العدد : ١٧٠٨٨ - السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٨ - السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ رجب ١٤٤٦هـ

شرق و غرب

.. وستظل جرائم إسرائيل في غزة وصمة عار في تاريخ بايدن

الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

بقلم‭: ‬خوان‭ ‬كول‭ ‬{‭ ‬

 

إرثان‭ ‬رئيسيان‭ ‬اثنان‭ ‬يشترك‭ ‬فيهما‭ ‬الرؤساء‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬ثم‭ ‬تنتهي‭ ‬عهدتهم‭ ‬ويغادرون‭ ‬كرسي‭ ‬السلطة،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية‭. ‬إن‭ ‬الأخطاء‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغطي‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬الانتصارات‭ ‬الداخلية‭ ‬الكبيرة‭. ‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أعاد‭ ‬الرئيس‭ ‬ليندون‭ ‬بينز‭ ‬جونسون‭ ‬تشكيل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬العظيم‮»‬،‭ ‬وقبل‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بإنهاء‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬الذي‭ ‬فرضه‭ ‬جيم‭ ‬كرو‭.‬

لكن‭ ‬هوس‭ ‬الرئيس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬جونسون‭ ‬بتحقيق‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬واستثماره‭ ‬في‭ ‬‮«‬نظرية‭ ‬الدومينو‮»‬‭ ‬الكاذبة‭ ‬حول‭ ‬انتشار‭ ‬الشيوعية،‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬رئاسته‭ ‬بالفشل‭ ‬وأضر‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

أنا‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬لذا‭ ‬أتذكر‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬مراهقا‭ ‬أشاهد‭ ‬الرئيس‭ ‬جونسون‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬مارس‭ ‬1968‭ ‬وهو‭ ‬يعلن‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يسعى‭ ‬لولاية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬منصبه‭. ‬لسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬استمرت‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1972،‭ ‬ما‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬مليوني‭ ‬فيتنامي‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬و58220‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭ ‬الأمريكيين‭. ‬وبحلول‭ ‬عام‭ ‬1975،‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬قد‭ ‬انسحبت‭ ‬بالكامل‭ ‬وسط‭ ‬الفوضى‭.‬

تذكرت‭ ‬خطاب‭ ‬استقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬ليندون‭ ‬جونسون‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الموافق‭ ‬22‭ ‬يوليو‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يسعى‭ ‬لولاية‭ ‬أخرى‭.‬

وما‭ ‬أثار‭ ‬انزعاج‭ ‬أصدقائي‭ ‬اليساريين‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬اقترحت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬سيكون‭ ‬الرئيس‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬منذ‭ ‬ليندون‭ ‬جونسون‭. ‬سأعيد‭ ‬النظر‭ ‬إذا‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬وموقفي‭ -‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬الإنجازات‭ ‬كانت‭ ‬محلية‭ ‬داخلية‭.‬

وعلى‭ ‬غرار‭ ‬الرئيس‭ ‬جونسون،‭ ‬أثار‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬احتجاجات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خوض‭ ‬مغامرة‭ ‬خارجية‭ ‬مدمرة‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬بايدن،‭ ‬كان‭ ‬الحوت‭ ‬الأبيض‭ ‬العظيم‭ ‬بمثابة‭ ‬تدمير‭ ‬حماس،‭ ‬وكان‭ ‬طائر‭ ‬القطرس‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬عناق‭ ‬الدب‮»‬‭ ‬لحكومة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرفة‭.‬

أعاد‭ ‬بايدن‭ ‬تزويد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالذخيرة‭ ‬والأسلحة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الفعلي‭ ‬للسماح‭ ‬لنتنياهو‭ ‬وحلفائه‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ (‬النظير‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للنازيين‭ ‬الجدد‭) ‬بتدمير‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬38000‭ ‬فلسطيني،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬وأطفال‭.‬

لقد‭ ‬تجنبت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬أساءت‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬مما‭ ‬استهزأ‭ ‬بقانون‭ ‬ليهي‭ (‬قانون‭ ‬يلزم‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بعدم‭ ‬تمويل‭ ‬أي‭ ‬قوات‭ ‬أجنبية‭ ‬‮«‬يتأكد‭ ‬تورطها‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بندين‭ ‬أحدهما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والآخر‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬وسمي‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬اسم‭ ‬السيناتور‭ ‬المتقاعد‭ ‬باتريك‭ ‬ليهي‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬فيرمونت‭). ‬

لقد‭ ‬حاول‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إنشاء‭ ‬درع‭ ‬أمريكي‭ ‬لتمكين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬وصف‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بأنه‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬غير‭ ‬ملزم‮»‬‭ (‬كان‭ ‬ملزما‭).‬

وجدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬رفعها‭ ‬بشكل‭ ‬معقول‭ ‬وأمرت‭ ‬بوقف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬وقد‭ ‬شكك‭ ‬بايدن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لكنه‭ ‬اعترف‭ ‬لاحقًا‭ ‬بأن‭ ‬30‭ ‬ألفًا‭ ‬قتلوا،‭ ‬وتابع‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬60‭ ‬ألفًا‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬رسم‭ ‬بايدن‭ ‬أيضا‭ ‬خطًا‭ ‬أحمر‭ ‬حول‭ ‬مدينة‭ ‬رفح،‭ ‬لكن‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬جعل‭ ‬منه‭ ‬أضحوكة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجاهل‭ ‬القيود‭ ‬الأمريكية‭ ‬ببساطة‭ ‬وتدمير‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬دمر‭ ‬بها‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

لقد‭ ‬ترك‭ ‬دعم‭ ‬بايدن‭ ‬الشديد‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬نتنياهو‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬لا‭ ‬تمحى‭ ‬على‭ ‬رئاسته‭ ‬وأضر‭ ‬بالدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

لم‭ ‬يبق‭ ‬أمام‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬سوى‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع‭ ‬فقط‭ ‬لإجراء‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لسياسته‭ ‬الكارثية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ -‬إذ‭ ‬ينبغي‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬التمويل‭ ‬إلى‭ ‬وكالة‭ ‬غوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬الأونروا‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬اتهمتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬زورا‭ ‬بأنها‭ ‬واجهة‭ ‬لحماس‭. ‬وحتى‭ ‬بريطانيا‭ ‬استعادت‭ ‬التمويل،‭ ‬لكن‭ ‬بايدن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يأبى‭ ‬ذلك‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬شحنات‭ ‬الذخائر‭ ‬الإضافية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬ويسمح‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالتحرك‭ ‬لحكمها‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬بايدن‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬إرثه‭ ‬المحلي،‭ ‬فقد‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

تولى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬الجائحة‭ ‬والاستجابة‭ ‬الضعيفة‭ ‬للرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬له،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭. ‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بميزة‭ ‬تطوير‭ ‬اللقاحات،‭ ‬جزئيًا‭ ‬مع‭ ‬استثمار‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬موديرنا‭. (‬قامت‭ ‬شركة‭ ‬فايزر‭ ‬بتسويق‭ ‬لقاح‭ ‬بيونتك‭ ‬الألماني‭).‬

لكن‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب،‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬تعبئة‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬الفيدرالية،‭ ‬وأشار‭ ‬أحد‭ ‬التسريبات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاريد‭ ‬كوشنر‭ ‬تعمد‭ ‬الإضرار‭ ‬برد‭ ‬فعل‭ ‬نيويورك‭ ‬لمعاقبتها‭ ‬على‭ ‬تصويتها‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭.‬

وقام‭ ‬بايدن‭ ‬بتعبئة‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬لتوفير‭ ‬اللقاحات،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬وقام‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬والسلط‭ ‬المحلية‭. ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬قام‭ ‬بتطعيم‭ ‬البالغين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لذلك،‭ ‬وبدأ‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬بموجبها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭.‬

أما‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬ترامب‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬التطعيم،‭ ‬فهم‭ ‬يؤذون‭ ‬أنفسهم‭ ‬ومن‭ ‬حولهم‭. ‬تشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬بايدن‭ ‬قد‭ ‬أنقذ‭ ‬حياة‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭.‬

أعاد‭ ‬بايدن‭ ‬أمريكا‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬لم‭ ‬نشهدها‭ ‬منذ‭ ‬مهرجان‭ ‬وودستوك‭ ‬الموسيقي‭ ‬وجنون‭ ‬بيزلي‭.‬

لقد‭ ‬انخفض‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬خلال‭ ‬الوباء،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬أراد‭ ‬المستهلكون‭ ‬الشراء‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬اختناقات‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬التضخم‭. ‬وتنحسر‭ ‬مشاكل‭ ‬العرض‭ ‬هذه،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مرتفعة‭ ‬للغاية‭.‬

وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬تسببت‭ ‬حرب‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬ارتفاعات‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬التغلب‭ ‬عليها،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬أو‭ ‬أسعار‭ ‬القمح‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬انخفضت‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين‭ ‬بشكل‭ ‬مطرد‭ ‬منذ‭ ‬شهرين‭.‬

وكلف‭ ‬بايدن‭ ‬إدارته‭ ‬بتحفيز‭ ‬صناعة‭ ‬طاقة‭ ‬الرياح‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بهدف‭ ‬إنتاج‭ ‬30‭ ‬جيجاوات‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأجير‭ ‬المياه‭ ‬الفيدرالية‭ ‬البحرية‭ ‬لشركات‭ ‬خاصة‭. ‬سوف‭ ‬نرى‭ ‬بعض‭ ‬مزارع‭ ‬الرياح‭ ‬الجديدة‭ ‬الضخمة‭ ‬تدخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المزارع‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

كان‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬سعيدًا‭ ‬ومتملقًا‭ ‬لتمرير‭ ‬قانون‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والوظائف‭ ‬الذي‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬الحزبان‭ ‬بقيمة‭ ‬1,2‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬والذي‭ ‬سيؤدي،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أمور‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬محطات‭ ‬شحن‭ ‬للسيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬ومساعدة‭ ‬المدارس‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الحافلات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬الجسور‭ (‬10%‭ ‬منها‭) ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬السقوط‭) ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرئيسية‭ ‬الأخرى‭. ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬خصصت‭ ‬65‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لتسهيل‭ ‬وصول‭ ‬جميع‭ ‬الأميركيين‭ ‬إلى‭ ‬الإنترنت،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬الإنتاجية‭.‬

حصل‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬صناعية‭ ‬جديدة‭ ‬بقيمة‭ ‬52‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬تشيبس‭ ‬لتسريع‭ ‬صناعة‭ ‬أشباه‭ ‬الموصلات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أساسي‭ ‬للتقدم‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬أيضًا‭. ‬وقام‭ ‬بترتيب‭ ‬التمويل‭ ‬للمحاربين‭ ‬القدامى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الحروق‭ ‬السامة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭.‬

‭...‬ونجح‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬على‭ ‬تمرير‭ ‬قانون‭ ‬خفض‭ ‬التضخم‭...‬بقيمة‭ ‬369‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬للتحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬الخضراء‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬سيجعل‭ ‬أدوية‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬أرخص‭ ‬ويساعد‭ ‬40% من‭ ‬سكان‭ ‬البلاد‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬تدابير‭ ‬المرونة‭.‬

 

‭ ‬أستاذ‭ ‬تاريخ‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬مشيجان‭ ‬الأمريكية

 

كومونز

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا