الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
اختيارات الرئيس الأمريكي
واضح جدا أن الكثير من الدول بدأت تتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بأي طريقة.. ولو كان من باب الهواية التي يعشقها الرئيس المنتخب «ترامب» وهي لعبة الغولف، إذ نشرت الأخبار أن الرئيس الكوري بدأ يتدرب على لعبة الغولف كي يتقرب من ترامب، وتكون جسرا لعلاقة إيجابية مشتركة.
واضح جدا كذلك.. أن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت هي الأخرى تتواصل مع بعض الدول، لتطرح عليها ملفاتها وأجندتها ومنهجيتها المقبلة.. لقد قيل إن أحد عناصر الإدارة الأمريكية الجديدة التقى عددا من المسؤولين الإيرانيين، بهدف جس النبض والتقارب.
واضح جدا أيضا.. أن دوائر الإعلام والسياسة انشغلت باختيارات الرئيس الأمريكي المنتخب لأفراد إدارته القادمة.. بين تاجر ومستثمر وإعلامي ومفتاح انتخابي؟؟ ووجوه جديدة لا تملك الخبرة السياسية، ولكنها تملك أمورا أخرى، ذات علاقة باهتمامات الرئيس في العقارات والإعلام وحتى رياضة الغولف.
بالأمس كتب الأستاذ عبداللطيف المناوي مقالا حول اختيارات فريق ترامب القادم، وأحسب أن أي مهتم بالشأن السياسي «الأمريكي العربي» عليه أن يطلع على المقال، ليعرف كيف تدار الأمور.. حيث كتب قائلا: أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اختياراته الجديدة لمناصب حساسة في إدارته المقبلة، وشملت هذه الاختيارات تعيين رجل الأعمال، ستيفن ويتكوف، كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط، والمذيع في قناة «فوكس نيوز»، بيت هيجسيث، وزيرًا للدفاع.. وقيل كذلك تعيين «إيلون ماسك» الملياردير المعروف، وصاحب شركة تسلا للسيارات الكهربائية، ومنصة إكس «تويتر سابقا» وغيرها.
تأتى هذه القرارات، أو التصريحات بمعنى أدق، في إطار سلسلة من التعيينات التي يُتوقع أن تثير النقاشات، حول أهلية هذه الشخصيات لتولي مهام حساسة على الصعيدين السياسي والعسكري في إدارة ترامب المقبلة.
ستيفن ويتكوف، رجل أعمال معروف بنجاحاته في مجال التطوير العقاري، لم يكن اسمًا مألوفًا في الدوائر الدبلوماسية. ومع ذلك، تم تعيينه كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط، وهو اختيار يبدو غريبًا، نظرًا لافتقاره لأي خبرة في العمل الدبلوماسي.. «ويتكوف» رجل مقرب من ترامب، ويلعب معه الجولف.. لكن ربما اختاره ترامب لعلاقته القوية داخل المجتمع اليهودي الأمريكي!
«بيت هيجسيث» (مواليد 1980)، المُختار من قبل ترامب وزيرًا للدفاع، هو الآخر يفتقر إلى الخبرة في المجال الجديد.. فالرجل كما نعلم إعلامي ومقدم برامج في قناة «فوكس نيوز»، وقد يجد نفسه في موقف صعب، خاصة مع التحديات الأمنية الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة.
وأكثر نقطة تهمنا في «بيت هيجسيث» هو أنه متعصب جدًا ضد المسلمين.. قبيل انتخابات 2016 حذر من زيادة معدلات مواليد المسلمين في ولايات مثل ميشيجان، واعتبرها قد تغير نتائج الانتخابات. كما أشاد بدعوة ترامب في السابق للمنع التام والكامل لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
ورغم تأكيد ترامب أن اختياراته تأتي في إطار رؤية تؤمن بالسلام من خلال القوة، فإن العديد من المحللين يُحذرون من أن تعيين شخصيات تفتقر إلى الخبرة السياسية والأمنية ولها انحيازات واضحة كهذين الاختيارين قد يؤدي إلى تبعات غير متوقعة.
الفترة المقبلة قد تشهد تقلبات غير محسوبة وعقبات جمة بسبب قرارات قد يراها البعض قائمة على أساس الولاء الشخصي و«الشو»، لا الكفاءة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك