رام الله – (ا ف ب): تتمسّك السلطة الفلسطينية بإنهاء «الحالة المسلّحة» في مخيم جنين في الضفة الغربية، سعيا «للتكيّف» مع قيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وإظهار قدرتها على السيطرة على قطاع غزة بعد توقّف العدوان الإسرائيلي، وفق محلّلين.
وتدور منذ اسابيع معارك عنيفة في المخيم بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية و«كتيبة جنين» التي تسيطر على المخيم وتتألف من مسلحين ينتمون الى فصائل فلسطينية مختلفة، ما تسبّب بمقتل أحد عشر شخصا بينهم خمسة عناصر من الأمن الفلسطيني وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وأربعة مدنيين آخرين وقيادي من كتيبة جنين.
وينتمي معظم عناصر كتيبة جنين الى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.
ويقول مسؤول في السلطة فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس: «الرئيس محمود عباس يرفض بشكل قاطع أي وساطة... ويشدّد على أن يسلّم هؤلاء أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية».
وبدأت الأحداث في الخامس من ديسمبر، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية قياديا ميدانيا من كتيبة جنين بتهمة حيازة أسلحة وأموال، أعقبه قيام مسلحين بمصادرة مركبتين تابعتين للسلطة الفلسطينية.
على الأثر، بدأت الأجهزة الأمنية عملية عسكرية تحت شعار «حماية الوطن»، فحاصرت المخيم بعدد كبير من الآليات والعناصر. واندلعت المواجهات بين الطرفين.
وقالت الأجهزة في بياناتها: إنها تستهدف «الخارجين عن القانون».
وشدّد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء أنور رجب في بيان على أنه «لن يكون هناك أي تساهل مع هذه الفئة الضالة الخارجة على القانون». وقال: «ستواصل الأجهزة الأمنية وبكل ما أوتيت من قوة، العمل لفرض النظام والقضاء على الفوضى وحماية أمن شعبنا مهما كانت التضحيات».
ويرى محلّلون أن القيادة الفلسطينية تسعى إلى «التكيّف» المستقبلي مع قيادة ترامب من خلال سيطرتها على المخيم الذي يعتبر من أكثر المخيمات تسليحا، وإظهار قدرتها على الإمساك بزمام الأمور في قطاع غزة حيث ضعفت حماس الى حد كبير نتيجة العدوان المتواصل منذ أكثر من 14 شهرا على غزة.
في تحليل صادر عن المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية الأسبوع الماضي، تحدّث مدير المركز هاني المصري عن «توقيت الحملة الأمنية» التي «تنفّذ عشية قرب التوصل إلى هدنة في قطاع غزة»، و«تتزامن مع تولي دونالد ترامب سدّة البيت الأبيض» في 20 يناير.
وحذّر من «الوقوع في براثن أوهام جديدة بأن ترامب الجديد يختلف عن ترامب القديم، وأن القيادة الفلسطينية إذا اختارت التعامل والتكيّف معه بدلا من المقاطعة.. يمكن أن تتقي شره، أو يمكن أن يوافق على بقاء السلطة في الضفة، وعلى عودتها إلى غزة إذا أثبتت جدارتها». وأضاف: «تعتقد السلطة أنها ستكون مقبولة لدى ترامب الجديد إذا خفضت السقف الفلسطيني». واتهمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي السلطة الفلسطينية بخدمة أهداف إسرائيل. ويخشى كثيرون توسّع النزاع الفلسطيني الفلسطيني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك