القدس المحتلة - (أ ف ب) ما زال المدنيون في غزة يعيشون في ملاجئ متداعية، ويعانون الأمرين للعثور على الطعام وسط انعدام تام لظروف السلامة والأمن، وفق المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سارة ديفيز، حتى بعدما أصبح تركيز الجيش الإسرائيلي منصبا على توجيه ضربات في لبنان. تحولت مساحات كبيرة من غزة إلى أنقاض منذ أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية الانتقامية على القطاع في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل.
ضربت إسرائيل غزة براً وجواً وبحراً واستهدفت حماس وفصائل أخرى، ما أدى إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون شخص أكثر من مرة على مدى 12 شهرا من القتال. وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح تركيز إسرائيل في المعركة منصبا على الحدود الشمالية وقد شنت غارات جوية على مواقع حزب الله في مختلف أنحاء لبنان بما في ذلك في بيروت ودخلت قواتها إلى جنوب لبنان. وعلى الرغم من ذلك، ما زال المدنيون في غزة يواجهون ظروفا طاحنة ومدمرة بسبب انعدام الأمن، كما تقول سارة ديفيز، الموجودة حاليا في منطقة المواصي في غزة.
وقالت ديفيز في مقابلة عبر الإنترنت مع وكالة فرانس برس «ما زالوا يعيشون هنا في خيام. وما زالوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم. وما زالوا لا يعرفون ما إذا كانت منازلهم قائمة. ويكافحون من أجل إطعام أسرهم كل يوم، وإيجاد مياه صالحة للشرب، وإيجاد الطاقة التي تساعدهم على الاستمرار». وأضافت ديفيز أنه ما زال يُسمع على نحو مستمر في غزة دوي الانفجارات وأصوات إطلاق النار.
وبينما تم نقل آلاف الجنود إلى الحدود الشمالية مع لبنان، أعلنت إسرائيل عمليات جديدة في أجزاء من غزة خلال نهاية الأسبوع وحاصرت قواتها منطقة جباليا ونشر الجيش أوامر إخلاء جديدة السبت.
قالت ديفيز «يشعر الناس بالتوتر الشديد في كل مرة يسمعون فيها بصدور أوامر إخلاء جديدة. أعتقد أن الوضع غامض تماما بالنسبة الى الناس على الأرض. إنه مخيف جدا».قُتل العشرات في جباليا في الهجوم العسكري الأخير، وفقا للدفاع المدني في غزة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عشرين مسلحا.
وبلغ عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية والغارات والقصف نحو 42 ألفا منذ اندلاع الحرب غالبيتهم من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة ذات موثوقية. وخلال الهجمات، تضررت المستشفيات والعيادات القليلة المتبقية في غزة بشدة بسبب نقص الإمدادات، مع تقييد إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقالت ديفيز إن المرافق الطبية لا تحصل سوى على كميات محدودة جدا من الوقود الذي لا غنى عنه لتشغيلها وهذا الأمر يزيد الضغط على الأطباء والممرضين.
نتيجة لذلك، أضافت ديفيز، يتساءل الأطباء والعاملون الصحيون باستمرار «عما سيحدث في الأيام القادمة في كل مرة ينتظرون فيها الوقود وقطع الغيار للمولد لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم صيانة هذا المولد لإضاءة غرفة العمليات حتى يتمكنوا من إنقاذ أرواح الناس».
منذ هجوم السابع من أكتوبر، انخرطت إسرائيل في حرب متعددة الجبهات بإرسال قوات برية إلى غزة ولبنان وشن غارات جوية في سوريا المجاورة واستهداف المسلحين الحوثيين في اليمن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك