اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
لنغتنم هذه الفرصة
منذ فترة كتبت مقالاً عن تراجع الاقبال على الدراسة في الجامعات الأمريكية والتي كانت تعتبر حلم أي طالب في المنطقة العربية، ويبدو أن هذا الأمر طال الجامعات البريطانية كذلك، حيث أشارت أحدث الاحصائيات إلى انخفاض عدد الطلاب الدوليين المتقدمين للحصول على تأشيرات الدراسة في المملكة المتحدة مع اقتراب بداية العام الدراسي هذا العام بشكل كبير، وهو ما أظهرته أرقام وزارة الداخلية التي كشفت عن انخفاض طلبات التأشيرات بنسبة 16% عن العام الماضي بالنسبة للدارسين وبنسبة 89% لأسرهم.
هذا التراجع في طلب التأشيرات أثار المزيد من القلق بشأن الوضع المالي للجامعات البريطانية التي يعتمد الكثير منها بشكل أساسي على رسوم الطلاب الدوليين، مما يشكل تحديا كبيرا أمامها وتهديدا لمكانة المملكة المتحدة كوجهة دراسية رئيسية.
البعض أرجع أسباب ذلك إلى التغييرات التي أجرتها الحكومة السابقة والتي تتعلق بمنع الطلاب الدوليين من إحضار أفراد عائلاتهم للعيش معهم في بريطانيا باستثناء بعض الطلاب الذين يدرسون في دورات بحثية أو من خلال منح دراسية مدعومة من الحكومة، وذلك بهدف تقليص أعداد المهاجرين في البلاد، بينما يرى آخرون أن الموقف البريطاني المتخاذل والمؤسف تجاه ما يحدث في أراضي فلسطين المحتلة قد خلق نوعا من المقاطعة النفسية لكل ما يتعلق بها.
وإذا تعددت الأسباب فالنتيجة واحدة وهي وجود نوع أو درجة من المقاطعة العلمية لجامعات بريطانيا ومن قبلها الولايات المتحدة من قبل الطلاب العرب الذين كانوا ولا يزالون يمثلون مصدر الدخل الأول والأساسي لتلك الجامعات، الأمر الذي يطرح تساؤلات مهمة، منها:
هل بالإمكان أن تحل الجامعات العربية محل الجامعات الأمريكية والبريطانية؟
وما هو العائق في سبيل ذلك؟
وما هي جهود المعنيين بالأمر لاستقطاب الطلاب العرب وتحويل وجهتهم إلى جامعات المنطقة؟
هناك دول عربية تحتل مكانة مرموقة في منطقة الشرق الأوسط تم إدراجها بحسب استطلاع عالمي سنوي ضمن قائمة أفضل الدول في مجال التعليم في العام الحالي، ولكنها لا تحتل مراكز متقدمة، فدولة الإمارات صنفت كأفضل دولة عربية في التعليم واحتلت المرتبة العشرين على مستوى العالم، تلتها المملكة العربية السعودية المرتبة «الـ38» والتي تملك أسرع أنظمة التعليم العالي نموا في الشرق الأوسط، فالكويت المرتبة «الـ44» فمملكة البحرين «المرتبة 51» فسلطنة عمان المرتبة «الـ64» ثم قطر «الـ67».
وبحسب تصنيف ويبومتركس الإسباني تم الكشف عن أن جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية تم تصنيفها ضمن ألف جامعة قوية على مستوي العالم، كما احتلت جامعة القاهرة العريقة المركز 350 في تصنيف كيو اس للجامعات العالمية.
في ظل هذا العزوف النفسي عن التعليم الجامعي الأمريكي والبريطاني ليس هناك أنسب من التوقيت الحالي لإحداث التطوير اللازم في أنظمتنا التعليمية وللترويج لجامعاتنا الشرق أوسطية المرموقة لاستقطاب الطلاب العرب، وتقديم البدائل لهم، ولو بصورة جزئية تدريجية.
فلنغتنم هذه الفرصة!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك