العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

البحرين العربية

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

أثبت‭ ‬التاريخ‭ ‬بشواهده‭ ‬أن‭  ‬البحرين‭ (‬أرخبيل‭ ‬الجُزر‭) ‬احتلت‭ ‬وتحتل‭  ‬مكانة‭ ‬عريقة‭ ‬في‭ ‬سجلّ‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬بسبب‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وثرواتها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬عبر‭ ‬الأزمنة‭ ‬مليئة‭ ‬بالخيرات‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬محط‭ ‬أطماعٍ‭ ‬للقوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬عبر‭ ‬عصور‭ ‬تاريخها‭ ‬المُدوّن‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬الألف‭ ‬الثالث‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬وذكرها‭ ‬التاريخ‭ ‬كمملكة‭ ‬مزدهرة‭ ‬عُرفت‭ ‬بأنها‭ (‬أرض‭ ‬الخلود‭) ‬التي‭ ‬سعى‭ ‬لها‭ ‬جلجامش‭ ‬بحثا‭ ‬عنه،‭ ‬فهي‭ ‬دلمون‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬323‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2800‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬وهي‭ ‬تايلوس‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬323‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬200م،‭ ‬وهي‭ ‬أوال‭  ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬الميلادي‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬620م،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬الإسلام‭ ‬طواعية‭ ‬وأرسلت‭ ‬وفودها‭ ‬المبايعة‭ ‬إلى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬ص‭) ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بالتسامح‭ ‬الفكري‭ ‬والديني‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الأطياف‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬قطنتها‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬واحةً‭ ‬لهجرة‭ ‬القبائل‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬والتي‭ ‬سكنتها‭ ‬وعمّرتها‭ ‬واستطاعت‭ ‬بإرادة‭ ‬حُرّة‭ ‬وصارمة‭ ‬أن‭ ‬تنهي‭ ‬وجود‭ ‬كل‭ ‬طامع‭ ‬في‭ ‬أراضيها‭ ‬والفرس‭ ‬أولهم‭.‬

لذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المُستحب‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬الأطماع‭ ‬تُدغدغ‭ ‬عقول‭ ‬وقلوب‭ ‬أصحاب‭ ‬النزعات‭ ‬الاستعمارية‭ ‬من‭ ‬الإمبراطوريات‭ ‬التي‭ ‬بادت،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثبت‭ ‬التاريخ‭ ‬بصوت‭ ‬شعبها‭ ‬المخلص‭ ‬أنها‭ ‬عربية‭ ‬الأرض‭ ‬والروح‭ ‬والقلب‭ ‬والهوى،‭ ‬وأنها‭ ‬دولة‭ ‬الإسلام‭ ‬والسلام‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تعزيزه‭ ‬وإيصال‭ ‬رسالته‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬ولعل‭ ‬آخر‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬ضمن‭ ‬توصيات‭ ‬اجتماع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القمة‭ (‬قمة‭ ‬المنامة‭ ‬2024‭) ‬والذي‭ ‬بارك‭ ‬دعوة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭.‬

وهي‭ ‬بالفعل‭ ‬أرض‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬التي‭ ‬يحرص‭ ‬دستورها‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬العلاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والصديقة،‭ ‬والتي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬مراعاة‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهي‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يعشقه‭ ‬شعبها‭ ‬ويرفض‭ ‬أي‭ ‬ادعاء‭ ‬بتبعيتها‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬إقليم‭ ‬آخر،‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬كلمته‭  ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بهويتها‭ ‬العربية‭  ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬كاملة‭ ‬حرّة‭ ‬بعد‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الذي‭ ‬أشرفت‭ ‬عليه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬1970،‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬المملكة‭ ‬المستقلة‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‭ ‬والتأثير‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬أصعدة‭ ‬مختلفة‭. ‬

وهي‭ ‬المحفوظة‭ ‬بدعاء‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬وبمحبّة‭ ‬شعبها‭ ‬وتفانيه‭ ‬لأجلها،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬قافلتها‭ ‬آمنة‭ ‬غير‭ ‬آبهة‭ ‬بنباح‭ ‬الطامعين،‭ ‬فهي‭ ‬البحرين‭ ‬بلاد‭ ‬العروبة‭ ‬والحميّة‭ ‬والشهامة‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬من‭ ‬الطامعين‭.‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا