العدد : ١٧٠٧٣ - الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٣ - الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

قطاع النفط والغاز في البحرين.. إرث مستدام لأكثر من 90 عاما

الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

شكل‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬أحد‭ ‬الركائز‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬وعنصرًا‭ ‬فاعلاً‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وبدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬نسبة‭ ‬إسهامه‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بالأسعار‭ ‬الثابتة،‭ ‬بحسب‭ ‬التقرير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الفصلي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‮ ‬‭ ‬14‭.‬5%‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ (‬2024‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬أهميته‭ ‬كأحد‭ ‬القطاعات‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬الأهمية‭ ‬المتزايدة‭ ‬لقطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نفذت‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬لتطوير‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬الاستدامة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬تطلعات‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وتعتمد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬جهودها‭ ‬المستمرة‭ ‬لتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬متميز‭ ‬وكفاءة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬حيث‭ ‬يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬صناعة‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬قرنا‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬حينما‭ ‬منحت‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬ديسمبر‭ ‬1925م،‭ ‬أول‭ ‬امتياز‭ ‬للتنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬لتدخل‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث‭ ‬اقتصادًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬وتنمويًا،‭ ‬حيث‭ ‬تغيرت‭ ‬ملامح‭ ‬الحياة‭ ‬بأكملها‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬إذ‭ ‬ساعدت‭ ‬الوفورات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬انتقال‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬اقتصاديات‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬صيد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬كمصدر‭ ‬للتجارة،‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاديات‭ ‬نفطية،‭ ‬ولتسهم‭ ‬مردودات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستدامة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬لها‭ ‬بناء‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬متقدمة‭. ‬وأسهمت‭ ‬عائدات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية،‭ ‬مثل‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والنقل،‭ ‬وتأسيس‭ ‬مشروعات‭ ‬استراتيجية‭ ‬واستثمارات‭ ‬صناعية‭ ‬وتجارية‭ ‬كبرى،‭ ‬مما‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬كمراكز‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭.‬

وكان‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ (‬بابكو‭) ‬في‭ ‬يناير‭ ‬1929،‭ ‬تحولاً‭ ‬جذريًا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬تطور‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬إذ‭ ‬قادت‭ ‬الشركة‭ ‬جهود‭ ‬البحث‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬عام‭ ‬1932‭ ‬ليصبح‭ ‬عامًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬بامتياز،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬‮«‬البئر‭ ‬رقم‭ ‬واحد‮»‬‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬الدخان،‭ ‬ثم‭ (‬البئر‭ ‬رقم‭ ‬2‭) ‬ليتدفق‭ ‬النفط‭ ‬بكميات‭ ‬تجارية،‭ ‬ولتكون‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬يتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬بها،‭ ‬ولتبدأ‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المملكة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

ثم‭ ‬كان‭ ‬الحدث‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬يونيو‭ ‬1934،‭ ‬بتصدير‭ ‬أول‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬اليابان‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬سترة‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬الناقلة‭ ‬‮«‬إل‭ ‬سيغوندو‮»‬،‭ ‬التابعة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬ستاندرد‭ ‬أويل‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يدشن‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬النفطي‭ ‬البحريني،‭ ‬وكان‭ ‬دافعًا‭ ‬لاتجاه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬إقامة‭ ‬استثمارات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬تتواكب‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬والطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭.‬

وتواصلت‭ ‬مسيرة‭ ‬تطور‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ففي‭ ‬الأربعينيات‭ ‬تم‭ ‬مد‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬النفط‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ليصبح‭ ‬أطول‭ ‬خط‭ ‬مغمور‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1945م‭ ‬قامت‭ ‬مصفاة‭ ‬بابكو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الخط‭ ‬بتكرير‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬السعودي،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬الخط‭ ‬عدة‭ ‬تحسينات‭ ‬وآخرها‭ ‬تطويره‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬بابكو‮»‬‭ ‬وشركة‭ ‬‮«‬أرامكو‮»‬‭ ‬السعودية‭ ‬بسعة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬وبطول‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬115‭ ‬كيلو‭ ‬مترًا‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬مصفاة‭ ‬بابكو‮»‬‭ ‬التي‭ ‬افتتحت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬بطاقة‭ ‬استيعابية‭ ‬تبلغ‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬ثم‭ ‬شهدت‭ ‬المصفاة‭ ‬عدة‭ ‬مراحل‭ ‬من‭ ‬التوسعة‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬التالية،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬طاقتها‭ ‬الإنتاجية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬267‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬الوصول‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬التوسعة‭ ‬الجديد‭.‬‮ ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصناعة‭ ‬والطاقة‭ ‬عالميًا،‭ ‬فقد‭ ‬اتجهت‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬بشكل‭ ‬عملي،‭ ‬وقامت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬بتأسيس‭ ‬شركة‭ ‬غاز‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ (‬بنا‭ ‬غاز‭)‬،‭ ‬وتضمن‭ ‬المشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬4‭ ‬محطات‭ ‬لضغط‭ ‬الغاز،‭ ‬ومنطقة‭ ‬لتخزين‭ ‬المنتجات‭ ‬في‭ ‬سترة،‭ ‬ومصنع‭ ‬لاستخلاص‭ ‬غاز‭ ‬البروبان‭ ‬والبيوتان‭ ‬والنفثا،‭ ‬وقامت‭ ‬بتصدير‭ ‬أول‭ ‬شحنة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬البيوتان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1980م‭.‬

وقد‭ ‬شهدت‭ ‬بابكو‭ ‬للغاز‭ -‬بنا‭ ‬غاز‭ ‬سابقًا‭-‬،‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬التوسعة،‭ ‬وآخرها‭ ‬تدشين‭ ‬مشروع‭ ‬مصنع‭ ‬الغاز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019م،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الذكرى‭ ‬الأربعين‭ ‬لتأسيس‭ ‬الشركة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬المصنع‭ ‬ليستوعب‭ ‬350‭ ‬مليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬المصاحب‭ ‬الإضافي‭ ‬المتوفر‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬البحرين،‭ ‬واستخلاص‭ ‬382‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬متري‭ ‬سنويًا‭ ‬من‭ ‬سوائل‭ ‬غاز‭ ‬البترول‭ ‬المسال‭ ‬وهي‭ ‬البروبان،‭ ‬البيوتان‭ ‬والنفثا،‭ ‬وإعادة‭ ‬ضغط‭ ‬وحقن‭ ‬الغاز‭ ‬الفائض‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬ومعالجته‭ ‬وتجفيفه،‭ ‬وبلغت‭ ‬تكلفة‭ ‬تمويله‭ ‬نحو‭ ‬645‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬بسعة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬350‭ ‬مليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬يوميًا‭ (‬9.6‭ ‬ملايين‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬يوميًا‭).‬

وفي‭ ‬نفس‭ ‬عام‭ ‬1979م،‭ ‬تأسست‭ ‬شركة‭ ‬الخليج‭ ‬لصناعة‭ ‬البتروكيماويات‭ (‬جيبك‭) ‬كمشروع‭ ‬مشترك‭ ‬لصناعة‭ ‬الأسمدة‭ ‬والبتروكيماويات‭ ‬بين‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭. ‬ويمتلك‭ ‬المشروع‭ ‬بالتساوي‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والشركة‭ ‬السعودية‭ ‬للصناعات‭ ‬الأساسية‭ (‬سابك‭) ‬وشركة‭ ‬صناعة‭ ‬الكيماويات‭ ‬البترولية‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬وتستخدم‭ ‬الشركة‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الذي‭ ‬يتوفر‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كمادة‭ ‬وسيطة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الأمونيا‭ ‬واليوريا‭ ‬والميثانول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معامل‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ومجمع‭ ‬البتروكيماويات،‭ ‬المقام‭ ‬في‭ ‬سترة‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬تبلغ‭ ‬60‭ ‬هكتارًا‭.‬

ومع‭ ‬تولي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999م،‭ ‬توالت‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬حيث‭ ‬ركزت‭ ‬الرؤية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالته‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬لضمان‭ ‬توافر‭ ‬ركائز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‮ ‬‭ ‬مجموعة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬الاكتشاف‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬البحرية‭ ‬والبرية،‭ ‬واستخراج‭ ‬كميات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬والقيام‭ ‬بتحديث‭ ‬شامل‭ ‬للصناعة‭ ‬النفطية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديث‭ ‬مصنع‭ ‬التكرير‭ ‬وبناء‭ ‬مشاريع‭ ‬تكرير‭ ‬جديدة،‭ ‬مع‭ ‬التمسك‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬بتنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الفعالة‭ ‬لزيادة‭ ‬الإيرادات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬والتوظيف‭ ‬الأمثل‭ ‬للموارد‭ ‬المالية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستدام‭.‬‮ ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005م،‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الخاص‭ ‬بإنشاء‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬الشركة‭ ‬القابضة‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬لتكون‭ ‬الذراع‭ ‬الاستثماري‭ ‬والتطويري‭ ‬للهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز‭.‬

‮ ‬

كما‭ ‬شهد‭ ‬قطاع‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008م‭ ‬نهضة‭ ‬مشهودة‭ ‬بعد‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬توسعة‭ ‬غاز‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ ‬ومعالجة‭ ‬الغاز‭ ‬المصاحب‭ ‬واستخلاص‭ ‬المنتجات‭ ‬التسويقية‭ ‬مثل‭ ‬البروبان‭ ‬والبيوتان‭ ‬والنفثا‭ ‬وتزويد‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية‭ ‬بفائض‭ ‬الغاز،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وتدريب‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭.‬‮ ‬

وسعيًا‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الطاقة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬واستخدام‭ ‬أحدث‭ ‬الوسائل‭ ‬التكنولوجية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬استخراج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009م‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬تطوير‭ ‬للبترول‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬شركة‭ ‬مملوكة‭ ‬بالكامل‭ ‬لحكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعمل‭ ‬كمسؤول‭ ‬عن‭ ‬استثمار‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالطاقة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬عمليات‭ ‬التنقيب‭ ‬والإنتاج‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬وأنشطة‭ ‬التطوير‭ ‬والإنتاج،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توزيع‭ ‬الغاز‭ ‬وبيعه‭.‬

وشهد‭ ‬قطاع‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تطورًا‭ ‬جديدًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015م،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬للغاز‭ ‬المسال،‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محطة‭ ‬لاستيراد‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬لتساعد‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬الحالية‭ ‬للوفاء‭ ‬بالطلب‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬الذروة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وفي‭ ‬خطوة‭ ‬لافتة‭ ‬لتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2023م‭ ‬تدشين‭ ‬الهوية‭ ‬الجديدة‭ ‬لمجموعة‭ ‬بابكو‭ ‬إنرجيز‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬الشركة‭ ‬القابضة‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬وذلك‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬وأعلن‭ ‬سموه‭ ‬حينها‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬تحول‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬طاقة‭ ‬لأجيال‭ ‬قادمة‮»‬،‭ ‬واصفًا‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬بأنها‭ ‬تشكل‭ ‬فصلاً‭ ‬جديدًا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬ومستقبل‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وتضم‭ ‬المحفظة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬لمجموعة‭ ‬بابكو‭ ‬إنرجيز‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التابعة‭ ‬والمملوكة‭ ‬بالكامل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭: ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬للتكرير،‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬للاستكشاف‭ ‬والإنتاج،‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬للغاز،‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬تزويد،‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬لتزويد‭ ‬وقود‭ ‬الطائرات،‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬إنرجيز‭ ‬للمشاريع‭.‬

واليوم،‭ ‬يأتي‭ ‬مشروع‭ ‬تحديث‭ ‬مصفاة‭ ‬البحرين،‭ ‬كأكبر‭ ‬مشروع‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة،‭ ‬وبما‭ ‬يضمه‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬محطة‭ ‬فرعية‭ ‬و21‭ ‬وحدة‭ ‬معالجة‭ ‬جديدة‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬تكرير‭ ‬كميات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد،‭ ‬ليدشن‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬التاريخية‭ ‬العريقة‭ ‬والمتميزة‭ ‬لقطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وهو‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬إسهامات‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وتوفير‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا