أسدلت هيئة البحرين للثقافة والآثار الستار على فعاليات مهرجان «ليالي المحرّق» في نسخته الثالثة، وذلك أمس الإثنين الموافق 30 ديسمبر 2024، ليختتم بذلك نشاطه الذي استمر منذ مطلع الشهر الجاري في تحويل المدينة التاريخية إلى وجهة ثقافية وسياحية جمعت ما بين التراث والحداثة، حيث ساهم في تعزيز مكانة المحرّق على المستويين المحلي والإقليمي.
وقد أقيم مهرجان «ليالي المحرّق» الذي يأتي ضمن أعياد البحرين، يومياً طوال مسار اللؤلؤ الممتد لمسافة 3.5 كيلومترات، بدءًا من ساحل بو ماهر حتى متحف اللؤلؤ - مجلس سيادي، وذلك بالتزامن مع احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وعيد الجلوس الخامس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وما يصاحبها من مناسبات وطنية.
وفي هذا الصدد، أكّد الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن مهرجان ليالي المحرق يأتي تماشياً مع الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بتعزيز مكانة مدينة المحرّق كمركز حضاري وثقافي إقليمي وعالمي، منوهاً بالجهود البارزة التي تبذلها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتنفيذ مختلف المبادرات والمشاريع الرامية إلى إحياء مدينة المحرق والمحافظة على تراثها وتاريخها، باعتبارها تمتلك دوراً بارزاً في مسيرة مملكة البحرين التاريخية وما يزخر به تراثها الإنساني من مكونات حضارية وثقافية وإرث اجتماعي.
وقال: «في ختام مهرجان ليالي المحرّق، نفخر بأننا استطعنا تحقيق أهدافنا في إحياء الإرث الثقافي والحضاري لمدينة المحرّق، حيث امتدت الفعاليات على طول موقع مسار اللؤلؤ، المسجل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، جعلت من المدينة مساحة نابضة تجمع بين التراث والحداثة في بيئة فريدة من نوعها».
وأضاف قائلاً: لقد أسهم المهرجان في تعزيز الوعي بأهمية المحرق التاريخية وزيادة ارتباط السكان بتراثهم الثقافي، فضلاً عن تشجيع الاعتزاز بالهوية البحرينية، كما صنع المهرجان مساحة للقاء ما بين سكّان المدينة وزوّارها من داخل مملكة البحرين وخارجها عبر أنشطة متنوعة في مجالات الفنون والحرف اليدوية والموسيقى والطعام والتصميم وغيرها الكثير، الأمر الذي ساهم في إنعاش المدينة اقتصادياً عبر استقطابه عشرات الآلاف من الزوار يومياً، بما يدعم المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال المحليين، ويجعل من الأسواق والمعارض المقامة في البيوت التراثية نقاط جذب أساسية.
وتابع قائلاً: إن نجاح المهرجان يعكس أهمية دور الثقافة كمحرك أساسي لإحياء المدن التاريخية، وتحويلها إلى وجهات جذب سياحي وثقافي تسهم في دعم المجتمع المحلي وتعزيز الهوية الوطنية، ونتطلع إلى مواصلة مسيرة النجاح في جعل المحرق رمزاً ثقافياً وحضارياً يبرز مكانة مملكة البحرين على خارطة الثقافة العالمية.
كما توجه بجزيل الشكر إلى داعمي مهرجان ليالي المحرّق وكافة الجهات التي ساهمت إنجاحه من مؤسسات أهلية، وأهالي المحرّق الذين فتحوا بيوتهم لاستقبال زوار المدينة بشكل يعكس أصالة العادات والتقاليد البحرينية، مؤكداً أن المنجزات الثقافية يمكن تحقيقها بفضل التعاون ما بين كافة الجهات.
وقد قدم مهرجان ليالي المحرّق أنشطته في ثمانية مجالات، وهي: الفنون والتصميم والحرف وبرامج الأطفال والمأكولات والموسيقى والأنشطة المتنوعة والجولات، ولأول مرة ضمن مهرجان ليالي المحرّق تمكّن الجمهور من زيارة جميع بيوت مسار اللؤلؤ، والتي يذكر أنها تفتح أبوابها طوال العام، حيث قدّم المهرجان فرصة الاطلاع على معارضها ومقتنياتها الفريدة التي تحكي قصص ازدهار اقتصاد اللؤلؤ في مملكة البحرين.
وشهد المهرجان هذا العام مشاركة واسعة من عشرات الفنانين البحرينيين والعالميين، الذين قدموا أعمالاً عكست روح المحرّق وتاريخها العريق وتجارب بصرية متنوعة ومميزة، حيث كان هناك إقبال كبير من الزوار للاطلاع على الحراك الفني في المدينة من معارض داخلية وخارجية وجولات ثقافية، مما عزز مكانة المحرّق كجزء من شبكة المدن المبدعة التابعة لليونسكو منذ عام 2019.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك