الدوحة، باريس (وكالات الأنباء): تدرس قطر خططا مع الإدارة السورية الجديدة لتوفير أموال لزيادة أجور القطاع العام بعد إطاحة بشار الأسد، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس أمس الخميس.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية المحادثات إن «المناقشات جارية لكن الاتفاق لم يبرم بعد». وأضاف أن قطر «تنسق مع الحلفاء والشركاء» في هذا الشأن.
وكانت قطر ثاني دولة بعد تركيا أعادت فتح سفارتها في دمشق بعد سقوط الأسد عقب هجوم مباغت أطلقته فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام في 27 نوفمبر، وسيطرت خلاله على مدن رئيسية وصولا إلى دخول دمشق فجر الثامن من ديسمبر.
وأغلقت الدوحة بعثتها الدبلوماسية في دمشق واستدعت سفيرها في يوليو 2011، بعد أشهر من اندلاع حركة احتجاجية ضد الأسد تحوّلت إلى نزاع دامٍ بعدما واجهتها السلطات بالقمع.
على عكس دول عربية أخرى، لم تستأنف قطر العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عهد الأسد الذي عاد إلى الحاضنة العربية وشارك في القمة العربية في مدينة جدة في مايو 2023.
وأصبح إمكان توفير تمويل أجنبي لرفع أجور القطاع العام في سوريا ممكنا بفضل الرفع المؤقت لبعض القيود والعقوبات من قبل واشنطن في وقت سابق من الأسبوع الحالي.
وأعلنت الولايات المتحدة الإثنين الماضي عن إعفاء إضافي من العقوبات على بعض الأنشطة في سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة لتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية بعد إطاحة الأسد.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها أصدرت ترخيصا عاما جديدا لتوسيع الأنشطة والمعاملات المسموح بها مع سوريا في حين تواصل واشنطن مراقبة التطورات. وأعلنت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا الثلاثاء أن سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر ستصلان إلى البلاد لرفع معدل التغذية، غداة إعلان واشنطن تخفيف بعض العقوبات.
وزار وفد سوري يضم وزير الخارجية في الإدارة الجديدة أسعد الشيباني، الدوحة الأسبوع الماضي، والتقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، في أول زيارة لقطر منذ إطاحة الأسد. وخلال الزيارة انتقد الشيباني العقوبات الدولية ضد سوريا ووصفها بأنها «حاجز ومانع من الانتعاش السريع».
من جهة أخرى، قال مصدر بوزارة الخارجية التركية أمس الخميس إن مسؤولين من تركيا سيبلغون وكيل وزارة الخارجية الأمريكية جون باس خلال محادثات في أنقرة هذا الأسبوع بأن سوريا بحاجة إلى التخلص من الجماعات الإرهابية لتحقق الاستقرار والأمن. وتأتي زيارة باس وسط تحذيرات متكررة من تركيا بأنها قد تشن هجوما عسكريا عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تلب مطالبها. من جانب آخر، توجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الخميس إلى روما لإجراء محادثات مع نظرائه الأوروبيين بشأن جلب الاستقرار إلى سوريا في مواجهة التوترات مع تركيا، في ما يرجح أنها جولته الأخيرة في إطار منصبه. وكان بلينكن أكد الأربعاء الماضي في باريس أن بلاده تعمل مع الأوروبيين سعيا إلى إقامة سوريا سلمية ومستقرة، بعد شهر من إطاحة بشار الأسد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك