العدد : ١٧٠٩٢ - الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٢ - الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

عشت أعراضا اكتئابية سنوات لكنها منحتني القوة

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

صاحبة أول رسالة ماجستير من نوعها بالبحرين حول المشكلات الأسرية والاضطرابات النفسية، وأول برنامج مخيمات إرشادي للأطفال ذوي الحركة المفرطة.. أصدرت روايتين تحت عنوان (بديع المحيا) و(عشت خادمة).. شاركت في إعداد دراسات نفسية مع مختصين ورواد في البحث العلمي.. المختصة النفسية والأسرية عضو مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب ندى نسيم عبدالرحمن لـ«أخبار الخليج»:


يقول‭ ‬الداعية‭ ‬الإعلامي‭ ‬د‭. ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬خوجا‭: ‬‮«‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬هي‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وليس‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬والفضة‭.. ‬والتوازن‭ ‬هو‭ ‬سرها‮»‬‭!‬

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬ليست‭ ‬امتيازا،‭ ‬بل‭ ‬حقا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬لذلك‭ ‬تحتل‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه،‭ ‬فهي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬عيش‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يرضاها‭ ‬لنفسه،‭ ‬ومن‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يصبح‭ ‬له‭ ‬إسهاماته‭ ‬الفعالة‭ ‬والإيجابية‭ ‬في‭ ‬مجتمعة‭. ‬

ندى‭ ‬نسيم‭ ‬محمد،‭ ‬مختصة‭ ‬نفسية‭ ‬وأسرية،‭ ‬كاتبة‭ ‬روائية،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬البحرينية،‭ ‬رسالتها‭ ‬هي‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬بين‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتغيير‭ ‬النظرة‭ ‬الخاطئة‭ ‬إلى‭ ‬العيادة‭ ‬النفسية‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬السوية،‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬ماجستير‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬بالمملكة‭ ‬حول‭ ‬الصمت‭ ‬الزواجي‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالاضطرابات‭ ‬السيكوسوماتية‭ ‬لدى‭ ‬الشريكين‭.‬

أصدرت‭ ‬روايتين‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬بديع‭ ‬المحيا‮»‬‭ ‬و‮«‬عشت‭ ‬خادمة‮»‬‭ ‬استطاعت‭ ‬من‭ ‬خلالهما‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الأدب‭ ‬وعلم‭ ‬النفس،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مساهماتها‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬دراسات‭ ‬نفسية‭ ‬مع‭ ‬مختصين‭ ‬ورواد‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬هي‭ ‬تؤمن‭ ‬بالغد‭ ‬الأجمل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفعها‭ ‬إلى‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬دورها‭ ‬بكل‭ ‬شغف‭ ‬وطموح‭ ‬وتحد‭.‬

إن‭ ‬أكبر‭ ‬استثمار‭ ‬حققته‭ ‬في‭ ‬رأيها‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ذاتها‭ ‬وقدراتها،‭ ‬وفي‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬مكامن‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬بداخلها،‭ ‬أما‭ ‬مفاتيح‭ ‬التميز‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬فهي‭ ‬الفكر‭ ‬والمهارة‭ ‬والإبداع،‭ ‬والأهم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬التي‭ ‬تفتح‭ ‬أبواب‭ ‬بلوغ‭ ‬الأمنيات‭ ‬والطموحات‭ ‬والنجاحات‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بعلم‭ ‬النفس؟

علاقتي‭ ‬بعلم‭ ‬النفس‭ ‬بدأت‭ ‬مبكرا‭ ‬للغاية،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬طفولتي‭ ‬محفوفة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬وعلامات‭ ‬الاستفهام،‭ ‬وتستوقفني‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬أهمها‭ ‬سلوك‭ ‬الأشخاص،‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬أتأمله‭ ‬وأحلل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الشخصيات،‭ ‬حيث‭ ‬أجد‭ ‬متعة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬كنت‭ ‬أساعد‭ ‬الطالبات‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجهن،‭ ‬واستمع‭ ‬لشكواهن،‭ ‬وعرف‭ ‬عني‭ ‬تمتعي‭ ‬بالرزانة‭ ‬والحكمة‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬المشورة‭ ‬والرأي،‭ ‬وقد‭ ‬تعلقت‭ ‬بشدة‭ ‬بالجانب‭ ‬الأدبي‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وقررت‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتمنيت‭ ‬احترافه‭ ‬مستقبلا،‭ ‬ولكني‭ ‬صدمت‭ ‬بعدم‭ ‬توافر‭ ‬تخصص‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬بالبحرين،‭ ‬فتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬البديل‭ ‬له‭.‬

وما‭ ‬هو؟

البديل‭ ‬كان‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬هو‭ ‬تخصص‭ ‬الخدمة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مستحدثا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬ضمن‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬اكتسبت‭ ‬خبرات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬عمل،‭ ‬حيث‭ ‬تنقلت‭ ‬عبر‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬مهنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬بتوظيف‭ ‬جميع‭ ‬خريجي‭ ‬الخدمة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فالتحقت‭ ‬بوزارة‭ ‬التعليم‭ ‬مدة‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،‭ ‬بعدها‭ ‬عملت‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وكانت‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الإرشادي‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية،‭ ‬حيث‭ ‬تدربت‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬عبر‭ ‬عملي‭ ‬لدى‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب،‭ ‬وقضيت‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الإرشاد‭ ‬والتوجيه،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬عملي‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البوليتكنيك‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الاستشارات‭ ‬والعلاج‭ ‬النفسي‭ ‬للطلاب‭.‬

أولى‭ ‬محاولاتك‭ ‬الأدبية؟

منذ‭ ‬صغري‭ ‬وأنا‭ ‬مولعة‭ ‬بشدة‭ ‬بالشعر‭ ‬والأدب‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الخواطر‭ ‬مبكرا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تنشر‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬14‭ ‬عاما،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬محاولة‭ ‬للكتابة‭ ‬لي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الفجر‭ ‬البعيد،‭ ‬تناولت‭ ‬خلاله‭ ‬قضية‭ ‬اجتماعية‭ ‬مهمة،‭ ‬ثم‭ ‬انشغلت‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬والعمل‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬محاولات‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬والنثر‭ ‬والقصة‭.‬

باكورة‭ ‬إصداراتك؟

أول‭ ‬إصدار‭ ‬لي‭ ‬كان‭ ‬عملا‭ ‬روائيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬بديع‭ ‬المحيا‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬جميل‭ ‬الوجه،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وتطرقت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬الاستغلال‭ ‬المادي‭ ‬للمرأة‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إليها،‭ ‬واستلهمت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرتي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والعيادات‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬أتاحت‭ ‬لي‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حرك‭ ‬بداخلي‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬كتاب‭ ‬يضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬الآخرون‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬وآلام‭ ‬تعكس‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

ما‭ ‬رسالتك‭ ‬من‭ ‬الرواية؟

رسالتي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬عدم‭ ‬الانخداع‭ ‬بالجمال‭ ‬الخارجي‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المظهر‭ ‬أو‭ ‬الكلام‭ ‬المعسول،‭ ‬وضرورة‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬قصة‭ ‬لإحدى‭ ‬الأمهات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للظلم‭ ‬والمعاناة‭ ‬والاستغلال‭ ‬المادي،‭ ‬وبعدها‭ ‬بثلاث‭ ‬سنوت‭ ‬أصدرت‭ ‬رواية‭ ‬أخرى‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬عشت‭ ‬خادمة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬شجعني‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬تجاه‭ ‬روايتي‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التجربة‭ ‬والمواصلة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬مشاكل‭ ‬واقعية‭ ‬لإحدى‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زياراتها‭ ‬للعيادة‭ ‬النفسية،‭ ‬وحاولت‭ ‬هنا‭ ‬تغيير‭ ‬النظرة‭ ‬التقليدية‭ ‬الخاطئة‭ ‬لهذه‭ ‬العيادة‭ ‬وما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات،‭ ‬وأكدت‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬أن‭ ‬قرارا‭ ‬واحدا‭ ‬خاطئا‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬يدمر‭ ‬حياة‭ ‬إنسان‭ ‬بأكملها،‭ ‬وأهمية‭ ‬تحكيم‭ ‬المرأة‭ ‬لعقلها‭ ‬وقلبها‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار،‭ ‬وقد‭ ‬تزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬إعداد‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭.‬

ماذا‭ ‬كان‭ ‬موضوع‭ ‬الرسالة؟

لقد‭ ‬اخترت‭ ‬موضوعا‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬كمحور‭ ‬لرسالتي،‭ ‬وقدمت‭ ‬دراسة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الوضع‭ ‬الأسري‭ ‬والاضطرابات‭ ‬النفسية،‭ ‬حيث‭ ‬تطرقت‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬الصمت‭ ‬الزواجي،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التحدث‭ ‬عنها‭ ‬علميا‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وهي‭ ‬مشكلة‭ ‬واضحة‭ ‬وبارزة‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬النفسية‭ ‬تعكس‭ ‬غياب‭ ‬الحوار‭ ‬وعدم‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬وقد‭ ‬فوجئت‭ ‬عند‭ ‬دراستها‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالجنس‭ ‬أو‭ ‬بفترة‭ ‬الزواج‭ ‬أو‭ ‬عدد‭ ‬الأبناء،‭ ‬بل‭ ‬بطبيعة‭ ‬الشخصية‭ ‬ونشأتها‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزواج،‭ ‬والتي‭ ‬دفعت‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬عالمه‭ ‬الافتراضي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تغييرها‭ ‬لسلوكيات‭ ‬متابعيها‭.‬

ما‭ ‬تأثير‭ ‬الصمت‭ ‬الزواجي‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية؟

الصمت‭ ‬الزواجي‭ ‬حالة‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬والجسدي‭ ‬للطرفين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬مصطلح‭ (‬سيكوسوماتية‭)‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬أعراض‭ ‬مرضية‭ ‬يرجع‭ ‬سببها‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬نفسية‭ ‬يتم‭ ‬اكتشافها‭ ‬داخل‭ ‬العيادة‭ ‬النفسية،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬الكثيرين‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬العيادات‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬المرشدين‭ ‬الأسريين‭.‬

أصعب‭ ‬تحدٍ‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإنساني؟

يمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬بأن‭ ‬أصعب‭ ‬محنة‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬فقدان‭ ‬الوالدة،‭ ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬وتعايش‭ ‬كل‭ ‬إنجازاتي‭ ‬ونجاحاتي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنني‭ ‬عشت‭ ‬أعراضا‭ ‬اكتئابية‭ ‬سنوات‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الفقد‭ ‬المؤلم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬منحني‭ ‬القوة‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬المواصلة‭ ‬والاستمرار،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعلم‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬الحياة،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬بت‭ ‬أكرس‭ ‬قيمة‭ ‬الأم‭ ‬لدى‭ ‬المراهقين،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الفجوة‭ ‬الموجودة‭ ‬اليوم‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬آبائهم‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬التربية‭ ‬اليوم‭ ‬عملية‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬التعقيد‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬صبر‭ ‬ونفس‭ ‬طويلين‭. ‬

نصيحتك‭ ‬للفتاة‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬الزواج؟

انصح‭ ‬أي‭ ‬فتاة‭ ‬مقبلة‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬بالالتحاق‭ ‬بدورات‭ ‬متخصصة‭ ‬تؤهلها‭ ‬للحياة‭ ‬بعد‭ ‬الزواج،‭ ‬وتوضح‭ ‬لها‭ ‬مفهوم‭ ‬الأسرة‭ ‬والعلاقة‭ ‬الزوجية،‭ ‬منعا‭ ‬للتعرض‭ ‬لأي‭ ‬اضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬قد‭ ‬تصيبها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مرحلة،‭ ‬أما‭ ‬نصيحتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬فهي‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الموجودات‭ ‬وليس‭ ‬المفقودات،‭ ‬وضرورة‭ ‬التحلي‭ ‬بالرضا‭ ‬والقناعة‭ ‬بالنعم‭ ‬التي‭ ‬يمتلكونها‭ ‬حتى‭ ‬يصلوا‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬الداخلي‭.‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

مبدئي‭ ‬الذي‭ ‬أسير‭ ‬عليه‭ ‬دوما‭ ‬هو‭ ‬القناعة‭ ‬بأن‭ ‬الصلابة‭ ‬النفسية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يؤمن‭ ‬الفرد‭ ‬وتمكنه‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أي‭ ‬مشكلة،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬عبثا‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬وتجارب‭ ‬صعبة،‭ ‬وكذلك‭ ‬اليقين‭ ‬بأن‭ ‬الغد‭ ‬أجمل‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله،‭ ‬مهما‭ ‬واجهنا‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وعقبات‭ ‬وعثرات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحفزنا‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬والمواصلة‭ ‬عملا‭ ‬بمقولة‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تدري‭ ‬لعل‭ ‬الله‭ ‬يحدث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أمرا‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬أمامي‭ ‬أبوابا‭ ‬كثيرة‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭.‬

حلمك‭ ‬القادم؟

من‭ ‬الأحلام‭ ‬التي‭ ‬اكتشفت‭ ‬مؤخرا‭ ‬أنها‭ ‬فاتتني‭ ‬ولم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيقها‭ ‬هو‭ ‬السفر‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬من‭ ‬أولوياتي‭ ‬رغم‭ ‬كونها‭ ‬علاجا‭ ‬نفسيا‭ ‬مفيدا‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬أضعه‭ ‬أمام‭ ‬عيني‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬أما‭ ‬الطموح‭ ‬الأهم‭ ‬فهو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مجالي،‭ ‬والذي‭ ‬بدأت‭ ‬فعليا‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬أولى‭ ‬خطوات‭ ‬بلوغه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا