العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

آفاق العلاقات الأمريكية – الخليجية في ضوء عودة ترامب

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

مع‭ ‬فوز‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬وإعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬رئيسًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬خلفًا‭ ‬لـ«جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬وتوليه‭ ‬مهامه‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬توالت‭ ‬تحليلات‭ ‬وتعليقات‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬حول‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬التي‭ ‬سيعتمدها‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬علاقات‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء‭ ‬أو‭ ‬الخصوم‭. ‬

وفي‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تناول‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬مازيتي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬طبيعة‭ ‬‮«‬المشهد‭ ‬الجيوسياسي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬سيواجهه،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬مختلفًا‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬عما‭ ‬تركه‭ ‬قبل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حروب‭ ‬إسرائيل‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬ولبنان،‭ ‬وتصعيد‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬إيران؛‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬تدهورًا‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬بالمنطقة‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬المواقف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لدوله‭ ‬مختلفة،‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬عندما‭ ‬غادر‭ ‬ترامب‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬يناير2021‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬دبليو‭. ‬دن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق،‭ ‬ستعيد‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬العلاقة‭ ‬‮«‬النفعية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭. ‬وتوقع‭ ‬‮«‬بدر‭ ‬السيف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬الرياض،‭ ‬وأبو‭ ‬ظبي،‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التعامل‮»‬‭ ‬معه،‭ ‬عبر‭ ‬اتباع‭ ‬سياسات‭ ‬تخدم‭ ‬مصالحها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لأجنداتها‭ ‬الوطنية‭.‬

وبشكل‭ ‬واضح،‭ ‬تبدو‭ ‬فوائد‭ ‬انتهاج‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬لسياسة‭ ‬خارجية‭ ‬مدفوعة‭ ‬بالمصالح،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الصفقات‭ ‬التجارية‭ ‬المحتملة،‭ ‬والتعاون‭ ‬الاستثماري،‭ ‬ومبيعات‭ ‬الأسلحة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬عودته‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬توقعات‭ ‬بزيادة‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬حروبها‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتشديد‭ ‬الضغوط‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السياسات‭ ‬التجارية،‭ ‬وإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬واشنطن‭ ‬الداخلية؛‭ ‬تثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬المكاسب‭ ‬الحقيقية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬دن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬غير‭ ‬واضح‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لرئاسته‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬‮«‬فوائد‭ ‬ملموسة‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭.‬

ووفقًا‭ ‬للباحث،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬تعامله‭ ‬الخارجي،‭ ‬الذي‭ ‬ميز‭ ‬فترته‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأولى‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2017‭ ‬و2021،‭ ‬استئنافًا‭ ‬لنهج‭ ‬‮«‬نفعي‮»‬‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬ويشمل‭ ‬هذا‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬‮«‬مبيعات‭ ‬الأسلحة،‭ ‬والصفقات‭ ‬التجارية،‭ ‬والتعاون‭ ‬الأمني،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬إغفال‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيدًا‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬جيفري‭ ‬فيلتمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬بروكينجز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬دولة‭ ‬تقدم‭ ‬أفضل‭ ‬الصفقات‭ ‬التجارية‮»‬،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬أو‭ ‬الاستثمار‭ ‬أو‭ ‬الأسلحة،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تميل‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬اتجاهها‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة‭. ‬وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جورجيو‭ ‬كافييرو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬ستيمسون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دولا‭ ‬مثل‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬ممن‭ ‬‮«‬ربطتهم‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬خلال‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الأولى»؛‭ ‬هم‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬تفاؤلاً‭ ‬بشأن‭ ‬فوزه‭ ‬الانتخابي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬معاملاته؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬عبر‭ ‬مفاوضات،‭ ‬وصفقات‭ ‬طموحة؛‭ ‬يبقى‭ ‬أمامه‭ ‬فترة‭ ‬محدودة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬لإحداث‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كريستيان‭ ‬كوتس‭ ‬أولريشن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بيكر‭ ‬للسياسة‭ ‬العامة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬مدة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬بهدف‭ ‬تقييم‭ ‬التبعات‭ ‬المحتملة‭ ‬للانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬تأثير‭ ‬سياساته‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬السيف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬نوايا‭ ‬إدارته،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتجارة‭ ‬والطاقة،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬تحديًا‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعترافه‭ ‬بأن‭ ‬الزيادات‭ ‬المخطط‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬البضائع‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬و60%‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬أكبر‭ ‬ضد‭ ‬بكين‭ ‬ودول‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر‭ ‬بالحروب‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالطاقة،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬دان‭ ‬إيبرهارت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬كناري‭ ‬إل‭ ‬إل‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه،‭ ‬‮«‬أحدثت‭ ‬تحولاً‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬السياسات‭ ‬المناخية‮»‬،‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تعظيم‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المحلي‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬كون‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬بالفعل‭ ‬أكبر‭ ‬منتج‭ ‬منفرد‭ ‬للنفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬السيف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬الاستكشافات‭ ‬والإنتاج‭ ‬بها‭ ‬ستخفض‭ ‬الأسعار‮»‬‭ ‬عالميًا؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬أرباح‭ ‬شركات‭ ‬النفط‭ ‬الخليجية؛‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬برامجها‭ ‬للتنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إليها‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مسائل‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع،‭ ‬سلط‭ ‬‮«‬دان‮»‬،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيف‭ ‬أثبتت‭ ‬رئاسته‭ ‬الأولى،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬متوقعة‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬اللامبالاة‭ ‬العامة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجمهوريين‭ ‬تجاه‭ ‬هجمات‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬السعودية،‭ ‬والتي‭ ‬قوضت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬كشريك‭ ‬أمني‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فمنذ‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬فصاعدا،‭ ‬أثار‭ ‬‮«‬تشيب‭ ‬آشر‮»‬،‭ ‬الضابط‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬‮«‬إمكانية‭ ‬تقاربها‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وبين‭ ‬نواياها‭ ‬‮«‬لمتابعة‭ ‬الالتزامات‭ ‬الأمنية‭ ‬بقوة‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬مازيتي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬المقبلة‭ ‬إلى‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬دفاع‭ ‬رسمي،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يلزم‭ ‬بلاده‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬إذا‭ ‬تعرضت‭ ‬للهجوم»؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬دن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتوقع‭ ‬أي‭ ‬‮«‬التزام‭ ‬حازم‮»‬‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬القادمة،‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬في‭ ‬حالة‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬إيران‮»‬‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬فشل‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين،‭ ‬سلط‭ ‬‮«‬برايان‭ ‬كاتوليس‮»‬،‭ ‬و«أثينا‭ ‬ماستوف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬والإجراءات‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬‮«‬ستهيمن‭ ‬على‭ ‬الأجندة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المقبلة‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬تقييم‭ ‬‮«‬دن‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬نتنياهو،‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬أمريكي‭ ‬عدواني‭ ‬تجاه‭ ‬إيران،‭ ‬وبرنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إمكانية‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‮»‬؛‭ ‬توقع‭ ‬‮«‬فيلتمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ملتزمة‭ ‬‮«‬بخفض‭ ‬التصعيد‭ ‬مع‭ ‬طهران»؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لأنها‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬أي‭ ‬ثقة‭ ‬بشأن‭ ‬الضمانات‭ ‬الأمنية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الديناميكيات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيزها‭ ‬‮«‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬القادمة،‭ ‬هو‭ ‬توسيع‭ ‬‮«‬اتفاقيات‭ ‬التطبيع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬السيف‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المقبل‭ ‬‮«‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‮»‬،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬مستمرة؛‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬مصالح‭ ‬بلاده‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬أولريشن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أنصاره‭ ‬الذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬ما‭ ‬بدأوه،‭ ‬يسيئون‭ ‬فهم‭ ‬الموقف‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬سيصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬السيف‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طموحات‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬ومستشاريه،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬مطالبات‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬بإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لغزة،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬كـ«شرط‭ ‬أساسي‮»‬،‭ ‬لأي‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستقبلية‭ ‬بينهما،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المنطقي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تحاول‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭  ‬إقناعه‭ ‬‮«‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‮»‬،‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬المتطلبات‭ ‬الضرورية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬طموحاته‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬صفقة‭ ‬سلام‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬مستحيلة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬جريجوري‭ ‬أفتانديليان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الطبيعة‭ ‬المتقلبة‭ ‬لترامب‮»‬،‭ ‬بمجرد‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬السلطة؛‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬سياساته‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير؛‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تعليقه‭ ‬في‭ ‬أكتوبر2024،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬رد‭ ‬أمريكي‭ ‬على‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الضرب‭ ‬النووي‭ ‬أولًا،‭ ‬والقلق‭ ‬بشأن‭ ‬البقية‭ ‬لاحقا‮»‬،‭ ‬وعليه،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬السيف‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬حالًا‭ ‬في‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬استقلالها‭ ‬الذاتي،‭ ‬والمصالحة‭ ‬الإقليمية‮»‬،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬إغراء‭ ‬أو‭ ‬ضغط‭ ‬لدفعها‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا