وقت مستقطع
علي ميرزا
العلاج بالكيماوي
هناك عادات وسلوكيات رياضية خاطئة، وتحولت مع شديد الأسف بفعل الإهمال والسكوت والتغافل إلى ثقافة بات اللاحق يتوارثها عن السابق، ومثل هذه العادات باتت تنخر في فهم الرياضيين، وتحتاج إلى استئصالها اليوم قبل الغد، حتى لا تتعمق وتتجذر أكثر مما هي عليه، خاصة ونحن في عصر يوسم بالاحترافية والمهنية، يعني كل الحركات والسكنات ينبغي أن تكون قائمة على الإتقان والجودة.
وتحدثنا في مقدمة كلامنا بصيغة الجمع، وقلنا هناك عادات وسلوكيات، وهذا يعني أن الدرب أمامنا طويل، ولكن هذا لا يمنع من العمل، بل ومضاعفة الجهد حيال كل عادة وسلوك من شأنهما أن يقفا حجر عثرة أمام أي نقلة أمامية.
والمنطق في أبسط صوره وفهمه يلفت إلى أننا لا يمكن أن نبني فكرا جديدا وطليعيا إلا إذا استأصلنا من الجذور ما هو متآكل، وإلا بات غباؤنا مركبا، وكل الجهود ستذهب هدرا مع الرياح.
وواحدة من العادات الخاطئة التي تنخر في فهمنا الرياضي تتمثل عندما يقابل فريق قوي منافسا أقل منه مستوى وإمكانات وخبرات، نجد أداء عناصر الفريق القوي، يغلب عليه التهاون والبطء والوقوع في أخطاء ساذجة بحجة أن الفريق المقابل ضعيف وسيفوزون عليه في نهاية الطواف، فهل هذا له علاقة بالاحترافية المكسحة التي يدعونها؟ أليس هذا نوعا من الاستهزاء واللعب غير النظيف؟ ومثل هذا الأداء يترك لاعبي الفريق المنافس الأقل خبرة ومستوى وإمكانات يستأسدون، وربما يسببون حرجا لمنافسهم، مما يترك الجهاز الفني للفريق المتهاون في موقف لا يحسد عليه، وبعدها ينسل اللاعبون المتهاونون مثل الخيط من العجين، ويبقى الجهاز الفني أمام فوهة المدفع وسهام النقد، فمثل هذا الفكر وغيره يحتاج إلى الاستئصال ولو اضطررنا إلى العلاج بالكيماوي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك