العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الطرق العشرة لزيادة فعالية مخططك لعامك الجديد

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٠٥ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

يحلو‭ ‬للجميع‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬ويصمم‭ ‬برامج‭ ‬وأفكارا‭ ‬حول‭ ‬التخطيط‭ ‬الشخصي‭ ‬للعام‭ ‬الجديد،‭ ‬ويضع‭ ‬الأهداف‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬بهدف‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬أيامه‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬المقبلة‭ ‬بأفضل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬وتطوير‭ ‬الذات،‭ ‬وينتهي‭ ‬العام،‭ ‬وتتكشف‭ ‬الأوراق‭ ‬فيجد‭ ‬المرء‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬إلا‭ ‬جزءا‭ ‬يسيرا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬متفائلاً‭ ‬فإنه‭ ‬سيعاود‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬وأهداف‭ ‬للسنة‭ ‬التالية،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬فإنه‭ ‬سيرمي‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأوراق‭ ‬والأقلام‭ ‬بعيدًا‭ ‬فلا‭ ‬يضع‭ ‬خطة‭ ‬ولا‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يرسم‭ ‬أهدافا‭.‬

وجدنا‭ ‬خلال‭ ‬رحلتنا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬الخطط‭ ‬والأهداف،‭ ‬وحتى‭ ‬الذي‭ ‬يقدمون‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬سنوية‭ ‬بعنوان‭ (‬خطط‭ ‬لحياة‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬القادمة‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬عناوين‭ ‬براقة‭ ‬تنقصهم‭ ‬فكرة‭ ‬واحدة‭ ‬ربما‭ ‬يتجاهلونها‭ ‬أو‭ ‬ينسونها،‭ ‬وهي‭ ‬أنهم‭ ‬يحسبون‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬الخطط‭ ‬الشخصية‭ ‬لا‭ ‬تنقصه‭ ‬العزيمة‭ ‬والإصرار‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وتنفيذ‭ ‬خططه،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬مثالي‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الضعف‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭. ‬لذلك‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية‭ ‬وعبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاستشارات‭ ‬التي‭ ‬قدمناها‭ ‬للأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وجدنا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬إحراز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الخطط‭ ‬سواء‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬المؤسسية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتزام‭ ‬ببعض‭ ‬التوصيات‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬الكلمات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬المضمون،‭ ‬وما‭ ‬سنحاول‭ ‬أن‭ ‬نقدمه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التوصيات،‭ ‬وهي‭ ‬كالتالي‭:‬

1‭. ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬النوم؛‭ ‬نعرف‭ ‬جميعًا‭ ‬أن‭ ‬النوم‭ ‬ضرورة‭ ‬حياتية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منها،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬الصحة‭ ‬الجسمية‭ ‬والعقلية،‭ ‬فالنوم‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأداء‭ ‬اليومي‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭. ‬ولقد‭ ‬نشرت‭ ‬دراسات‭ ‬كثيرة‭ ‬وكتب‭ ‬عديدة‭ ‬توضح‭ ‬أهمية‭ ‬النوم‭ ‬للإنسان،‭ ‬ووجدت‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬فترة‭ ‬النوم‭ ‬عن‭ ‬8‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬وخاصة‭ ‬للبالغين،‭ ‬ولكن‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬ساعات‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬تضيع‭ ‬في‭ ‬النوم،‭ ‬فهو‭ ‬ينام‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬النهار،‭ ‬غير‭ ‬مهتم‭ ‬بالوقت‭ ‬أو‭ ‬قيمته‭. ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الآثار‭ ‬الصحية‭ ‬السلبية‭ ‬للنوم‭ ‬الكثير‭ ‬والطويل‭ ‬فإنه‭ ‬يسبب‭ ‬الخمول‭ ‬والكسل‭ ‬وضعف‭ ‬التركيز‭ ‬والإنتاجية،‭ ‬والانتباه‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬فهل‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬يمكنه‭ ‬تحقيق‭ ‬وتنفيذ‭ ‬خطته‭ ‬السنوية؟

2‭. ‬القراءة‭ ‬السريعة؛‭ ‬دائمًا‭ ‬ننصح‭ ‬بالقراءة،‭ ‬فللقراءة‭ ‬كما‭ ‬نعلم‭ ‬فوائد‭ ‬كثيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مفروغ‭ ‬منه،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬لا‭ ‬نرغب‭ ‬أبدًا‭ ‬من‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬القراءة‭ ‬والوقت‭ ‬الذي‭ ‬يقضيه‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬القراءة‭ ‬وكمية‭ ‬المادة‭ ‬المقروءة،‭ ‬إلا‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬السريع‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬القراءة‭ ‬السريعة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقليل‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬المهمة‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬وعدم‭ ‬قراءتها‭. ‬فبرامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬للقراءة‭ ‬السريعة،‭ ‬وبعض‭ ‬الكتب‭ ‬والصحف‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬قراءتها‭ ‬بتأمل،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يخصص‭ ‬في‭ ‬خطته‭ ‬السنوية‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لقراءة‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الكتب‭ ‬والمصادر‭ ‬التي‭ ‬تفتح‭ ‬العقول‭ ‬والفكر،‭ ‬وتحلق‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الواسعة‭.  ‬

3‭. ‬الأوقات‭ ‬الضائعة؛‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬وفي‭ ‬أيامنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭ ‬الضائعة،‭ ‬مثل‭: ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬الفجر،‭ ‬وأوقات‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬أو‭ ‬الحلاق،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬القطارات،‭ ‬أو‭ ‬أثناء‭ ‬السفر‭ ‬بالطائرة،‭ ‬وربما‭ ‬الكثير،‭ ‬وكل‭ ‬شخص‭ ‬يعرف‭ ‬أوقاته،‭ ‬فيصبح‭ ‬الوقت‭ ‬مثل‭ ‬قطرات‭ ‬الزئبق‭ ‬التي‭ ‬تنسل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأصابع‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬مسكها‭ ‬وبالتالي‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬وكلنا‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬هو‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬فإن‭ ‬ضاع‭ ‬الوقت‭ ‬ضاعت‭ ‬الحياة‭. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬نضيعها‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬بالهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وربما‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬السؤال،‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬وضعت‭ ‬خطة‭ ‬لتعيش‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬وقتك‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المخطط؟‭  ‬

4‭. ‬الراحة‭ ‬القصيرة؛‭ ‬ولكن‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬خذ‭ ‬استراحة‭ ‬قصيرة،‭ ‬أعط‭ ‬نفسك‭ ‬فترة‭ ‬راحة‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬مضني،‭ ‬حتى‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬صفاء‭ ‬الذهن،‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬ببعض‭ ‬التدريبات‭ ‬الرياضية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الحدائق‭ ‬المفتوحة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تلتقي‭ ‬ببعض‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬مع‭ ‬الأهل،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاسترخاء‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الهدوء،‭ ‬فصفاء‭ ‬النفس‭ ‬والذهن‭ ‬يساعدان‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الذات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭. ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬استراحة‭ ‬طويلة،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الكسل‭ ‬والخمول‭. ‬

5‭. ‬كافئ‭ ‬نفسك؛‭ ‬بماذا؟‭ ‬فالعمل‭ ‬الجاد‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبدًا‭ ‬حرق‭ ‬الذات‭ ‬أو‭ ‬حرمانها‭ ‬من‭ ‬متاع‭ ‬الدنيا،‭ ‬فبعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬تجدد‭ ‬النشاط‭ ‬وتدفع‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العطاء،‭ ‬فالإجازة‭ ‬القصيرة،‭ ‬ورحلة‭ ‬ممتعة،‭ ‬وممارسة‭ ‬هواية‭ ‬بين‭ ‬الفترة‭ ‬والأخرى‭ ‬تسهم‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الذات‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المخطط‭ ‬السنوي،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬أهله‭ ‬وأطفاله‭ ‬ومن‭ ‬يعيشون‭ ‬حوله،‭ ‬فإنهم‭ ‬أيضًا‭ ‬يستحقون‭ ‬التفكير‭ ‬فيهم‭ ‬وفي‭ ‬تحقيق‭ ‬رغباتهم‭. ‬

6‭. ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬الجيد‭ ‬الصحي؛‭ ‬أثناء‭ ‬عملك‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المخطط‭ ‬الشخصي،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تتناول‭ ‬طعاما‭ ‬جيدا،‭ ‬ويفضل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صحيا،‭ ‬فلا‭ ‬تكثر‭ ‬من‭ ‬السكريات‭ ‬ومشروبات‭ ‬الطاقة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجديد‭ ‬النشاط،‭ ‬فهذه‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬إذ‭ ‬ربما‭ ‬تعطيك‭ ‬الطاقة‭ ‬المؤقتة‭ ‬ولكنها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الطويل‭ ‬فإنها‭ ‬ستسبب‭ ‬لك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬إنه‭ ‬أثناء‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬يفضل‭ ‬ألا‭ ‬تعمل،‭ ‬وبالعكس‭.‬

7‭. ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الضغوط؛‭ ‬من‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يتعرض‭ ‬للضغوط،‭ ‬لا‭ ‬أحد،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬كيف‭ ‬يحول‭ ‬المواقف‭ ‬والضغوط‭ ‬إلى‭ ‬صالحه،‭ ‬فتتحول‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬لتطوير‭ ‬النفس‭ ‬إن‭ ‬تعاملنا‭ ‬معها‭ ‬بعقلية‭ ‬إيجابية،‭ ‬فبدلًا‭ ‬من‭ ‬تجنب‭ ‬الضغوط،‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬كوقود‭ ‬للتحفيز‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬والنمو،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفكير‭ ‬الإيجابي،‭ ‬واكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬جديدة،‭ ‬وزيادة‭ ‬التحفيز‭ ‬والإنجاز،‭ ‬وربما‭ ‬طلب‭ ‬الدعم‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

8‭. ‬فن‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل؛‭ ‬ربما‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تضيع‭ ‬وقتنا‭ ‬المجاملات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬المكالمات‭ ‬الهاتفية‭ ‬غير‭ ‬الهادفة‭ ‬والمضيعة‭ ‬للوقت‭ ‬والجهد،‭ ‬وكذلك‭ ‬الزيارات‭ ‬المفاجئة،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الأعمال‭ ‬الطارئة‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬غير‭ ‬طارئة،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬نتخلص‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬يقدس‭ ‬المجاملات‭ ‬الاجتماعية؟‭ ‬سؤال‭ ‬صعب‭ ‬الإجابة‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬بكلمة‭ ‬واحدة،‭ ‬وهي‭ (‬لا‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقال‭ ‬بطريقة‭ ‬ذكية‭ ‬جدًا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نفقد‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬معنا‭ ‬وحولنا‭. ‬

9‭. ‬التوظيف‭ ‬الجيد‭ ‬للتقنيات‭ ‬الحديثة؛‭ ‬يتميز‭ ‬عصرنا‭ ‬باستخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬مثل‭ ‬الحاسوب‭ ‬والإنترنت‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬وقت‭ ‬الانتظار‭ ‬أو‭ ‬أخذ‭ ‬المواعيد‭ ‬وما‭ ‬شابه،‭ ‬لذلك‭ ‬فيمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الروتينية‭ ‬التي‭ ‬تضيع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوقات،‭ ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬الواتساب،‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬المسجل‭ ‬الصوتي‭ ‬أو‭ ‬المكتوب‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬رسالة‭ ‬أو‭ ‬مكالمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬النوعيات‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬تزخر‭ ‬بها‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭. ‬

10‭. ‬تطوير‭ ‬الذات؛‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬تنس‭ ‬نفسك،‭ ‬ورغباتك‭ ‬الأخرى،‭ ‬فاجعل‭ ‬أيامَك‭ ‬الأخرى‭ ‬مفيدة‭ ‬وعامرة‭ ‬بالعمل‭ ‬الصالح‭ ‬واستمع‭ ‬أو‭ ‬شاهد‭ ‬برامج‭ ‬وأفلاما‭ ‬ثقافية‭ ‬وعلمية،‭ ‬قم‭ ‬بزيارة‭ ‬لصديق‭ ‬حكيم‭ ‬أو‭ ‬عالم‭ ‬مفكر،‭ ‬مارس‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬الحاسوب‭ ‬والإنترنت،‭ ‬ربما‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬لغة‭ ‬جديدة،‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬خيري‭ ‬أو‭ ‬تطوعي،‭ ‬استمع‭ ‬إلى‭ ‬شريط‭ ‬مفيد‭ ‬أو‭ ‬فيديو‭ ‬أثناء‭ ‬قيادة‭ ‬السيارة،‭ ‬فإنك‭ ‬وضعت‭ ‬لنفسك‭ ‬خططا‭ ‬وأهدافا‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬وقتك‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬ذاتك‭ ‬ونفسك‭ ‬وعقلك‭.‬

وإن‭ ‬كنا‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬العصا‭ ‬السحرية‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬وتنفذ‭ ‬الخطط‭ ‬والأهداف،‭ ‬لأن‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬العشرة،‭ ‬تسهم‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬وتساعد‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬المؤسسة‭ ‬الراغبة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيقها‭. ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬المخطط‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬تساعده‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬المخطط‭.‬

ونقول‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬والشواهد‭ ‬التي‭ ‬مارسناها‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬قدمنا‭ ‬لهم‭ ‬خبرتنا‭ ‬وتجربتنا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬المخططات‭ ‬الشخصية‭ ‬والمؤسسية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذها‭.    ‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬أختم‭ ‬مقالي‭ ‬إليكم‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬البسيطة؛‭ ‬تقول‭ ‬الحكاية‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شاب‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة،‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬أرشده‭ ‬طموحه‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬منزلاً،‭ ‬فقرر‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬بيتًا‭ ‬جميلًا‭ ‬على‭ ‬تلة‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬القرية‭. ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بيته‭ ‬هو‭ ‬الأجمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ليصبح‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬له‭ ‬ولعائلته‭. ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬استيقظ‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬المليء‭ ‬بالحماس،‭ ‬واشترى‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬وبدأ‭ ‬العمل‭ ‬فورًا‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬أي‭ ‬مخطط‭ ‬للمنزل‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬بناءه،‭ ‬وهو‭ ‬أصلاً‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يبني‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬مخططا‭ ‬لمنزل،‭ ‬ولكنه‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬حماسه‭ ‬سيرشده،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬الطوب‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬ويعمل‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬واضح‭ ‬لما‭ ‬يريده‭. ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬يسير‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬بدأ‭ ‬يواجه‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة؛‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬الأساسات‭ ‬كانت‭ ‬ضعيفة‭ ‬لأن‭ ‬الشاب‭ ‬لم‭ ‬يخطط‭ ‬لها‭ ‬جيدًا،‭ ‬والحجارة‭ ‬التي‭ ‬اشتراها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كافية‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يحسب‭ ‬الكمية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬والسقف‭ ‬كان‭ ‬مائلًا‭ ‬وغير‭ ‬ثابت‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يضع‭ ‬تصورًا‭ ‬هندسيًا‭ ‬لأنه‭ ‬أصلاً‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الهندسة‭. ‬وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬وبعد‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الشاق،‭ ‬انهار‭ ‬البيت‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬التخطيط،‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬يشعر‭ ‬بالإحباط‭ ‬والندم‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬الضائع‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬التخطيط‭ ‬ووضع‭ ‬المخطط‭ ‬وبعض‭ ‬أساليب‭ ‬ومعززات‭ ‬التنفيذ‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬

 

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا