العدد : ١٧٠٢٢ - الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٢٢ - الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التربية البيئية: نحو بناء جيل بحريني واعٍ بمتطلبات الاستدامة

بقلم: د. فاطمة ناصر {

الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

وفقًا‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬تبليسي‭ ‬1978م،‭ ‬‮«‬فإن‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬تعلم‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬معرفة‭ ‬الناس‭ ‬ووعيهم‭ ‬حول‭ ‬البيئة‭ ‬والتحديات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬والخبرات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وتعزز‭ ‬المواقف‭ ‬والدوافع‭ ‬والالتزامات‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مستنيرة‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬مسؤولة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬وترسيخها‭ ‬وتكييفها‭ ‬لغاية‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وأهمية‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬وتمكين‭ ‬الثقافة‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الحياة‭ ‬واستدامة‭ ‬مواردها،‭ ‬وإعادة‭ ‬تكييف‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬بروح‭ ‬جديدة،‭ ‬وتوجيه‭ ‬التّعليم‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتطوير‭ ‬البرامج‭ ‬التدريسية‭ ‬وتنشيطها،‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭.‬

نلاحظ‭ ‬جميعًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اهتماما‭ ‬واضحا‭ ‬ومتزايدا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبيئة‭ ‬وأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬بضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬الحاجات‭ ‬البشرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬منها‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بسلامة‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬حديثًا‭ (‬البصمة‭ ‬البيئية‭) ‬التي‭ ‬عدّت‭ ‬مؤشرًا‭ ‬لقياس‭ ‬تأثير‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬وأنظمتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومدى‭ ‬قدرة‭ ‬الأرض‭ ‬على‭ ‬تجديد‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬مستقبًلا،‭ ‬ليستفيد‭ ‬منها‭ ‬أجيال‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬معًا،‭ ‬وتعدُ‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬المستجدة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬الوثيقة‭ ‬بالعلوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬التكاملية‭ ‬تجاه‭ ‬محيطنا‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬ونتأثر‭ ‬بالمشكلات‭ ‬البيئية‭ ‬المهددة‭ ‬لجودة‭ ‬حياتنا‭.‬

إن‭ ‬الضغوطات‭ ‬المتزايدة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬عدة‭ ‬مشكلات‭ ‬بيئية‭ ‬واقعية‭ ‬لها‭ ‬أثُر‭ ‬ملموسٍ،‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬صحة‭ ‬البيئة‭ ‬وسلامتها؛‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬برزت‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬المبنية‭ ‬وفق‭ ‬رؤى‭ ‬تربوية‭ ‬مدروسة؛‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬السعي‭ ‬للتوازن‭ ‬بين‭ ‬أبعاد‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬واستدامة‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬واكتساب‭ ‬الفرد‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الرخاء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والثقافي‭ ‬والإنساني‭ ‬في‭ ‬وطنه،‭ ‬وأساسًا‭ ‬فإن‭ ‬البيئة‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الفرد‭ ‬باعتباره‭ ‬المكون‭ ‬الأساسي‭ ‬فيها‭ ‬والمستفيد‭ ‬من‭ ‬صحتها‭ ‬وسلامتها‭ ‬؛‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬ويفهم‭ ‬حقيقة‭ ‬البيئة‭ ‬وأنظمتها‭ ‬المتكاملة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فصلها‭ ‬وتجزئتها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬النظام‭ ‬الشامل‭ ‬والمتكامل‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المكونات‭ ‬سواء‭ ‬الثقافية‭ ‬والطبيعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواه،‭ ‬وحتى‭ ‬يتمكن‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬منذ‭ ‬نشأته‭ ‬الأولى،‭ ‬فإنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التوعية‭ ‬والتثقيف‭ ‬وبرمجة‭ ‬العقل‭ ‬الداخلي‭ ‬بضرورة‭ ‬اعتبار‭ ‬البيئة‭ ‬جزءًا‭ ‬مهما‭ ‬كالقلب‭ ‬النابض‭ ‬في‭ ‬أجسامنا،‭ ‬وبذلك‭ ‬تتغير‭ ‬أفكاره‭ ‬وتوجهاته‭ ‬والنهج‭ ‬الذي‭ ‬يسير‭ ‬عليه،‭ ‬ويتبعه‭ ‬الترجمة‭ ‬السلوكية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مقدرات‭ ‬الطبيعة‭ ‬والإحساس‭ ‬بالانتماء‭ ‬لكل‭ ‬قطرة‭ ‬ماء‭ ‬وذرة‭ ‬تراب‭ ‬ونسمة‭ ‬هواء،‭ ‬مكتسبًا‭ ‬بذلك‭ ‬أسس‭ ‬ومبادئ‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬الفاعلة‭.‬

تُعد‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬أسرع‭ ‬السبل‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وصيانتها،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬لجأت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬دمج‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬تدريجيًا‭ ‬وتثقيف‭ ‬الأجيال‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬للقضايا‭ ‬المؤثرة‭ ‬بالبيئة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬أبنائنا‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬ومستدام،‭ ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬المنتج‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬شرعت‭ ‬وأقرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬لحماية‭ ‬البيئة‭ ‬وصيانتها،‭ ‬والأجمل‭ ‬حين‭ ‬نستمع‭ ‬إلى‭ ‬أجدادنا‭ ‬وهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬مسيرة‭ ‬حياتهم‭ ‬قديمًا‭ ‬وكيفية‭ ‬استعدادهم‭ ‬لمواسم‭ ‬الزرع‭ ‬والصيد‭ ‬والغوص‭ ‬بكل‭ ‬فرح‭ ‬وسرور‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬شعروا‭ ‬معها‭ ‬بالانتماء‭ ‬والأمن؛‭ ‬لذا‭ ‬فالواجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬شعور‭ ‬وانتماء‭ ‬الأجداد‭ ‬تجاه‭ ‬بيئتنا‭ ‬وتوريثها‭ ‬لأجيالنا‭ ‬ليشعروا‭ ‬أن‭ ‬مجتمعهم‭ ‬وبيئتهم‭ ‬وما‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬بيوتهم‭ ‬الذي‭ ‬يسكنون‭ ‬فيها،‭ ‬ليحافظوا‭ ‬على‭ ‬مواردها‭  ‬ويتحفزوا‭ ‬لاحترامها‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬أنماط‭ ‬حياتية‭ ‬أفضل‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬تلوث‭ ‬للبيئة،‭ ‬حتى‭ ‬ينمو‭ ‬لديهم‭ ‬الحب‭ ‬الكبير‭ ‬تجاه‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬الأم‭ ‬وتقوية‭ ‬هذا‭ ‬الإحساس‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬التسارع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬التطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬لقد‭ ‬تبلورت‭ ‬فكرة‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬لدى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬اجتهدت‭ ‬لوضع‭ ‬تصوّر‭ ‬واضح‭ ‬لتخفيف‭ ‬حدة‭ ‬التهديدات‭ ‬البيئية‭ ‬الراهنة‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وإبراز‭ ‬دور‭ ‬التربية‭ ‬والوعي‭ ‬البيئي‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ترجمتها‭ ‬ودمجها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬قنوات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المعنية‭ ‬بتنشئة‭ ‬الأجيال،‭ ‬وذلك‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرسومة‭ ‬للتربية‭ ‬البيئية‭ ‬وتناولها‭ ‬بالبحث‭ ‬والتحليل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجوانب،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬الأخذ‭ ‬بالأفكار‭ ‬الخًلاقة‭ ‬والإنتاجات‭ ‬الإبداعية‭ ‬المناسبة‭ ‬والواقعية‭ ‬القابلة‭ ‬للقياس‭ ‬والتحقيق،‭ ‬والتي‭ ‬تخدم‭ ‬أهداف‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬حيثُ‭ ‬يمكننا‭ ‬تحويلها‭ ‬لممارسات‭ ‬حقيقة‭ ‬مرسومة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لترسخِ‭ ‬بذلك‭ ‬الأسس‭ ‬السليمة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أجيالنا‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬سلوك‭ ‬مستدام‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬الذاتية‭ ‬تجاه‭ ‬بيئتهم‭.‬

تعد‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المملكة؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمع‭ ‬هي‭ ‬عمليات‭ ‬التعليم‭ ‬بجميع‭ ‬أنماطها‭ ‬خاصة‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التعليمية‭ ‬للمملكة،‭ ‬الذي‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬حيثً‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬حيويًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الناشئة،‭ ‬باعتبار‭ ‬التعليم‭ ‬أداة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬مستدام‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬احتياجات‭ ‬البشر‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬إن‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬تسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬سلوكيات‭ ‬الطلاب‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الاستدامة‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نستعرض‭ ‬أهم‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التربية‭ ‬البيئية،‭ ‬وأهمها‭ ‬إدماج‭ ‬مفاهيم‭ ‬البيئة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬محتوى‭ ‬تعليمي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية،‭ ‬مثل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬والتلوث،‭ ‬يتمكن‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬كوكبنا‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬تتعلق‭ ‬بالبيئة،‭ ‬مثل‭ ‬أيام‭ ‬البيئة‭ ‬ومسابقات‭ ‬المشروعات‭ ‬البيئية‭. ‬وهذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬تشجع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة،‭ ‬مما‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬المفاهيم‭ ‬البيئية‭ ‬بشكل‭ ‬عملي‭. ‬كما‭ ‬تعزز‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬بين‭ ‬الطلاب،‭ ‬والعمل‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬المعلمين‭ ‬ليكونوا‭ ‬سفراء‭ ‬للوعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬مدارسهم‭ ‬وفصولهم‭ ‬الدراسية‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة،‭ ‬يمكن‭ ‬للمعلمين‭ ‬أن‭ ‬يتعلموا‭ ‬كيفية‭ ‬تدريس‭ ‬الموضوعات‭ ‬البيئية‭ ‬بفعالية‭ ‬وكيفية‭ ‬تشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬البيئية‭. ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬البيئية،‭ ‬وتدعم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬البيئية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بالممارسات‭ ‬البيئية،‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬وتعزيز‭ ‬الاستدامة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬البرامج‭ ‬المتميزة‭ ‬مبادرة‭ ‬فضاء‭ ‬‮«‬استديو‭ ‬244‮»‬‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬إذ‭ ‬يُعد‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬بمنزلة‭ ‬مركز‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والمعرفة‭ ‬نتيجة‭ ‬لاحتوائه‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تجذب‭ ‬الجمهور،‭ ‬وبرنامج‭ ‬‮«‬روَاد‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬الرؤية‭ ‬الوطنية‭ ‬2030،‭ ‬وجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نأمل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬وسلامة‭ ‬الحياة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

 

{‭ ‬دكتوراه‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا