وقت مستقطع
علي ميرزا
استوديوهات كوميدية
من الظواهر الصحية والتي نشجع على استمرارها والمتمثلة في استوديوهات وجلسات التحليل الفني لمختلف الألعاب الرياضية التي تحتضنها أكثر من قناة رياضية، لأن من شأن هذه الاستوديوهات والجلسات التحليلية، والتي يتهافت عليها محبو الرياضة والمتابعون، أنها تسهم في نشر الوعي الرياضي، ورفع مستوى الذائقة الفنية لدى السواد الأعم من الحريصين على المتابعة، خاصة عندما يكون المتحدثون في تلك الجلسات هم من الخبراء وأصحاب الفهم المثقف والرأي الذي يعتد به.
وعلى مدار الأيام المنصرمة من منافسات دورة كأس خليجي 26 لكرة القدم التي استضافتها الكويت الشقيقة وأسدل الستار عليها أمس، تابعنا أكثر من استوديو تحليلي، وفي الوقت الذي شاهدنا فيه جلسات تحليلية لمباريات البطولة اتسمت بالجدية والهدوء، وسادها احترام وتقدير متبادلان بين المتكلمين وأصحاب الرأي، وجدنا بعض الجلسات التحليلية في بعض القنوات الرياضية من دون أن نسميها، لا نريد أن نقول سادها وغلب عليها، ولكن تخللتها مواقف لا علاقة لها بالتحليل الفني لكرة القدم ولا هم يحزنون، مجرد أصوات متداخلة من الصراخ، ترتفع هنا وهناك، وهجوم متبادل، واستعراض للعضلات، ولا ينقص أصحابها إلى العراك بالأيدي.
لا ندري، هل القائمون على مثل هذه الاستوديوهات والجلسات المعنية على دراية بما يجري أم أنهم يشجعون على مثل هذه المهاترات التي من شأنها لا تقتصر إساءتها على المتحدثين أنفسهم بل المتضرر الأكبر هي القناة نفسها، لأن ما يجري على الهواء مباشرة باسم التحليل الفني ما هو إلا تمثيل ومواقف كوميدية، وكلمات نابية لا علاقة لها بالقاموس التحليلي الفني، وإساءة إلى المشاهد وتشويه الذوق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك