العدد : ١٧٠٧٥ - الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٥ - الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

اعرف عدوك

الكلمة‭ ‬التي‭ ‬صدرنا‭ ‬بها‭ ‬مقالتنا‭ ‬هذه‭ ‬تعودنا‭ ‬أن‭ ‬نسمعها‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الحربية‭ ‬أو‭ ‬العسكرية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نخرجها‭ ‬من‭ ‬سياقها‭ ‬الأصلي،‭ ‬ونستثمرها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الحياتية،‭ ‬ومنها‭ ‬الجانب‭ ‬الرياضي،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬يفترض‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬العداوة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬فيه‭ ‬أعداء،‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬منافسة‭ ‬شريفة‭ ‬ومنافسون،‭ ‬وليتنافس‭ ‬المتنافسون‭.‬

ومن‭ ‬اللفتات‭ ‬الجميلة‭ ‬والإيجابية‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬افتتاح‭ ‬موسم‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬العام‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬2024‭-‬2025‭ ‬مبادرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مدرب‭ ‬وفني‭ ‬إلى‭ ‬حضور‭ ‬المباريات‭ ‬حاملا‭ ‬معه‭ ‬عدته‭ ‬وأدواته‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬أوراقا‭ ‬أو‭ ‬‮«‬لابتوبا‮»‬‭ ‬أو‭ ‬آلة‭ ‬تسجيل‭ ‬وتصوير‭ ‬لمتابعة‭ ‬الفرق‭ ‬المنافسة‭ ‬خلال‭ ‬مبارياتها،‭ ‬لرصد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحركاتها‭ ‬وسكناتها،‭ ‬وتسجيل‭ ‬الملاحظات‭ ‬حيالها،‭ ‬وهذا‭ ‬الفعل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المدرب‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬الفني‭ ‬ليس‭ ‬شكليا،‭ ‬وإنما‭ ‬ينم‭ ‬‭ ‬وهكذا‭ ‬ينبغي‭ ‬‭ ‬عن‭ ‬مسؤولية‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المهمة،‭ ‬وفهم‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬ملقى‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭.‬

وعندما‭ ‬يقوم‭ ‬المدرب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ينوب‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني‭ ‬بفعل‭ ‬المتابعة‭ ‬والرصد‭ ‬للمنافسين،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬بديهيا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المدرب‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬خطته‭ ‬القادمة‭ ‬عندما‭ ‬يقابل‭ ‬هذا‭ ‬المنافس‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬وما‭ ‬رأى،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المغالطة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬نقارن‭ ‬أو‭ ‬نساوي‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬رأى‭ ‬بمن‭ ‬سمع،‭ ‬وهل‭ ‬يستوي‭ ‬هنا‭ ‬الذين‭ ‬يعلمون‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬يعلمون؟

والفني‭ ‬الذي‭ ‬يكلف‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬مساعديه‭ ‬بالحضور‭ ‬لرصد‭ ‬المنافس‭ ‬هو‭ ‬فعل‭ ‬يترجم‭ ‬الاحترام‭ ‬للذات‭ ‬واحتراما‭ ‬للمنافس‭ ‬وتقديره‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬فالتنافس‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬صغيرا‭ ‬أو‭ ‬كبيرا،‭ ‬فالصغير‭ ‬أو‭ ‬الكبير‭ ‬هما‭ ‬منافسان،‭ ‬وينبغي‭ ‬الاستعداد‭ ‬لهما‭ ‬استعدادا‭ ‬يناسب‭ ‬كلاهما،‭ ‬والمنطق‭ ‬يفرض‭ ‬أن‭ ‬نعد‭ ‬لهما‭ ‬ما‭ ‬استطعنا‭ ‬من‭ ‬قوة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬صلب‭ ‬العمل‭ ‬المهني‭ ‬والاحترافي،‭ ‬الذي‭ ‬يبني‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعرفه،‭ ‬ومن‭ ‬الجهالة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬أي‭ ‬خطة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نجهل‭ ‬أو‭ ‬نتخيل‭.‬

وكان‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬المرباطي‭ ‬متعه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بالصحة‭ ‬وطول‭ ‬العمر‭ ‬مدرب‭ ‬طائرة‭ ‬المحرق‭ ‬السابق‭ ‬مثالا‭ ‬وقدوة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬فكانت‭ ‬حقيبته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفارقه‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬صندوقا‭ ‬أسود‮»‬‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬ملأى‭ ‬بالمعلومات‭ ‬والرسومات‭ ‬والأسرار‭ ‬الفنية،‭ ‬ورأيته‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬المناسبات‭ ‬حاضرا‭ ‬ومتابعا‭ ‬لفرق‭ ‬هي‭ ‬أقل‭ ‬مستوى‭ ‬وإمكانات‭ ‬مقارنة‭ ‬بفريقه،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬يحترم‭ ‬المنافسين‭ ‬ويقدر‭ ‬عملهم،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬احترامه‭ ‬لنفسه‭ ‬وتقدير‭ ‬لعمله،‭ ‬فاحرصوا‭ ‬أيها‭ ‬الفنيون‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬عدوكم‭ ‬‮«‬منافسكم‮»‬‭ ‬لعل‭ ‬وعسى‭ ‬تتسهل‭ ‬لكم‭ ‬مأموريتكم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا