراطية مورييل باوزر للصحفيين: «كل أربع سنوات، تنفّذ مدينتنا انتقالا سلميا للسلطة. ونحن فخورون بهذه المسؤولية».
وسيحضر آلاف المتظاهرين المناهضين لترامب إلى واشنطن، لكن عددهم سيكون أقل بكثير من مئات الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع غداة تنصيب ترامب لأول مرة في عام 2017. وتتوقع السلطات مشاركة ما يصل إلى 25 ألف شخص في «مسيرة الشعب» المقررة اليوم السبت. ومن المقرر تنظيم تظاهرات أخرى أصغر من هذه في يوم التنصيب. وأضافت باوزر أن الشرطة ستضمن أن يتمكن الناس من «الاحتجاج والتجمع سلميا»، لكن «لن يتم التسامح مع العنف والتدمير والسلوك غير القانوني».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك