تتزايد التحذيرات والمخاوف الدولية مع الطفرة غير المسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي حتى أصبحت فرضية «فناء البشرية» مطروحة بقوة في الأوساط المرتبطة بمجال التقنيات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
ونشرت العديد من التقارير والبحوث والرسائل خلال العامين المنصرمين، وتحديداً منذ صدور برنامج «تشات جي بي تي»، تركز جميعها على مخاطر تحول هذا النمط من التطور على مستقبل ومسار البشرية.
كما أن هناك من يطرح فكرة أن الذكاء الاصطناعي قد يقود البشرية إلى حتفها، في حال لم توضع ضوابط للتحكم به، فهل من الممكن فعلاً أن تكون نهاية الحضارة الإنسانية على يد برنامج ابتكره الإنسان نفسه؟
إن الطفرة الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والاتساع الأفقي لبرامج «شات جي بي تي» وانتعاش هذا السوق سجل قرابة 621 مليار دولار في عام 2024، وسط توقعات بأن يصل حجم سوقه في 2032 إلى 2.7 تريليون دولار، كل هذا قد يدفع القائمين على هذا التطور إلى عدم الاكتراث بالتأثيرات الكارثية لتفوق الذكاء الاصطناعي، واحتمال أن ينقلب على صانعه.
وفي هذا السياق تزايدت التساؤلات حول هذا الخطر، وما إذا كان حقيقياً وقريباً أم أن خطره على البشرية مجرد فوبيا أو مخاوف غير مبررة، أو مبالغ فيها، على الرغم من أن العديد ممن أسهم في تطوير برامج الذكاء الاصطناعي الفائق حذروا من تلك المخاطر، منهم سام آلتمان رئيس شركة «OpenAI» نفسه.
وأول من حذر من قدرات الذكاء الاصطناعي كان الفيلسوف البريطاني نيك بوستروم، الذي ألف كتاباً حمل عنوان «الذكاء الفائق: المسارات والمخاطر والاستراتيجيات»، وفيه عزز فكرة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تسيطر على العالم يوماً ما، وتدمر البشرية.
وفي (مارس 2023) وقع مئات الخبراء على رسالة تضمنت المطالبة بتعليق تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي فائقة القوة، مثل تطبيق الدردشة «تشات جي بي تي»، الذي أطلقته شركة «OpenAI» مدة 6 أشهر؛ للتأكد من أن تلك البرامج موثوقة وآمنة وشفافة ووفية وموائمة للقيم البشرية.
الخبراء قالوا في رسالتهم المنشورة إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تشكل مخاطر جسيمة على المجتمع والإنسانية، مستندين فيما ذهبوا إليه إلى العديد من البحوث، وكذا إلى اعتراف عدد من كبريات مختبرات الذكاء الاصطناعي.
ولفتوا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يحدث تغييراً عميقاً في تاريخ الحياة على الأرض، مشددين على ضرورة التخطيط له وإدارته بالعناية والموارد المناسبة، محذرين من أن هذا المستوى من التخطيط لم يتوافر بعد.
وفي (مايو 2024) حذر باحثون من أن الذكاء الاصطناعي بات قادراً على خداع البشر، مؤكدين أن القادم قد يكون أعظم، وسط مخاوف من احتمال أن ينقلب الذكاء الاصطناعي على الإنسان مستقبلاً.
وجاء ذلك في دراسة أعدها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ونشرتها مجلة «باترنز»، وفيها حذر الخبراء من أن الذكاء الاصطناعي قد يرتكب عمليات احتيال أو تزوير في الانتخابات على سبيل المثال، وكذا قدرته على خداع البشر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك