قررت محكمة العمل البريطانية أن عدم إلقاء التحية على الزملاء في العمل قد يعتبر خرقا قانونيا، حيث من المحتمل أن يقوض ثقة الموظف، وذلك بعدما صدر الحكم في قضية المديرة الإدارية التي فازت بدعوى الفصل التعسفي بعد أن اشتكت من رفض رئيسها رد تحيتها أكثر من مرة.
واستمعت المحكمة إلى أن نادين هانسون استقبلت أندرو جيلكريست، رئيسها الجديد، بالتحية ثلاث مرات عندما وصلت إلى العمل في سبتمبر 2023 ولكن تم تجاهلها عمدًا في كل مرة.
وكان جيلكريست (62 عامًا) غاضبًا من هانسون لأنه اعتقد أنها تأخرت متعمدة عن موعد عملها بينما كانت في الواقع في موعد طبي. وفازت هانسون في قضيتها، وخلصت القاضية سارة ديفيز إلى أن سلوك جيلكريست كان «غير مقبول».
وقالت ديفيز: «هذا سلوك من مالك ومدير صاحب العمل الجديد، محسوب أو من المرجح أن يقوض الثقة»، مضيفة: «بينما قد لا يكون في حد ذاته خرقًا أساسيًا للعقد، إلا أنه كان قادرًا على المساهمة في مثل هذا الخرق». وكان جيلكريست قد تولى مؤخرًا منصب المدير التنفيذي لشركة Interaction Recruitment، التي كانت تمتلك 30 فرعًا في إنجلترا في ذلك الوقت. وبحسب صحيفة التلغراف «The Telegraph» سافر جيلكريست إلى سكُنثورب في لينكولنشاير للقاء هانسون واثنين من الموظفين الذين كانت تديرهم. فيما وجدت القاضية في ليدز أن جيلكريست، بعد اجتماع «للتعارف» استمر أقل من ساعة، قد اتخذ «حكمًا سريعًا» وغير مبرر بشأن هانسون بأنها لا تؤدي عملها بالشكل المطلوب. وبعد أيام قام بزيارة غير معلنة لمكاتب الشركة في المدينة، ووصل قبل هانسون التي كانت في موعد. وجاء في حكم المحكمة: «كان يومًا مزدحمًا لأنهم كانوا قد رتبوا لمقابلة عدد من المرشحن، حيث كان هناك حوالي ثمانية مرشحين يملؤون النماذج عندما وصلت هي وشهادتها تشير إلى أنها قالت «صباح الخير» لجيلكريست ثلاث مرات، لكنه تجاهلها». فيما قال جيلكريست في المحكمة إنه «لا يتذكر» ما إذا كان قد قال «مرحبا» لأن اليوم كان مزدحما، لكنه أكد أنه يعتقد أنه قال «مرحبا للجميع». ومع ذلك، أصرت القاضية أن شهادته «غير مقنعة تماما». ثم أمر جيلكريست هانسون بالدخول إلى غرفة اجتماعات، حيث دفع هاتفها جانبا بينما كانت تحاول إظهار إثبات لموعدها. وقال لها وفقما جاء في تقرير القاضية: «أقترح إذا لم تريدي أن تكوني هنا أن تغادري». كما سمعت المحكمة أنه بعد ساعة من الاجتماع أرسل جيلكريست بريدًا إلكترونيًا إلى موظفيه المباشرين يعطيهم زيادة في الرواتب. بدورها، قالت هانسون إنها «شعرت بالإهانة» لأنها لم تُبلغ. وفي أكتوبر 2023 قدمت هانسون إشعارًا بفترة إنذار مدة ثمانية أسابيع، قائلة إنها شعرت بأنها «مهمشة».
وتم إيقاف هانسون عن العمل بسبب القلق أثناء فترة الإنذار بسبب طريقة تعامل جيلكريست معها. ومع ذلك، قام هو بخصم أجرها المرضي لاعتقاده أنها تدعي المرض. وحكمت القاضية ديفيز لصالح هانسون في مطالباتها بالفصل التعسفي وخصم الأجر غير المصرح به. وقالت إن من «غير المعقول» أن جيلكريست لم يسمع تحية هانسون وأنه «تجاهلها عمدًا» قبل أن يبدأ في «الانتقاد المباشر» لها. والآن، من المتوقع أن تحصل هانسون على تعويض من شركة Interaction Recruitment، وسيتم تحديد المبلغ في وقت لاحق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك