مطالبات بتعزيز الوعي السياسي لمواجهة التحديات المتزايدة في المجتمعات
د. علي الرميحي: 60% من الشركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي
كتبت: ياسمين العقيدات
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
نظم معهد البحرين للتنمية السياسية واتحاد الصحفيين الخليجيين ندوة نقاشية بعنوان «دور الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في تشكيل الوعي السياسي» بحضور الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام، والدكتور علي بن محمد الرميحي رئيس مجلس أمناء المعهد، وعيسى الشايجي رئيس اتحاد الصحفيين الخليجيين الأمين العام، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة.
أكد الدكتور علي بن محمد الرميحي رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية ضرورة تعزيز الوعي السياسي لمواجهة التحديات المتزايدة في المجتمعات، مشيرًا إلى أن سرعة الوصول إلى الأفراد باتت مطلبًا أساسيًا لمنع انتشار المعلومات غير الصحيحة أو غير المكتملة، وتجنب سوء الفهم للقرارات السياسية. كما أشار إلى الحاجة الملحة للتصدي للأخبار المضللة، معتبرًا أن دور الإعلاميين والسياسيين أصبح حيويًا في هذا الإطار.
وأضاف الرميحي أن نسبة مستخدمي الانترنت من سكان العالم وصلت الى 73% منهم 66% يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة الى بث مليار ساعة من الفيديوهات يوميًا، وأوضح أن أكثر من 60% من الشركات تعتمد الذكاء الاصطناعي لتحسين استراتيجيات التسويق الرقمي وتخصيص المحتوى، محذرًا من أن التقنية الحديثة إن لم توظف للصالح العام، فستكلف المجتمع ثمنًا باهظًا.
كما أشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مؤثرة في توجيه الرأي العام حول أبرز الأحداث العالمية، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا متزايدًا في تشكيل الوعي السياسي من خلال تحليل البيانات الضخمة، مكافحة الأخبار المفبركة، وفهم توجهات الرأي العام، إلا أن هذا يرافقه تحديات أخلاقية تتعلق بالخصوصية.
من جانبه، أكد عيسى علي الشايجي رئيس اتحاد الصحفيين الخليجيين الأمين العام أهمية دراسة تأثير التكنولوجيا على الإعلام، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في بناء تجارب إعلامية فعالة ودقيقة رغم تحدياته مثل انتشار الأخبار المزيفة وتأثيرها على الوعي السياسي.
وأكد المشاركون في الجلسة الأولى موضوع «أهمية وتأثير الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي على الوعي السياسي، أهمية الادراك لوجود تحديات كبيرة تشهدها المجتمعات في ظل الانفتاح الكبير للثورة المعرفية والتكنولوجية عبر اكتساب جميع المعلومات في جميع الجهات، وأهمية تدريب الطلاب وكيفية تحليل البيانات عبر ادخال المناهج الدراسية بضرورة تحليل البيانات وادارة مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل مع الاخبار والدخول على المصادر الرسمية، للوصول الى المعلومة الحقيقية بالإضافة إلى كيفية التعامل مع المؤسسات الرسمية وانطباعات الجمهور.
وكشف عبدالله بوحجي مدير عام وكالة أنباء البحرين (بنا) خلال الجلسة الأولى أن وكالة انباء البحرين استخدمت خلال الــ6 أشهر الماضية الذكاء الاصطناعي في تحرير بعض الاخبار لتسهيل العملية وتقليص الوقت بالإضافة الى تلخيص الاخبار الطويلة جدًا وخاصةً مع وجود عدد كبير من الأخبار، حيث يتم استخدامه فقط في قسم التحرير.
وأضاف أن دخول وكالة أنباء البحرين خلال العشر سنوات الماضية منصات التواصل الاجتماعي لوصول الخبر الرسمي الى أكبر شريحة من القراء من داخل البحرين او خارجها ووجودها على منصات التواصل الاجتماعي تعطي فرصة للتواصل مع الجمهور بشكل أفضل بالإضافة الى توصيل المعلومة بطريقة محترفة.
وبين بوحجي أنه في حال انتشرت الاشاعات وخبر غير دقيق على مواقع التواصل الاجتماعي تبادر الحكومة إلى التواصل مع الجهات الرسمية للتحقق من صحة المعلومة، وفي بعض الأحيان يحتاج الموضوع الى تصحيح أو نفي عبر التعاون ونشر المعلومة الدقيقة، حيث ان وكالة الانباء البحرينية تتحقق من الاخبار لدى المصادر الموثوقة من الجهات المعنية بحد ذاتها، وقال: «لا تجعل بينك وبين المعلومة طرفا ثالثا، يجب التأكد من المعلومات في الذكاء الاصطناعي».
وناقشت الجلسة الثانية «مستقبل الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في المنطقة» حيث أكد المشاركون أن التضليل وتزييف الأخبار موجود بنسبة كبيرة بسبب الذكاء الاصطناعي، ولهذا يجب الانتباه وتوظيف العنصر البشري لتحري المعلومات المغلوطة في الذكاء الاصطناعي، ويجب على المؤسسات الإعلامية التعامل معه بحذر ومراقبة المحتوى الزائف.
ودعا اللواء محمد بن دينة مدير عام الإدارة العامة للإعلام الأمني بوزارة الداخلية إلى ادخال الوعي باستخدامات الذكاء الاصطناعي في المراحل الدراسية الأولى في المدارس، بسبب انتشار أجهزة الهاتف بمختلف الأعمار وخاصةً في المراحل العمرية الصغيرة حيث فرض توفير اجهزة الهاتف لهم مما جعلهم يتعايشون مع العالم الافتراضي بجميع جوانبه.
وأشار بن دينة إلى وجود تحديات كبيرة وخاصةً في دول الخليج لكونها دول مستهدفة حيث إننا نتعاطى مع مواقع التواصل الاجتماعي بدون معرفة ما هي الحقوق والواجبات بين المواطن والمجتمع مما يجعل البعض يتحدث عن الحقوق وينسى الواجبات، وخاصةً في الآونة الأخيرة بعد انتشار مصطلحات مثل حرية التعبير المطلقة، وذلك عبر التعبير على منصات التواصل الاجتماعي بدون رقابة، مما يجعل ذلك أداة وخاصةً مع الظروف التي تواجه المنطقة في الفترة الأخيرة.
وأوضح مدير عام الإدارة العامة للإعلام الأمني بوزارة الداخلية أن الأيدولوجيات والظروف والمعطيات الموجودة عبر التعصب الطائفي أو المذهبي تؤثر على صياغة الرسالة الموجهة في مواقع التواصل الاجتماعي مما يخلق نوعا من الاضطراب في المجتمع في النواحي الأمنية والسياسية، بالإضافة الى الرسائل الموجهة للتأثير على مزاج العامة في المجتمع والتي تتكون من منظمات تستهدف الأمن وسياسة الدول، وفي وجود كل هذه المعطيات يجب أن يكون هناك وعي حقيقي، كما شدد على أهمية وضع استراتيجية وخطط حقيقية لرؤيتها على أرض الواقع.
وتطرق اللواء محمد بن دينة إلى وجود فجوة كبيرة بين سرعة تطور التكنولوجيا والبرامج التوعوية للأطفال، مما أنتج تلوثا معلوماتيا ضمن التلوث البصري والسمعي بحيث تصلنا العديد من الأخبار الملوثة بغير رقيب من خلال العالم الافتراضي، فهناك اشاعات ومعلومات مغلوطة لا يقف خلفها أفراد فقط بل منظمات أيضًا.
وأشار الى انه مع دخول الذكاء الاصطناعي يجب ان يكون هناك وعي بتوظيف الذكاء الاصطناعي في الحد من الإشاعات حيث ان الذكاء الاصطناعي عامل مساعد للتأكد من الاشاعات عبر تحديد مصدر الاشاعة وتحليل محتواها وسرعة انتشارها، حيث ان نسبة الخطأ في الذكاء الاصطناعي تصل من 35% الى 40%.
من جانب آخر، أضاف راشد الحمر رئيس لجنة الإعلام الرقمي في اتحاد الصحفيين الخليجيين أن الذكاء الاصطناعي خلق العديد من التحديات، وذلك عبر فرض نفسه بتغيير نمط التحرير والمسميات الوظيفية للتماشي مع المتغيرات، حيث إن هناك العديد من الوظائف في الاعلام تم إلغاؤها وفي المقابل سيتم خلق وظائف جديدة تتماشى مع الذكاء الاصطناعي.
وبيّن الحمر أهمية التماشي مع المتغيرات وخاصةً في مجال الصحافة حيث ان الرافض للتغير سيواجه العديد من الصعوبات حتى في سوق العمل مستقبلًا ولا بد ان يكون هناك تقبل للتكنولوجيا التي تسهل مهامنا لخلق محتوى أوسع، كما يجب ان يكون هناك تغذية للإعلام المحلي والشارع العربي بالمحتوى الحميد وإبعاد المشاهد عن المحتوى من الخارج.
أما بخصوص الذكاء الاصطناعي فسيقلل الاعتماد على الصحفي.. قال الحمر: «أصبحت إنتاجية الصحفي أعلى بكثير فالأدوات الموجودة اليوم زادت إنتاجية الصحفي، بالإضافة الى إلغاء الروتين السابق في نشر الاخبار عبر إضافة الابداع المرتفع والجودة والنوعية التي تشد انتباه القارئ حيث حول الذكاء الاصطناعي الصحفي الى صحفي شامل وهذا ما كنا ننادي به سابقًا.
وأكد الحمر رفض التقسيم إلى اعلام تقليدي واعلام جديد حيث ان المؤسسات التي لم تطور نفسها اندثرت وانحسرت ويجب ان يواكب الاعلام التطور، ويجب ان يكون هناك قوالب مختلفة، ومواكبة الجيل الحالي مهمة جدا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك