في هذه الأيام ذات الطقس اللطيف التي تلف المملكة، وتلك الأجواء الاحتفالية الرائعة بمنطقة الصخير، ترتفع رايات التميز والتألق والنجاح بين طلابنا الخريجين في هذا العام بجامعة البحرين، وتعلو هاماتهم هذه الأوشحة الجميلة، وترتفع صياحات الفرح والمرح والسرور من الحضور الكريم في قاعة الشيخ عبد العزيز، في بهو جامعتنا الوطنية الأولى في مملكتنا الغالية، وفي ظل قيادتنا السياسية الحكيمة، جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه، وتحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، أقامت جامعة البحرين احتفالها السنوي، بطلابها الخريجين، هذا العام، الفوج السادس والعشرون.
وإن أنسى هنا فلن أنسى إشارة الأستاذ الدكتور فؤاد محمد الأنصاري، رئيس جامعة البحرين، إلى اهتمام الجامعة بطلابها وسعيها الحثيث إلى تخريج شباب واع وقادر على العطاء والبناء والنماء وكان رئيس الجامعة قد بعث في بداية هذا العام الدراسي الجديد رسالة موحية وقوية متوجها بها إلى جميع الأكاديميين العاملين في الجامعة وموجها إليهم التحية قائلا: «زملائي وزميلاتي الأعزاء، يطيب لي مع بداية العام الجامعي الجديد أن أبعث لكم بأجمل التحيات وأرقها، متمنياً لكم عاماً دراسياً مفعماً بالنشاط والحيوية، ومليئاً بالإنجازات العلمية والأكاديمية والبحثية، لنواصل معاً مسيرة التطوير في الجامعة الوطنية، ونشق طريقنا نحو تحقيق أهدافنا لتحسين الأداء والارتقاء بالمخرجات، وأودُّ أن أقدم لكم جزيل الشكر والامتنان على ما تبذلونه من جهود كبيرة في قاعات الدراسة وردهات المكاتب حيث تقضون ساعات طويلة في التدريس والمتابعة والإعداد ورفد العملية التعلمية وإسنادها، ولربما حملتم معكم تلك الأعباء إلى بيوتكم لإنجاز ما ينبغي إنجازه في الوقت المحدد».
وأضاف: «إنني إذ أقدم لكم شكري؛ فإنني على علم بأن تطلعاتكم وطموحاتكم كبيرة بالنسبة إلى حاضر جامعة البحرين ومستقبلها، هذا الصرح العلمي الكبير الذي نراهن عليه لبث المعرفة والعلم، ورفد سوق العمل بالكوادر العلمية المؤهلة للمشاركة في التنمية الشاملة، بل قيادتها وتطويرها، خصوصاً مع حجم التحديات والتطورات التي تفرضها على التعليم الثورة الصناعية الرابعة، والتي علينا أن نكون روّاداً فيها، ونخرّج الروّاد من جامعتنا في مختلف حقول المعرفة».
وأشار إلى أنه يتطلع لمواصلة العمل معاً فريقاً واحداً من أجل التطوير في مختلف الأبعاد، خصوصاً ما يتعلق بمواكبة المستحدثات التكنولوجية والعلمية والتوسع في الإنتاج البحثي والنشر العلمي، وقبل كل ذلك تحسين الأداء والممارسات، وخلق بيئة مواتية للتعلم والتعليم النوعي والمرن، لصناعة جيل يحمل المسؤولية الوطنية في التنمية والتطوير، وأكد أنه بالعلم تحيا الأمم ويرتقي الإنسان في مدارج الكمال، وأنتم زملائي وزميلاتي الأعزاء حملة العلم والمعرفة لأبنائكم الطلبة والمجتمع بعامة، ودمتم سالمين، وكل عام جامعي جديد وأنتم بخير.
وأقول: على هذا المنهج العلمي الثابت والصارم والفهم الوطني الصادق والواضح، تواصل جامعة البحرين الأمل والعمل على تأدية دورها، في التربية والتعليم والتأهيل، حتى نعد العدة لمستقبل مشرق وغد كله أمل وإنجازات، تعود على الوطن والمواطن بالخير والرفاهية وذلك من خلال سواعد الأبناء الفتية وعقولهم الذكية التي تعلمت وتمرنت وتأهلت لتقود سفينة التنمية وإثبات وترسيخ حقيقة أننا أمة معطاءة وأمة وثابة نحو المعالي، نبني ونشيد الواقع ونحلم ونخطط لامتلاك المستقبل.
إن جامعة البحرين اليوم وهي تحتفل بأبنائها الخريجين، تريد أن توصل رسالة، وهي أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل الإنسان يحيا بالعلم ويتحلى بالحلم، ويسعي من نجاح إلى نجاح ومن تأسيس وتخطيط إلى بناء وتعمير، فما حك جلدك مثل ظفرك، وطلابنا الخريجون يحدوهم الأمل إلى أن يشاركوا في مرحلة البناء والارتقاء ويفعلوا حالة التنمية والتطوير، ويصنعوا مستقبل التقدم والنهوض، فلسنا أقل من أشقائنا ومن جيراننا من دول النمور الأسيوية، بل إننا نستطيع بحول من الله أن نلحق بهم وأن نقدم نموذجا حضاريا يجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين الأخلاق والنهضة والرقي والقيم، وإننا بحق وبلا تزيد نستطيع أن نحقق الكثير لأوطاننا طالما توفرت لدينا الإرادة والإدارة، وهي والحمد لله موفورة لدينا، ولم يبق إلا السير قدما نحو تحقيق الآمال وصناعة المعجزات وهو أمل قريب وما هو منا ببعيد ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا، دامت مملكة البحرين رائدة، ونحو المعالي قائدة وفي الخيرات ساعية، ودامت جامعة البحرين معطاءة وبين الجامعات شامة وعلامة وفي الختام أحب أن أقول كلمة هامسا بها في آذان أبنائنا الطلاب: خذوا الأمر بجد واطلبوا العلم بسعي، وثقوا في أن الله يجزي العاملين ولا يخيب جهد المجاهدين، وتذكروا دائما هذه المقولة: تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد... وأخيرا وليس أخرا، أتمنى لكم أيها الطلاب مستقبلا مزهرا وعملا نافعا وحياة سعيدة، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم.
{ أستاذ الإعلام المشارك بجامعة البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك