حرص راشد جابر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة رئيس لجنة الحكام على التعقيب على كلّ الأسئلة، واعترف راشد جابر بأنّ لجنة التحكيم في أي لعبة رياضية خاصة الألعاب التي تحظى بشعبية جارفة تعدّ من أصعب اللجان، لأنها بحسب تعبيره دائما مثل هذه اللجنة ما تكون تحت الضغط المستمر من زوايا مختلفة، حرصنا في هذه الوقفة على تجديد الحوار مع رئيس حكام الطائرة الذي بات حكامه على أهبة الاستعداد لاستقبال منافسات دوري عيسى بن راشد العام للموسم 2024-2025.
1/ بصفتك كنت معلما سابقا للتربية الرياضية، لماذا اخترت مجال تحكيم الكرة الطائرة على غيرها من الألعاب الرياضية الأخرى؟
أولا أحبّ أن أصحّح المعلومة بأنني كنت معلما للغة العربية ولست معلما للتربية الرياضية، وبعد ذلك عينت مرشدا اجتماعيا هذا من جهة، ومن جهة أخرى اخترت مجال التحكيم لأنني كنت شغوفا بلعبة الكرة الطائرة، وكنت حينها أتابع مباريات دوري وزارة الداخلية وبمشاركة بعض الأندية الذي كان يقام على ملعب نادي البحرين بمدينة المحرق منذ أن كنت طالبا في الأول الثانوي وقبل تأسيس اتحاد الكرة الطائرة.
وفي أحد الأيام، وأثناء انتظاري لبدء إحدى مباريات دوري الداخلية، وكان هناك نقص في الحكام، وسألني أحد الحكام وهو أحمد رفيع: هل تعرف التسجيل؟ فقلت له: لا، وعلمني واستوعبت ما قاله لي، وبعد المباراة قال لي: أنت ممتاز، وطلب مني أن أشتري لي بدلة رياضية بدل الثوب، وأن أحضر لأقوم بمهمة التسجيل في المباريات، وقد مارست لعبة الكرة الطائرة لمدة سنتين مع فريق القادسية في المحرق، وكان معي الحكم الدولي المتقاعد جاسم سيادي ويلعب معدا، وفي عام 1975 أقيمت دراسات للحكام، وذهبت بمعية سيادي وصرت حكما.
2/ من كان قدوة راشد جابر في بداية مشواره التحكيمي؟
هناك أكثر من شخص شكل لي قدوة، ابتداء من جاسم مندي ومحمد الأحمد فقد تعلمت منهما الكثير مع البدايات، كذلك الأستاذ جعفر نصيب «الأب الروحي» وجاسم سيدي وعبد الخالق الصباح فقد تعلمت منهم الكثير والكثير.
3/ هذه الدورة الثالثة لك ضمن عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة، ما أسباب استمرارك في رئاسة لجنة الحكام؟
عندما تجد الدعم والمساندة من رئيس الاتحاد الشيخ علي بن محمد آل خليفة والأمين العام فراس الحلواجي فهذا يسهل لك المأمورية، ويعطيك حافزا للتحمّل ومواصلة المشوار، أضف إلى ذلك بكل تأكيد التعاون اللامتناهي من الحكام وحبهم لشخصي، والصعوبة الوحيدة التي اصطدم بها تتمثل في بعد المسافة وزحمة الشارع مما يستغرق مني وقتا طويلا من الخروج من البيت حتى الوصول إلى مقرّ الاتحاد.
4/ هل ترى بأنّ لجنة الحكام في أي لعبة رياضية تعد من أصعب اللجان؟ ولماذا؟
تعد لجنة الحكام من أصعب اللجان خاصة في الألعاب الرياضية التي تحظى بشعبية كبيرة وجماهير عريضة، والكرة الطائرة من هذه الألعاب، وهذا من شأنه وضعك تحت ضغط من مختلف الأطراف من الأندية والجمهور والمتابعين والإعلام، وأي خسارة يتعرض لها أيّ فريق فالحكام ومن عيّنهم همّ الشماعة الوحيدة التي يعلق عليها أيّ إخفاق، فيأتيك سيل من الاتصالات، وبعضهم يصف الحكم بأنّ مستواه لا يؤهله لإدارة هذه المباراة أو غيرها، رغم معرفتهم بأنّ الأخطاء واردة من أيّ كان، لكنهم في نهاية المطاف لا يرحمونك من الانتقادات.
5/ ما الأسلوب الذي ينتهجه راشد جابر في إدارة لجنة الحكام؟ وكيف يتعامل مع زملائه؟
أتبع معهم أسلوب التعاون والمشاورة، وأمنحهم الثقة في تبادل الآراء والخبرات، فضلا عن توزيع الأدوار فيما بيننا، ورأيت في كل ذلك أنه يسهل عمل اللجنة، فرئيس اللجنة هو بمثابة أب لأبنائه، وكثير منهم يعدون تلامذة لي، وكانوا حكاما مبتدئين حينما كنت أزاول التحكيم، وأنصحهم بالتي هي أحسن، وهم بدورهم يتقبلون النصائح والتعليمات بصدر رحب، حتى أنّ بعضا منهم يطلب مني الحضور في المباريات التي يقومون بإدارتها حتى أمنحهم الثقة بحسب تعبيرهم.
6/ لماذا يتحفظ راشد جابر على ذكر أسماء الحكام في الصحافة قبل المباريات؟
أسعى دائما إلى إبعاد الحكام عن شبح الضغوط النفسية، ومنها ذكر أسمائهم في الصحافة قبل المباريات، حتى يأتي إلى المباراة وهو مهيأ نفسيا من مختلف الجوانب، ومن خلال تجربتنا في هذا المجال، إذ كانت تصلنا اتصالات من خلالها يتذمر أصحابها ويتساءلون: لماذا وضعت فلانا لمباراتنا ولم تضع علانا؟ وكرئيس لجنة أقوم بتدوير الحكام، ولا أربط حكما بمباراة وفريق معيّن.
7/ هل سياسة راشد جابر في اللجنة تسير وفق إرضاء جميع الحكام؟
لا يوجد أيّ محاباة أو إرضاء لأيّ حكم، فالحكم الذي يثبت نفسه، ويظهر بالمستوى المطلوب ويليق بأهمية المباراة فهؤلاء بطبيعة الحال لهم الأولوية، فالملعب والمباراة هما الفيصل في اختيار الحكم لإدارة أي مباراة.
8/ هل ترى بأنّ التعديلات المستمرة على الحالات القانونية للعبة قد صعّب من مأمورية الحكام أم سهلها؟ وضح ذلك.
التعديلات المستمرة في قوانين اللعبة من شأنها تسهل مأمورية أي لعبة، وهذا ما ينشده الاتحاد الدولي حتى يعطي استمرارية، فالتبديل الاستثنائي في حالة الإصابة واستخدام القدم وغيرهما قد خدم اللعبة ومنح المشاهدين والمتابعين متعة الفرجة، فالتعديلات دائما ما تخضع للدراسة والتمحيص من قبل الخبراء سعيا وراء خدمة وتطوير اللعبة.
9/ هل يرى راشد جابر بأنّ مستوى التحكيم المحلي في المستوى الفني للعبة محليا؟ وضح ذلك.
طبعا، فلدينا حكام من تلقاء أنفسهم يلاحقون كل جديد خطوة بخطوة، ويتابعون المباريات الدولية ويقومون بتحليل الأخطاء فيها تحليلا معرفيا، وبدورنا في اللجنة نقوم بشرحها لبعضنا البعض، فحكامنا متميزون بشهادة الآخرين، فهم موجودون على مختلف جبهات التحكيم الآسيوية والدولية.
10/ تقنية فيديو «الجلنج» سهلت مأمورية الحكام ورفعت عنهم ضغط الهجوم والنقد، وأعطت الثقة للحكام والأمان للأندية، ما رأيك في ذلك؟
نعم، كل ما سبق صحيح، فقد سهلت التقنية المذكورة من مأمورية الحكام، بل رفعت عنهم الضغوط وأعلت من مستوياتهم، فبات الحكم يجتهد ويضغط على نفسه حتى يخرج من المباراة بأقل الخسائر والأخطاء، فالتقنية قد ضاعفت من تركيز الحكم حتى يخرج من المباراة بأقل الأخطاء، والتقنية تعطينا إحصائية نهائية بعد كل مباراة عن الحكم تساعدنا على تقييمه لاحقا، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل التقنية باتت توضح للاعبين الخطأ لهم أم عليهم خاصة في الألعاب المركبة على الشبكة، ومنحت التقنية نفسها متعة للجمهور الذي كأنه على رأسه الطير في حالة انتظار نتيجة طلب «الجلنج» فالتقنية قد أبعدت قرابة 80% من الضغط عن الحكام.
11/ لدينا سيدة واحدة تحمل الشارة الدولية للتحكيم ممثلة في الحكم ابتسام عبد الوهاب، فهل هناك مشروع تأهيل حكم أخرى لنيل الشارة الدولية؟
قال بأنّ لدينا حاليا ابتسام عبد الوهاب، وسوف تأخذ في هذا الموسم فرصتها أكثر، وهناك حكم أخرى – أفضل عدم ذكر اسمها -نتابعها ونعدها للمشاركة في منافسات دوري عيسى بن راشد، وسندفع بها في أقرب دراسة دولية للحكام لأنّ تقاريرها التي تصلنا ممتازة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك