العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

وزير الخارجية السعودي من منصة «حوار المنامة»:
الطريق نحو السلام واضح لكنه محفوف بالعراقيل

الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

«تقويض حل الدولتين» العامل المشترك الذي يجمع أعداء السلام بالمنطقة

إطلاق العنان لإمكانيات المنطقة وشعوبها يتطلب قاعدة راسخة من الأمن والاستقرار


أكد‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬أهمية‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬كمنصة‭ ‬رئيسية‭ ‬للحوار‭ ‬تجمع‭ ‬المسؤولين‭ ‬والمختصين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لمناقشة‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬مشيدا‭ ‬بجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬الحوار‭ ‬الأمني‭ ‬والأبرز‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ودعم‭ ‬نجاحه،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الجميع‭ ‬فيه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬الحوار،‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للقضايا‭ ‬الأمنية‭ ‬والتحديات‭ ‬المشتركة‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬لفعاليات‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬إن‭ ‬انعقاد‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬حرجة‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬وتتزايد‭ ‬فيها‭ ‬وتيرة‭ ‬الصراعات‭ ‬والأزمات،‭ ‬وتشتد‭ ‬حدة‭ ‬التوترات‭ ‬والاستقطاب،‭ ‬وتضاعف‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬المشتركة،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬منطقتنا‭ ‬ليست‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬تطورات‭ ‬البيئة‭ ‬الدولية،‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح‭ ‬فيما‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وصراعات‭ ‬تتعدى‭ ‬أثارها‭ ‬حدود‭ ‬المنطقة،‭ ‬لتؤثر‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدولي،‭ ‬وتشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الأزمات‭ ‬والحروب‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انجراف‭ ‬المنطقة‭ ‬نحو‭ ‬منعطف‭ ‬خطير،‭ ‬وضع‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬مفترق‭ ‬طرق،‭ ‬ووضع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجميع‭ ‬ضرورة‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬التحرك‭ ‬المشترك‭ ‬والفعال‭ ‬هو‭ ‬مسار‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬مسيرة‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش،‭ ‬وإنهاء‭ ‬النزاعات‭ ‬التي‭ ‬تخلف‭ ‬وراءها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬والمصابين،‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬استراتيجية‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭.‬

 

وأكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬نطاقها‭ ‬إقليميا،‭ ‬ويضعف‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬ويهدد‭ ‬مصداقية‭ ‬القوانين،‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬واستهدافها‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ولأجهزتها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬التمسك‭ ‬بمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والكيل‭ ‬بمكيال‭ ‬واحد،‭ ‬ضرورة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي،‭ ‬وخلاف‭ ‬ذلك‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تآكل‭ ‬أسس‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬ومؤسساته‭.‬

وطالب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬تكثيف‭ ‬جهوده‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ورفع‭ ‬كل‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭ ‬والمحتجزين،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬الذي‭ ‬يغذي‭ ‬المتطرفين،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنه‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وتوسيع‭ ‬الاستيطان،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬واضح،‭ ‬لكنه‭ ‬محفوف‭ ‬بالعراقيل،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬لو‭ ‬تأملنا‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأزمة‭ ‬اليوم،‭ ‬لوجدنا‭ ‬أن‭ ‬أعداء‭ ‬السلام‭ ‬يجمعهما‭ ‬عامل‭ ‬مشترك،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬ممارساتهم‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مهتم‭ ‬بحماية‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬قواعده‭ ‬ومؤسساته،‭ ‬فعليه‭ ‬وضع‭ ‬يده‭ ‬بيد‭ ‬المملكة‭ ‬والدول‭ ‬الإقليمية‭ ‬الجادة‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترجمة‭ ‬الأقوال‭ ‬إلى‭ ‬أفعال،‭ ‬وتجسيد‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وإقرار‭ ‬السلام‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬العدل،‭ ‬وتلبية‭ ‬الاستحقاقات،‭ ‬والضامن‭ ‬الوحيد‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬الأمن‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬للمنطقة‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تتمسك‭ ‬بالسلام‭ ‬كخيار‭ ‬استراتيجي،‭ ‬وعبرت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬منذ‭ ‬مبادرة‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬للسلام‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬ثم‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والقمتين‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬المنعقدتين‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬وأشار‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أطلقت‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركائها،‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬خطوات‭ ‬عملية،‭ ‬لتجسيد‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬دعما‭ ‬للسلام،‭ ‬وتمسكا‭ ‬بالحق‭ ‬الأصيل‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭.‬

سياسة‭ ‬المملكة

وأشار‭ ‬الوزير‭ ‬السعودي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‭ ‬طموحة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬وتمكين‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وتعد‭ ‬سياسة‭ ‬المملكة‭ ‬الخارجية‭ ‬انعكاسا‭ ‬لأولويات‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬غد‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭ ‬يمتد‭ ‬أثره‭ ‬ونفعه‭ ‬للمنطقة‭ ‬ككل‭ ‬لإرساء‭ ‬دعائم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬وحدة‭ ‬الصف،‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء،‭ ‬وترتيب‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبذل‭ ‬المساعي‭ ‬الحميدة،‭ ‬ودعم‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬كانت‭ ‬أحداث‭ ‬منطقة‭ ‬اليوم‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬القلق‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تنظر‭ ‬لمستقبل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بواقع‭ ‬التفاعل‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الإمكانات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬تسخر‭ ‬بها‭ ‬دولنا،‭ ‬والفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الواحدة،‭ ‬والموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬ثلاث‭ ‬قارات،‭ ‬وموارد‭ ‬الطاقة‭ ‬الغنية‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬ستظل‭ ‬تتسم‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لإمكانيات‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬يتطلب‭ ‬قاعدة‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتمكين‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا