العدد : ١٧٠٩٧ - الاثنين ١٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٧ - الاثنين ١٣ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ رجب ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

لنستمع إلى شباب البحرين

زارنا‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬مشاريع‭ ‬وبرامج‭ ‬الهيئة‭ ‬مستقبلا‭. ‬وهو‭ ‬لديه‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬لدور‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالوضع‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

أثناء‭ ‬الحوار‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬اقتراح‭ ‬قدمه‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬للشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭. ‬اقترح‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬الهيئة‭ ‬بعقد‭ ‬ندوات‭ ‬أو‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬طالبات‭ ‬وطلاب‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬والجامعات‭ ‬وتتيح‭ ‬لهم‭ ‬الفرصة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكارهم‭ ‬ورؤاهم‭ ‬وتصوراتهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

هذا‭ ‬اقتراح‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬مطولا‭.‬

لكن‭ ‬بداية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نسجل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التقدير‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬أتيحت‭ ‬للشباب‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تتاح‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭. ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الدائمة‭ ‬بضرورة‭ ‬إعطاء‭ ‬الشباب‭ ‬كل‭ ‬الفرص‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الوطني‭ ‬وإيمان‭ ‬جلالته‭ ‬بقدرات‭ ‬الشباب‭ ‬وبأنهم‭ ‬هم‭ ‬مستقبل‭ ‬الوطن‭. ‬

والفضل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬يعود‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬الشباب‭ ‬فرصا‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬تولي‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭. ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الشباب‭ ‬وفي‭ ‬قيادة‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭.‬

دعوة‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكارهم‭ ‬وراءها‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬لديه‭ ‬أفكار‭ ‬مبدعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نتعرف‭ ‬عليها‭ ‬ونأخذها‭ ‬بجدية‭.‬

هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬وتستحق‭ ‬التفكير‭ ‬الجدي‭ ‬في‭ ‬الأخذ‭ ‬بها‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭.‬

شباب‭ ‬البحرين‭ ‬جيل‭ ‬منفتح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬ويتابع‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬وملم‭ ‬بالتطورات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭. ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬وتطوراته‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬الأكبر‭. ‬وهو‭ ‬مثلا‭ ‬الأقدر‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المذهلة‭ ‬المتلاحقة‭. ‬وبالتالي‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬كيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬الإيجابية‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬العالمية‭ ‬لخدمة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

وهذا‭ ‬الجيل‭ ‬بحكم‭ ‬انفتاحه‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬لديه‭ ‬تفكير‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬تفكير‭ ‬الأجيال‭ ‬الأكبر‭. ‬تفكير‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬ليس‭ ‬مرتبطا‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬الأعم‭ ‬باعتبارات‭ ‬أيديولوجية‭ ‬ضيقة‭ ‬ويتسم‭ ‬بالعملية‭ ‬ومواكبة‭ ‬العصر‭. ‬وهذا‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬تحتاجه‭ ‬دولنا‭ ‬بشدة‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬شباب‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬كل‭ ‬الشباب‭ ‬العربي،‭ ‬يتعرضون‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬بحكم‭ ‬متابعاتهم‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬وانفتاحهم‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬عموما‭. ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬جوانب‭ ‬سلبية‭ ‬اجتماعية‭ ‬وسياسية‭ ‬وثقافية‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتفكير‭ ‬الشباب‭ ‬عموما‭. ‬ولهذا‭ ‬هم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬وترشيد‭ ‬لتفكيرهم‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

ونعلم‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬شباب‭ ‬البحرين‭ ‬يحققون‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭. ‬هم‭ ‬يحققون‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬يتولون‭ ‬المسئولية‭ ‬فيها‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الخاص‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬الاستماع‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬تجاربهم‭ ‬وعوامل‭ ‬نجاحهم‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬يواجهونها‭.. ‬وهكذا‭.‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات‭ ‬وغيرها‭ ‬تتضح‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬لدعوة‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬إلى‭ ‬الاستماع‭ ‬المباشر‭ ‬للشباب‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬المختلفة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أفكارهم‭ ‬وتجاربهم‭ ‬ومطالبهم‭ ‬ورؤياهم‭ ‬لقضايا‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وآمالهم‭ ‬وطموحاتهم‭.‬

وهذه‭ ‬ليست‭ ‬مسئولية‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬وحدها،‭ ‬وإنما‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وأيضا‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

هذا‭ ‬الجيل‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يصنع‭ ‬مستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬نعلق‭ ‬عليه‭ ‬الآمال‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭. ‬لهذا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬نتيح‭ ‬لهم‭ ‬الفرصة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬وإشراكهم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جدل‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا