الدمار لحق بالمساجد والأسواق والكنائس والمباني التاريخية لمدينة غزة
أعلن الصندوق العالمي للآثار (World Monuments Fund - WMF) إدراج 25 موقعًا عل قائمة مراقبة الآثار لعام 2025. وتشمل القائمة في هذه الدورة مجموعة متنوعة من مواقع التراث الثقافي التي تواجه تحديات كبرى، مثل النسيج العمراني التاريخي لمدينة غزة، وبيت المعلّم في كييف بأوكرانيا، والساحل السواحلي في إفريقيا، والمدينة القديمة في أنطاكيا بتركيا، وكنسية السوربون في فرنسا. وتقع هذه المواقع الـ25 في 29 دولة موزعة عبر خمس قارات، إضافة إلى القمر. يمكن الاطلاع عل القائمة كاملة هنا.
أكدت الرئيسة التنفيذية للصندوق العالمي للآثار، السيدة بينيديكت دو مونلور، في بيان حصلت «أخبار الخليج» على نسخة منه أن قائمة مراقبة الآثار تجسد التزام الصندوق بألا تقتصر جهود الحفاظ على التراث على الاحتفاء بالماضي، بل أن تسهم بشكل فاعل في بناء مستقبل أكثر استدامة وشمولية ومرونة للمجتمعات حول العالم. وأضافت: «في غزة، حيث الأزمة الإنسانية غير مسبوقة، يمثل الإدراج في القائمة تذكيرًا بقوة التراث في تعزيز التعافي، وإعادة بناء الروابط، ومنح الأمل عقب انتهاء النزاعات».
تلقّت قائمة مراقبة الآثار لعام 2025 أكثر من 200 ترشيح، خضعت لمراجعة دقيقة من خبراء من الصندوق العالمي للآثار ومستقلين، وذلك قبل أن تختار لجنة مستقلة من المختصين الدوليين في التراث المواقع النهائية للقائمة. وأظهرت نتيجة التحليلات الإقليمية لهذه الترشيحات قضايا مختلفة بحسب المنطقة: فتغيُّر المناخ شكّل التحدي الأكبر للمواقع والمجتمعات في إفريقيا جنوب الصحراء، بينما كان التوسع العمراني السريع أبرز التحديات في آسيا والمحيط الهادئ. وفي أوروبا وأمريكا الشمالية، برزت قضية نقص التمويل والموارد كعائق رئيسي، في حين أظهرت الترشيحات من أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي قلقًا متزايدًا بشأن تأثير السياحة غير المسؤولة. أما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقد تصدرت الصراعات والكوارث الطبيعية قائمة التحديات.
وقالت دو مونلور إنه لأول مرة يتم إدراج القمر ضمن قائمة مراقبة الآثار، في خطوة تعكس الحاجة الملحة للاعتراف بالقطع الأثرية وحمايتها، والتي تشهد على أولى خطوات البشرية خارج كوكب الأرض، والتي تمثل لحظة فارقة في تاريخنا المشترك. وأضافت: «تشمل هذه القطع الكاميرا التي وثقت الهبوط الأول على القمر، وقرصًا تذكاريًا تركه رواد الفضاء أرمسترونغ وألدرين، بالإضافة إلى مئات الأشياء الأخرى التي تمثل هذا الإرث. ومع ذلك، تواجه هذه الآثار مخاطر متزايدة نتيجة أنشطة استكشاف القمر المتسارعة، التي تتم دون وجود بروتوكولات حماية كافية. يبرز إدراج القمر في القائمة الحاجة العالمية لوضع استراتيجيات استباقية وتعاونية لحماية التراث، سواء على الأرض أو خارجها، بما يضمن الحفاظ على حكايتنا التاريخية المشتركة».
وأشار البيان إلى أن الأضرار التي تلحق بالتراث الثقافي جراء الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة وأعمال التدمير المتعمدة لا تقتصر على الحجارة والمباني، بل تمسّ قلوب المجتمعات المتضررة وعقولها أيضاً. لذلك يدعم الصندوق العالمي للآثار مبادرات الترميم والتعافي بقيادة المجتمع المحلي، باعتبارها تعكس روح التحدّي والإرادة.
النسيج العمراني التاريخي لمدينة غزة، فلسطين:
إدراج النسيج العمراني التاريخي لغزة ضمن قائمة مراقبة الآثار لعام 2025 يعكس حجم الدمار الواسع في تلك المنطقة، سواء على صعيد الخسائر البشرية أو الدمار الكبير الذي لحق بالمساجد والأسواق والكنائس والمباني التاريخية التي تعدّ جوهر التراث الثقافي لمدينة غزة. ويؤكد إدراج غزة في القائمة الحاجة الملحة لتهيئة خطط التعافي التي تعتمد على التراث كعامل رئيسي لإحياء الذاكرة الجماعية وتعزيز الشعور بالهوية والانتماء.
ويسعى الصندوق العالمي للآثار من خلال برنامج قائمة مراقبة الآثار إلى تقديم هذه المواقع الـ25 لجمهور عالمي بهدف إطلاق جهود محلية ودولية لحمايتها. وعلى مدى العامين المقبلين، ستعمل فرق الصندوق على تقييم الاحتياجات وتصميم خطط للحفاظ على هذه المواقع، وتوفير الدعم المالي الذي من خلاله سيقوم الصندوق بدعم الشركاء المحليين في تطوير مشروع الحفاظ على الموقع والذي يمكن أن يشمل حملات داعمة مستهدفة والتخطيط والبحث والتعليم.
تمكّن الصندوق العالمي للآثار (WMF) من تأمين تمويلٍ قدره مليونا دولار لدعم مشاريع جديدة ضمن المواقع المدرجة على قائمة مراقبة الآثار لعام 2025. وستنضم شركة «أكور» العالمية للضيافة كشريك في مجال السياحة المستدامة خلال هذه الدورة، حيث ستدعم المشاريع في بعض المواقع المختارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الروابط مع المجتمعات المحلية، وإثراء تجارب الزوار، ودعم جهود الإدارة طويلة الأمد للوجهات السياحية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك