الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عجائب أمريكية.. في الانتخابات الرئاسية
بالأمس بعث لي الأستاذ الزميل سليمان جودة مقاله الرائع حول العجائب الأمريكية في الانتخابات الرئاسية، وهو مقال جدير بالقراءة والتمعن، ليطلع المهتمين خاصة العرب منهم، على ما يحصل في أمريكا حاليا.. في ظل ظهور أصوات من العرب الأمريكيان، أنهم نادمون على التصويت للرئيس الجديد، حيث إن تعييناته لا تبشر بخير.. على الأقل بالنسبة إلى القضية الفلسطينية.
وعلى كل.. فيقول الأستاذ سليمان جودة: إن النقمة على السياسة الأمريكية في كل مكان حول العالم، لا تمنع أن إعجابا خفيا يتوافر لدى كثيرين بنظامها السياسي الداخلي.
من عجائب هذا النظام أن السباق الرئاسي ينعقد في الثلاثاء الأول من نوفمبر كل أربع سنوات، وأنه لا يتخلف عن موعده، وكأنه ساعة سويسرية مضبوطة على هذا الموعد.. فمنذ الآن يعرف كل أمريكي أن السباق الذي انعقد هذه السنة يوم الثلاثاء 5 نوفمبر، سيعود لينعقد في الثلاثاء الأول من نوفمبر 2028 من دون تأخير يوم ولا تقديم يوم!
ومن عجائبه أيضا أن المرشح الفائز لا يدخل مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض إلا في 20 من يناير التالي لنوفمبر الذي انعقد فيه السباق.. فإذا كانت المسافة من الثلاثاء الأول من نوفمبر إلى 20 يناير عشرة أسابيع تقريبا، فهي فترة كافية جدا، ليس فقط لأن يلملم الرئيس المنتهية ولايته أغراضه ويغادر، لكنها كافية لأن يختار الرئيس المنتخب أعضاء فريقه الرئاسي، كما يفعل ترامب هذه الأيام، فيدخل البيت الأبيض في 20 يناير وهو جاهز للعمل من أول يوم.. فكأنه فريق كرة قدم ينزل الملعب ليجري منذ الدقيقة الأولى، ولا يملك ترف التكاسل أو التباطؤ!
ومن عجائبه أن الرئيس المنتخب يختار أعضاء فريقه كما يحب ويهوى خلال الأسابيع العشرة، لكنه يعرف في الوقت نفسه أن اختياره ليس نهائيا، وأن الذين اختارهم سوف يمرون على «فلتر» اسمه الكونجرس، بمجلسيه النواب والشيوخ، وأن للكونجرس أن يرفض هذا الاسم أو يرفض ذاك، وأن جلسات تنعقد داخله بهذا الشأن فلا تستثني أحدا.
ومن عجائبه أن الناخب وهو يختار الرئيس يختار معه نائب الرئيس، فإذا خلا موقع الرئيس لأي سبب تقدم النائب ليحل مكانه إلى نهاية الفترة الرئاسية دون عودة إلى الناخبين.. وهذا ما حدث مع الرئيس ريتشارد نيكسون الذي لما استقال بسبب فضيحة «ووترجيت الشهيرة» عام 1974 تقدم نائبه جيرالد فورد فجلس في مكانه على الفور!.. أو عندما تقدم النائب ليندون جونسون ليجلس في مكان الرئيس جون كيندي، بعد اغتياله عام 1963 في دالاس.
ومن عجائبه أن الرئيس المنتخب يزور الرئيس المنتهية ولايته في البيت الأبيض، وأنهما يعقدان جلسة مغلقة، لا يشاركهما فيها أحد، كما حصل مؤخرا بين بايدن وترامب.
ومن عجائبه أن الرئيس المنتهية ولايته إذا خطر في باله أن يتلكأ في مغادرة البيت الأبيض يوم 20 يناير، فإن فريق الحراسة الذي يرافقه يتولى إخراجه بطريقته ولا يفاصل في الموضوع!
هذه العجائب على بعضها تمثل وجه أمريكا الآخر الذي قد لا نراه أو ندقق فيه، وهي عجائب تقول لنا ولغيرنا: إن أمريكا التي نراها ونعرفها تظل من صناعة مثل هذه العجائب، وإنه لا شيء يأتي من فراغ.
عموما.. إن كان للعالم «سبع» عجائب.. فإنني أتصور أن مواقف وقرارات الرئيس الأمريكي القادم.. ستكون «ثامنها».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك