العدد : ١٧٠٢٩ - الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٢٩ - الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

السياحي

فيتنام.. الوجهة السياحية الآسيوية الأكثر شعبية

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬عندما‭ ‬فتحت‭ ‬فيتنام‭ ‬أبوابها‭ ‬للسياح‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬أصبحت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الوجهات‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬وباتت‭ ‬تشتهر‭ ‬بأسواقها‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬الأطعمة‭ ‬الشهية‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬ومدنها‭ ‬النابضة‭ ‬بالحياة،‭ ‬ومزيجها‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬العمارة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والمناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬الخلابة‭ ‬من‭ ‬الغابات‭ ‬الخصبة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬القمم‭ ‬الوعرة،‭ ‬وتشهد‭ ‬البلاد‭ ‬حالياً‭ ‬إقبالاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬الأجانب،‭ ‬وعلى‭ ‬وشك‭ ‬أن‭ ‬تسجل‭ ‬رقماً‭ ‬قياسياً‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬خلال‭ ‬عام‭.‬

كانت‭ ‬سايغون‭ ‬مركز‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬والسبعينيات،‭ ‬وكانت‭ ‬بمثابة‭ ‬المقر‭ ‬الرئيسي‭ ‬للعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكن‭ ‬تاريخ‭ ‬المدينة‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬300‭ ‬عام‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬وينعكس‭ ‬ماضيها‭ ‬في‭ ‬المعابد‭ ‬ذات‭ ‬الطراز‭ ‬المعماري‭ ‬الخاص،‭ ‬والأسواق‭ ‬الليلية‭ ‬النابضة‭ ‬بالحياة‭ ‬ومزيج‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬الآسيوية‭ ‬والأوروبية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬تسعة‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬أنحاء‭ ‬فيتنام،‭ ‬يعد‭ ‬الطعام‭ ‬عامل‭ ‬جذب‭ ‬رئيسي‭ ‬للمسافرين‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬هو‭ ‬تشي‭ ‬منه،‭ ‬وتنتشر‭ ‬أطباق‭ ‬طعام‭ ‬الشارع‭ ‬مثل‭ ‬بوت‭ ‬شين‭ (‬كعك‭ ‬دقيق‭ ‬الأرز‭ ‬المقلي‭ ‬مع‭ ‬البابايا‭ ‬والكراث‭ ‬والبصل‭ ‬الأخضر‭) ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كسوق‭ ‬بين‭ ‬ثانه‭ ‬التاريخي‭ ‬وتحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬هناك‭ ‬المطاعم‭ ‬الأكثر‭ ‬فخامة‭ ‬مثل‭ ‬أكونا‭ ‬الحائز‭ ‬نجمة‭ ‬ميشلان‭.‬

وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الأسواق،‭ ‬تعد‭ ‬مدينة‭ ‬هو‭ ‬تشي‭ ‬منه‭ ‬مزيجاً‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬الفيتنامية‭ ‬والفرنسية،‭ ‬فهناك‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬الفخمة‭ ‬التي‭ ‬بناها‭ ‬الفرنسيون‭ ‬في‭ ‬سايغون،‭ ‬وقد‭ ‬افتتحت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عام‭ ‬1898،‭ ‬وهي‭ ‬تذكير‭ ‬بالماضي‭ ‬الاستعماري‭ ‬للمدينة،‭ ‬بينما‭ ‬تعرض‭ ‬دار‭ ‬لوتس‭ (‬أحد‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬الفنية‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المدينة‭) ‬أعمال‭ ‬الفنانين‭ ‬الفيتناميين‭ ‬المعاصرين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬فناني‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للزوار‭ ‬الذهاب‭ ‬إليها‭ ‬لمعرفة‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬خلفته‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬هوتشي‭ ‬منه‭ ‬والريف‭ ‬المحيط‭ ‬بها،‭ ‬حيث‭ ‬يحافظ‭ ‬أحد‭ ‬المتاحف‭ ‬على‭ ‬بقايا‭ ‬الحرب‭ ‬وقطع‭ ‬أثرية‭ ‬مهمة‭ ‬تلخّص‭ ‬للزوار‭ ‬عواقب‭ ‬الحرب،‭ ‬بينما‭ ‬توضح‭ ‬أنفاق‭ ‬تشو‭ ‬تشي‭ ‬المصاعب‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬الجنود‭ ‬الفيتناميون‭ ‬أثناء‭ ‬الصراع‭.‬

مدينة‭ ‬هو‭ ‬تشي‭ ‬منه،‭ ‬متصلة‭ ‬بالجزء‭ ‬الشمالي‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬بواسطة‭ ‬خط‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬الشمال‭ ‬والجنوب،‭ ‬ويشار‭ ‬إليه‭ ‬عادة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬قطار‭ ‬إعادة‭ ‬الوحدة‮»‬،‭ ‬وتم‭ ‬إنشاءه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1899،‭ ‬ويسافر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬1700‭ ‬كيلومتر‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬هو‭ ‬تشي‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬هانوي‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬واحد،‭ ‬وتعرض‭ ‬خط‭ ‬السكة‭ ‬الحديدية‭ ‬للقصف‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬بهدف‭ ‬قطع‭ ‬الاتصالات‭ ‬المهمة‭ ‬بين‭ ‬الشمال‭ ‬الشيوعي‭ ‬وجنوب‭ ‬البلاد‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

واليوم،‭ ‬تعتبر‭ ‬الرحلة‭ ‬طريقة‭ ‬رائعة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬إطلالة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬أجمل‭ ‬المناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬المياه‭ ‬الزرقاء‭ ‬الخلابة‭ ‬لشواطئ‭ ‬نها‭ ‬ترانغ،‭ ‬وتقطع‭ ‬غابات‭ ‬سلسلة‭ ‬جبال‭ ‬أناميت‭. ‬كما‭ ‬يتوقف‭ ‬القطار‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬السياحية‭ ‬الشهيرة،‭ ‬مثل‭ ‬دا‭ ‬نانغ‭ ‬وهوي‭ ‬آن،‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬وجهته‭ ‬النهائية،‭ ‬العاصمة‭ ‬التاريخية‭ ‬هانوي‭.‬

وتأسست‭ ‬هانوي،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬عاصمة‭ ‬الشمال‭ ‬الشيوعي،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1009‭ ‬بعد‭ ‬الميلاد‭ ‬كمدينة‭ ‬إمبراطورية‭ ‬لسلالة‭ ‬لي‭. ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬1873،‭ ‬كانت‭ ‬المدينة‭ ‬بمثابة‭ ‬عاصمة‭ ‬للمناطق‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬فرنسا،‭ ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬عاصمة‭ ‬لفيتنام‭.‬

وتنعكس‭ ‬الخلفية‭ ‬المتنوعة‭ ‬للمدينة‭ ‬في‭ ‬هندستها‭ ‬المعمارية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الحي‭ ‬القديم،‭ ‬بمزيج‭ ‬من‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬الفيتنامية‭ ‬والفرنسية‭.‬

وللتعمق‭ ‬في‭ ‬ماضي‭ ‬هانوي،‭ ‬يمكن‭ ‬زيارة‭ ‬قلعة‭ ‬ثانغ‭ ‬لونغ‭ ‬الإمبراطورية،‭ ‬أحد‭ ‬مواقع‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬لليونسكو،‭ ‬ويعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬السابع،‭ ‬حيث‭ ‬يغطي‭ ‬الموقع‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬1300‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬ماضي‭ ‬فيتنام‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬العاصمة‭ ‬التشريعية‭ ‬لفيتنام،‭ ‬تعتبر‭ ‬هانوي‭ ‬أيضاً‭ ‬العاصمة‭ ‬الثقافية‭ ‬للبلاد،‭ ‬وهي‭ ‬موطن‭ ‬لمشهد‭ ‬مزدهر‭ ‬للفنون‭ ‬والتعليم‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا