العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

العلاج بالكيماوي

هناك‭ ‬عادات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬رياضية‭ ‬خاطئة،‭ ‬وتحولت‭ ‬مع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف‭ ‬بفعل‭ ‬الإهمال‭ ‬والسكوت‭ ‬والتغافل‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬بات‭ ‬اللاحق‭ ‬يتوارثها‭ ‬عن‭ ‬السابق،‭ ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬باتت‭ ‬تنخر‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الرياضيين،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استئصالها‭ ‬اليوم‭ ‬قبل‭ ‬الغد،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتعمق‭ ‬وتتجذر‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه،‭ ‬خاصة‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬يوسم‭ ‬بالاحترافية‭ ‬والمهنية،‭ ‬يعني‭ ‬كل‭ ‬الحركات‭ ‬والسكنات‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الإتقان‭ ‬والجودة‭.‬

وتحدثنا‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬كلامنا‭ ‬بصيغة‭ ‬الجمع،‭ ‬وقلنا‭ ‬هناك‭ ‬عادات‭ ‬وسلوكيات،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الدرب‭ ‬أمامنا‭ ‬طويل،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬بل‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الجهد‭ ‬حيال‭ ‬كل‭ ‬عادة‭ ‬وسلوك‭ ‬من‭ ‬شأنهما‭ ‬أن‭ ‬يقفا‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬نقلة‭ ‬أمامية‭.‬

والمنطق‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬صوره‭ ‬وفهمه‭ ‬يلفت‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬فكرا‭ ‬جديدا‭ ‬وطليعيا‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬استأصلنا‭ ‬من‭ ‬الجذور‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متآكل،‭ ‬وإلا‭ ‬بات‭ ‬غباؤنا‭ ‬مركبا،‭ ‬وكل‭ ‬الجهود‭ ‬ستذهب‭ ‬هدرا‭ ‬مع‭ ‬الرياح‭.‬

وواحدة‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬تنخر‭ ‬في‭ ‬فهمنا‭ ‬الرياضي‭ ‬تتمثل‭ ‬عندما‭ ‬يقابل‭ ‬فريق‭ ‬قوي‭ ‬منافسا‭ ‬أقل‭ ‬منه‭ ‬مستوى‭ ‬وإمكانات‭ ‬وخبرات،‭ ‬نجد‭ ‬أداء‭ ‬عناصر‭ ‬الفريق‭ ‬القوي،‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬التهاون‭ ‬والبطء‭ ‬والوقوع‭ ‬في‭ ‬أخطاء‭ ‬ساذجة‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬المقابل‭ ‬ضعيف‭ ‬وسيفوزون‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الطواف،‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالاحترافية‭ ‬المكسحة‭ ‬التي‭ ‬يدعونها؟‭ ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الاستهزاء‭ ‬واللعب‭ ‬غير‭ ‬النظيف؟‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬الأداء‭ ‬يترك‭ ‬لاعبي‭ ‬الفريق‭ ‬المنافس‭ ‬الأقل‭ ‬خبرة‭ ‬ومستوى‭ ‬وإمكانات‭ ‬يستأسدون،‭ ‬وربما‭ ‬يسببون‭ ‬حرجا‭ ‬لمنافسهم،‭ ‬مما‭ ‬يترك‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني‭ ‬للفريق‭ ‬المتهاون‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬لا‭ ‬يحسد‭ ‬عليه،‭ ‬وبعدها‭ ‬ينسل‭ ‬اللاعبون‭ ‬المتهاونون‭ ‬مثل‭ ‬الخيط‭ ‬من‭ ‬العجين،‭ ‬ويبقى‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني‭ ‬أمام‭ ‬فوهة‭ ‬المدفع‭ ‬وسهام‭ ‬النقد،‭ ‬فمثل‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬وغيره‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الاستئصال‭ ‬ولو‭ ‬اضطررنا‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭ ‬بالكيماوي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا