العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

خبراء الأمم المتحدة ينتقدون اجتماعات المناخ الأممية

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تزايدت‭ ‬التصريحات‭ ‬وارتفعت‭ ‬نبرتها‭ ‬وشدتها‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬حول‭ ‬عبثية‭ ‬اجتماعات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬32‭ ‬عاماً،‭ ‬بدءا‭ ‬بقمة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عنها‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الإطارية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وآخرها‭ ‬الاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬29‭) ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬أذربيجان،‭ ‬وسيُعقد‭ ‬للمرة‭ ‬الثلاثين‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭.‬

فقد‭ ‬كانت‭ ‬التصريحات‭ ‬ونداءات‭ ‬الاستغاثة‭ ‬اليائسة‭ ‬تأتي‭ ‬أولاً‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المناخ‭ ‬وتأثير‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬كوكبنا‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬البشري،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬الشديدة‭ ‬إلى‭ ‬النشطاء‭ ‬والمهتمين‭ ‬بواقع‭ ‬التغير‭ ‬المناخ‭ ‬الميداني‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وبعدها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمستضعفة‭ ‬التي‭ ‬أصابها‭ ‬اليأس‭ ‬والإحباط‭ ‬من‭ ‬جدوى‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬لأنها‭ ‬تكتوي‭ ‬يومياً‭ ‬وتتضرر‭ ‬واقعياً‭ ‬من‭ ‬مردودات‭ ‬وانعكاسات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬بابو‭ ‬غينيا‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬قاطعت‭ ‬الاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬29‭) ‬في‭ ‬باكو‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬وأصدرتْ‭ ‬بياناً‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ومن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬مضيعة‭ ‬للوقت‭ ‬وتدور‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬مغلقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مؤثرة‭ ‬وقوية‭ ‬تحمي‭ ‬كوكبنا‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭ ‬كلياً‭ ‬وتدعم‭ ‬مالياً‭ ‬وتقنياً‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬الشديدة‭ ‬الضرر‭ ‬والمعاناة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

واليوم‭ ‬نقرأ‭ ‬خطاباً‭ ‬مفتوحاً‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومن‭ ‬بعض‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬وعلماء‭ ‬المناخ،‭ ‬حيث‭ ‬نشرت‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الخطاب‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬انعقاد‭ ‬اجتماع‭ ‬المناخ‭ ‬رقم‭ (‬29‭) ‬في‭ ‬باكو‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭. ‬وقد‭ ‬تكونت‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬شخصيات‭ ‬عامة‭ ‬معروفة‭ ‬مثل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬بان‭ ‬كي‭ ‬مون‮»‬،‭ ‬والرئيسة‭ ‬الإيرلندية‭ ‬السابقة‭ ‬‮«‬ماري‭ ‬روبينسون‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأممي‭ ‬السابق‭ ‬للمناخ‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬أبدتْ‭ ‬المجموعة‭ ‬امتعاضها‭ ‬وعدم‭ ‬رضاها‭ ‬كليا‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تتمخض‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬29‭ ‬اجتماعاً،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬منها‭ ‬ولا‭ ‬فائدة‭ ‬كبيرة‭ ‬وملموسة‭ ‬ترجى‭ ‬من‭ ‬عقدها،‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬وُضعت‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬32‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭. ‬فالنتائج‭ ‬البسيطة‭ ‬والسطحية‭ ‬التي‭ ‬تتمخض‭ ‬عنها‭ ‬لا‭ ‬تواكب‭ ‬الواقع‭ ‬الميداني‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬ولا‭ ‬تلاحق‭ ‬سرعة‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارتها‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬نجمت‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وزيادة‭ ‬حموضة‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬وما‭ ‬ينجم‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬واتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬مناطق‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬كوكبنا،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬فإن‭ ‬عقد‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬يعد‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الحل،‭ ‬فحركة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الوفود‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬السنوية‭ ‬وانتقالهم‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬ومن‭ ‬مدينة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬باستخدام‭ ‬الطائرات،‭ ‬والسيارات،‭ ‬والقطارات،‭ ‬تنبعث‭ ‬عنها‭ ‬أحجام‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬المتهمة‭ ‬بوقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬من‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭.‬

فقد‭ ‬أكدت‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬خطابها‭: ‬‮«‬انه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬اجتماعات‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬صالحة‭ ‬للأهداف‭ ‬التي‭ ‬وُضعت‭ ‬لتحقيقها،‭ ‬فنحن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬التفاوض‭ ‬إلى‭ ‬التنفيذ‮»‬‭. ‬أي‭ ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬مباشرة،‭ ‬وغير‭ ‬دبلوماسية،‭ ‬وغير‭ ‬لطيفة‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬أصبحت‭ ‬عبثية،‭ ‬ولا‭ ‬فائدة‭ ‬منها،‭ ‬ولا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬تنظيمها‭ ‬سنوياً،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تجتمع‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيقها‭. ‬كذلك‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬بأن‭: ‬‮«‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُعقد‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تبدي‭ ‬دعماً‭ ‬لتنفيذ‭ ‬السياسات‭ ‬المناخية،‭ ‬ولها‭ ‬تشريعات‭ ‬صارمة‭ ‬حول‭ ‬استخدام‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬كما‭ ‬إننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬صارمة‭ ‬لاستبعاد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تدعم‭ ‬التخلص‭ ‬أو‭ ‬التحول‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭. ‬فالدول‭ ‬المضيفة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬عزمها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬اتفاقية‭ ‬باريس‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬آل‭ ‬جور‮»‬‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬على‭ ‬مضمون‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬بأن‭: ‬‮«‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬تنظيم‭ ‬طريقة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬لهذه‭ ‬الاجتماعات‮»‬‭.‬

وهناك‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬لهذا‭ ‬التشاؤم‭ ‬والإحباط‭ ‬من‭ ‬فاعلية‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المناخية‭ ‬الدولية‭ ‬السنوية،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬فشل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬غازات‭ ‬الدفيئة،‭ ‬أو‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬المتهمة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬الدول‭ ‬لهذه‭ ‬الغازات‭ ‬بشكلٍ‭ ‬سنوي،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الانبعاثات‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مطرد‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام؛‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬ببنود‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والتفاهمات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬حدوداً‭ ‬معينة‭ ‬تتعهد‭ ‬بها‭ ‬لخفض‭ ‬نسبة‭ ‬الانبعاث‭ ‬بشكلٍ‭ ‬سنوي‭. ‬فمستوى‭ ‬انبعاث‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬ضرب‭ ‬رقماً‭ ‬قياسياً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬حسب‭ ‬التقرير‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬من‭ (‬Global‭ ‬Carbon‭ ‬Budget‭). ‬وهذا‭ ‬التقرير‭ ‬قدَّر‭ ‬حجم‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬الإجمالي‭ ‬المنطلق‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬بنحو‭ ‬41‭.‬6‭ ‬بليون‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬قرابة‭ ‬1%‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2023،‭ ‬والذي‭ ‬قُدر‭ ‬بنحو‭ ‬40‭.‬6‭ ‬بليون‭ ‬طن‭. ‬وهذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬المشهود‭ ‬في‭ ‬انبعاث‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬انعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬سخونة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تعارض‭ ‬مع‭ ‬تفاهمات‭ ‬باريس‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مخرجاتها‭ ‬وقراراتها‭ ‬التي‭ ‬صفق‭ ‬الجميع‭ ‬لها‭ ‬واعتبروها‭ ‬انجازاً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتتعهد‭ ‬بخفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬بشكلٍ‭ ‬طوعي‭ ‬وبنسب‭ ‬محددة‭ ‬بهدف‭ ‬منع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ (‬1850‭ ‬إلى‭ ‬1900‭). ‬فبناءً‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ (‬Nature‭ ‬Geoscience‭) ‬فإن‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬ارتفعت‭ ‬قرابة‭ ‬1‭.‬49‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية،‭ ‬واليوم‭ ‬حتماً‭ ‬ستكون‭ ‬نسبة‭ ‬السخونة‭ ‬أعلى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬فشل‭ ‬آخر‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬توصل‭ ‬إليه‭ ‬المجتمعون‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقرارات‭.‬

وانطلاقاً‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬منظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬إبداعية‭ ‬جديدة‭ ‬ذات‭ ‬جدوى‭ ‬وفاعلية‭ ‬أشد،‭ ‬واقتراح‭ ‬أداة‭ ‬صارمة‭ ‬تضمن‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تُتخذ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬ومحاسبة‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬تُفعِّل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬إلى‭ ‬رحلات‭ ‬سياحية‭ ‬سنوية‭ ‬مجانية‭ ‬لوفود‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭.‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا