دمشق - (وكالات الأنباء): أكد رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني من دمشق أمس الخميس، استعداد بلاده لمساعدة السلطات السورية الجديدة على تشغيل البنى التحتية الرئيسية التي تقدم الخدمات العامة بما فيها الكهرباء.
وقال المسؤول القطري في مؤتمر صحفي مشترك مع قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، على هامش زيارته لدمشق: إن بلاده «تمد يدها لأشقائنا السوريين لشراكة مستقبلية تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين». وأضاف «اليوم الاحتياجات هي لاستمرار تقديم الخدمات العامة للشعب السوري، وهي احتياجات ضرورية»، موضحا «على صعيد الخطوات العملية سنقوم أيضا بتقديم الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل البنى التحتية اللازمة وتقديم الدعم لقطاع الكهرباء: على أن يبدأ بتزويد سوريا بالطاقة بقوة مائتي ميجاوات ورفع الانتاج تدريجيا».
وبعدما رأى وزير خارجيته أن على تل أبيب احترام أمن سوريا وسيادتها، علق قائد العملية الانتقالية في سوريا أحمد الشرع على التوغلات الإسرائيلية. إذ أكد الشرع، أمس الخميس، أنه اليوم وبعد تحرير دمشق فليس لهم دور، مشددا على أن هناك ذرائع تذرع بها الإسرائيلي للتقدم على المنطقة العازلة، وعليه الانسحاب الآن وخاصة أن سوريا باتت مستعدة لاستقبال قوات من الأمم المتحدة في المنطقة العازلة المشتركة مع إسرائيل. وأضاف ردا على سؤال من رويترز، أن تقدّم إسرائيل في المنطقة كان عذره وجود المليشيات الإيرانية وحزب الله.
من جانبه، شدد وزير الخارجية السوري في حكومة الإنقاذ أسعد الشيباني أمس من تركيا على أنه على إسرائيل احترام أمن وسيادة سوريا. وأكد وجوب الضغط على إسرائيل حتى تنسحب من الأراضي السورية التي تقدمت فيها. كما تابع قائلاً: «عندما دخلنا دمشق في 8 ديسمبر فوجئنا بقصف إسرائيل على المقرات العسكرية والمناطق الحيوية التي تعود للشعب السوري، هذه المقرات لا تتبع للنظام إنما للشعب ويجب الحفاظ عليها، وحماية الشعب السوري».
وأضاف: «نحن أكدنا التزامنا باتفاقية 1974 التي تنص على وضع قوات فصل بين الأراضي السورية والحدود الإسرائيلية، وبهذه الطريقة يستطيع الطرفان حفظ أمنهما بمراقبة دولية»، من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري: إن «استيلاء الاحتلال الاسرائيلي على المناطق العازلة هو تصرف أرعن ومدان ويجب عليه الانسحاب بشكل فوري».
وفي دمشق، جاء الإعلان القطري عن دعم قطاع الكهرباء، بعدما كانت السلطات الجديدة أعلنت الشهر الحالي أن سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر ستصلان إلى سوريا لرفع معدل التغذية، وسط ساعات تقنين طويلة تصل إلى عشرين ساعة في اليوم. وكان مصدر دبلوماسي في الدوحة قد أفاد الأسبوع الماضي بأن قطر تدرس خططا مع دمشق لتوفير أموال لزيادة أجور القطاع العام في سوريا.
وتعد قطر الدولة الخليجية الوحيدة التي أبقت طوال سنوات النزاع السوري على موقفها المناهض للرئيس المخلوع بشار الأسد. وإثر وصول السلطة الجديدة الى دمشق، كانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعلنت فتح سفارتها في العاصمة السورية. وتسعى قطر الى نسج شراكات مع السلطة الجديدة التي تواجه تحديات كبيرة خصوصا فيما يتعلّق بإعادة تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار بعد سنوات الحرب الطويلة.
وإثر إطاحة حكم الأسد، نفّذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على منشآت عسكرية تابعة للجيش السوري، ثم توغلت قواتها في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء الذي احتلته من الهضبة عام 1967.
واعتبرت الأمم المتحدة أن سيطرة الجيش الاسرائيلي على المنطقة العازلة تشكل «انتهاكا» لاتفاق فض الاشتباك العائد الى عام 1974.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك