العمود الفقري هو نظام متكامل من عضلات وعظام وأقراص والأربطة التي تدعم الجسم، وكمثل باقي أجزاء الجسم قد يتأثر العمود الفقري لعدة أسباب، وفي الحوار الآتي سنتعرف على كل ما يخص العمود الفقري مع الدكتور راشد كمشكي استشاري جراحة العظام في المستشفيات الأكاديمية (Nordfriesland) التابعة لمستشفى هامبورج الجامعي والدكتور راينر كيرشنر رئيس قسم العظام والعمود الفقري بمستشفى (Nordfriesland) الموجودين في البحرين بمستشفى الإرسالية الامريكية في الفترة من 7 إلى 9 يناير القادم.
* هل أمراض العمود الفقري تعتبر شائعة؟
نعم، أمراض العمود الفقري شائعة جدًا وتشكل نسبة كبيرة من المرضى، يشمل ذلك مجموعة واسعة من الحالات مثل آلام الظهر المزمنة، والانزلاق الغضروفي، واعتلالات الفقرات كالانحرافات مثل الجنف، والتضيق الشوكي.
* ما هي أهم أسباب مشاكل العمود الفقري؟
أمراض العمود الفقري قد تنجم عن مجموعة متنوعة من الأسباب والعوامل المؤثرة، ومن أهم هذه الأسباب:
الشيخوخة: مع التقدم في العمر يحدث تآكل طبيعي في الأقراص الفقرية والمفاصل، ما يؤدي إلى مشكلات مثل التآكل (الاهتراء) أو تضيق القناة الشوكية.
الإصابات: الحوادث، مثل السقوط أو حوادث السيارات، قد تؤدي إلى تمزق في الأربطة أو كسور في الفقرات، ما يزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل في العمود الفقري.
الإفراط في استخدام العمود الفقري: الأنشطة التي تتطلب حمل أوزان ثقيلة أو الحركات المتكررة يمكن أن تسبب إجهادًا على العمود الفقري، ما يؤدي إلى مشاكل مثل الانزلاق الغضروفي.
الوضعية السيئة: الجلوس أو الوقوف بشكل غير صحيح فترات طويلة يمكن أن يسبب ضغطًا على الفقرات والأقراص، ما يؤدي إلى آلام في الظهر والمشاكل الشوكية الأخرى.
الوراثة: بعض الأشخاص قد يكونون عرضة لأمراض العمود الفقري بسبب عوامل وراثية، مثل وجود تاريخ عائلي مع مشكلات الفقرات أو الأقراص.
السمنة: الوزن الزائد يزيد الضغط على العمود الفقري والمفاصل، ما قد يؤدي إلى مشاكل في الفقرات والأقراص بين الفقرات.
الاختلالات العضلية: ضعف أو عدم توازن في عضلات الظهر والبطن يمكن أن يؤثر سلبًا على دعم العمود الفقري.
الأمراض المزمنة: بعض الحالات الطبية مثل التهاب المفاصل أو هشاشة العظام قد تؤدي إلى تدهور العمود الفقري وتسبب آلامًا أو مشاكل هيكلية.
الجلوس فترات طويلة: قضاء وقت طويل في الجلوس، وخاصة في وضعيات غير صحيحة، يمكن أن يؤدي إلى الضغط على الفقرات والأقراص ويزيد من خطر الإصابة بأمراض العمود الفقري.
* ما هي عوامل الخطورة للإصابة؟
عوامل الخطورة للإصابة بأمراض العمود الفقري تشمل مجموعة من العوامل البيئية، والجينية، والعوامل المرتبطة بأسلوب الحياة. إليك أهم هذه العوامل:
- التقدم في العمر: مع التقدم في العمر تتعرض الأقراص الفقرية للتآكل، ويقل امتصاص الصدمات في العمود الفقري، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مثل الانزلاق الغضروفي والتضيق الشوكي.
- الإصابات السابقة: الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات سابقة في العمود الفقري أو في مناطق أخرى من الجسم قد يكونون أكثر عرضة لتطوير مشاكل مستقبلية في العمود الفقري.
- الوراثة: تاريخ العائلة مع أمراض العمود الفقري مثل انحرافات العمود الفقري (مثل الجنف) أو هشاشة العظام قد يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالات.
- السمنة: الوزن الزائد يزيد الضغط على العمود الفقري والمفاصل، ما يمكن أن يؤدي إلى تدهور الأقراص الفقرية وزيادة مخاطر الألم أو الانزلاق الغضروفي.
قلة النشاط البدني: ضعف العضلات المرتبطة بالعمود الفقري بسبب نقص النشاط البدني يمكن أن يزيد من الضغط على الفقرات ويسهم في حدوث آلام الظهر والمشاكل الأخرى.
- الوضعية السيئة: الجلوس أو الوقوف في وضعيات غير صحيحة فترات طويلة، وخاصة أثناء العمل المكتبي أو قيادة السيارة، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في العمود الفقري.
- الأنشطة المرهقة: الأنشطة التي تتطلب حمل أوزان ثقيلة أو القيام بحركات متكررة قد تؤدي إلى تحميل زائد على العمود الفقري، ما يزيد من احتمال الإصابة.
- التدخين: التدخين يحد من تدفق الدم إلى الأقراص الفقرية ويقلل من قدرتها على الشفاء، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض العمود الفقري مثل تدهور الأقراص.
- العمل في بيئات خطرة: العمل في بيئات تتطلب التواءات أو رفع للأشياء الثقيلة أو مواقف جسدية غير مريحة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في العمود الفقري.
- الاضطرابات الصحية الأخرى: بعض الحالات الطبية مثل التهاب المفاصل، وهشاشة العظام، أو أمراض الأنسجة الضامة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض العمود الفقري.
- العوامل النفسية: التوتر النفسي والقلق يمكن أن يؤدي إلى توتر العضلات في منطقة الظهر، ما يزيد من آلام الظهر والمشاكل المتعلقة بالعمود الفقري.
- التغيرات الهرمونية: بعض التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث في النساء بعد انقطاع الطمث، يمكن أن تؤثر على صحة العظام والمفاصل وتزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام وآلام الظهر.
* ما هي اهم أمراض العمود الفقري؟
الانزلاق الغضروفي (Herniated Disc).
التضيق الشوكي (Spinal Stenosis).
الجنف (Scoliosis).
هشاشة العظام (Osteoporosis).
الإصابات والكسور الفقرية ((Vertebral Fractures.
متلازمه المفصل /التهاب المفاصل الفقارية Facet Syndrome/Spondyloarthritis.
متلازمة ذيل الفرس (Cauda Equina Syndrome).
* ماذا عن الأعراض؟
أمراض العمود الفقري قد تتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، وتختلف هذه الأعراض بحسب نوع المرض أو الحالة التي يعاني منها الشخص ومكان الاصابة. إليك أبرز الأعراض المرتبطة بأمراض العمود الفقري:
ألم حاد يمتد من أسفل الظهر إلى الساقين (يسمى «عرق النسا»).
خدر أو شعور بوخز في الساقين أو الذراعين.
ضعف العضلات في الأطراف المصابة.
صعوبة في الحركة أو المشي.
ألم في العنق مع خدر أو شعور بالوخز في الأطراف العلوية.
تيبس في المفاصل عند الاستيقاظ من النوم أو بعد فترة من الراحة.
فقدان القدرة على التحكم في المثانة أو الأمعاء (سلس البول أو البراز).
ضعف في الأطراف السفلية أو شلل.
خدر، تنميل في الاطراف السفلية. صعوبة في التنسيق الحركي.
* كيف يكون التشخيص؟
تشخيص أمراض العمود الفقري يتطلب مجموعة من الخطوات الطبية والفحوصات لتحديد السبب الدقيق للأعراض وتحديد العلاج المناسب. يتم التشخيص عادةً من خلال المراحل الآتية:
1. التاريخ الطبي والفحص السريري.
الأشعة السينية (X-rays):
تستخدم الأشعة السينية لتحديد التشوهات الهيكلية في العمود الفقري مثل الكسور، انحرافات العمود الفقري (مثل الجنف)، أو التآكل في المفاصل.
الرنين المغناطيسي (MRI):
يوفر صورًا مفصلة للأقراص الفقرية، الأعصاب، والأربطة، ما يساعد في تشخيص حالات مثل الانزلاق الغضروفي، التضيق الشوكي، أو التهابات الأعصاب.
يُعتبر الأكثر دقة في الكشف عن مشاكل الأنسجة الرخوة.
التصوير المقطعي المحوري (CT Scan):
يساعد في الحصول على صور تفصيلية للعمود الفقري ويمكن أن يكون بديلاً للرنين المغناطيسي في بعض الحالات.
يُستخدم بشكل خاص إذا كانت الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي غير كافيين أو إذا كانت هناك حاجة إلى توضيح المزيد من التفاصيل.
الفحوصات العصبية:
اختبار التوصيل العصبي (Nerve Conduction Studies):
يُستخدم لقياس سرعة وكفاءة إرسال الإشارات العصبية عبر الأعصاب. يساعد في تشخيص ضغط الأعصاب أو التهاب الأعصاب مثل ما يحدث في حالات مثل عرق النسا (Sciatica).
تخطيط كهربائية العضل (EMG):
يساعد في تحديد ما إذا كان هناك تلف في الأعصاب أو العضلات الناجم عن ضغط الأعصاب أو تهيجها.
التحاليل الدموية:
قد يُطلب إجراء اختبارات دم للكشف عن وجود التهابات أو أمراض مناعية تؤثر على العمود الفقري مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو العدوى.
تحليل وجود علامات التهاب أو فقر الدم أو حالات أخرى قد ترتبط بألم في الظهر.
* ما هي أحدث طرق العلاج؟
نظام الملاحة في جراحة العمود الفقري (Spinal Navigation System) هو تقنية حديثة تستخدم لمساعدة الجراحين في إجراء العمليات الجراحية للعمود الفقري بدقة عالية. يعتمد النظام على استخدام تقنيات التصوير المتقدمة، مثل التصوير المقطعي المحوري (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI)، جنبًا إلى جنب مع أدوات الحوسبة المتطورة، لتوجيه الأدوات الجراحية وتحديد المواقع بدقة أثناء العملية. الهدف هو تحسين نتائج الجراحة وتقليل المخاطر المصاحبة للجراحة التقليدية.
مميزات نظام الملاحة في جراحة العمود الفقري:
دقة عالية:
يوفر النظام دقة متناهية في تحديد المواقع، ما يسمح للجراح بإجراء عمليات دقيقة على العمود الفقري مع تقليل المخاطر.
تقليل التداخل الجراحي:
باستخدام نظام الملاحة يمكن للجراحين إجراء العمليات عبر شقوق أصغر، ما يقلل من التضرر للأنسجة المحيطة ويقلل من المخاطر المرتبطة بالعملية.
تحسين السلامة وتقليل المخاطر:
يقلل من احتمال حدوث إصابات غير مقصودة للأعصاب أو الأوعية الدموية المحيطة بالعمود الفقري.
تقليل وقت الجراحة:
يمكن للجراحين إجراء الجراحة بشكل أسرع وأكثر كفاءة، ما يقلل من الوقت الذي يقضيه المريض تحت التخدير ويخفف من الإرهاق الجراحي.
تخصيص العلاجات:
يمكن استخدام النظام لتخطيط الجراحة بشكل شخصي وفقًا لاحتياجات المريض، ما يعزز فرص نجاح العملية.
التقليل من الألم والشفاء الأسرع:
نظرًا إلى أن الجراحة غالبًا ما تكون أقل توغلًا فإن المريض يمكنه التعافي بشكل أسرع مقارنة بالجراحة التقليدية.
والجدير بالذكر ان الجراحة بالمنظار في العمود الفقري
(Minimally Invasive Spine Surgery -MISS) هي تقنية جراحية حديثة تهدف إلى تقليل التداخل الجراحي واختصار فترة التعافي مع الحفاظ على فعالية العلاج. وتعتمد هذه التقنية على استخدام أدوات صغيرة وكاميرات دقيقة (مناظير) لإجراء عمليات دقيقة على العمود الفقري من خلال شقوق صغيرة جدًا مقارنة بالجراحة التقليدية. ويتم تصوير المنطقة المستهدفة باستخدام كاميرات عالية الدقة لتمكين الجراح من رؤية المنطقة المصابة وتوجيه الأدوات بدقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك