كتبت: ياسمين العقيدات
تصوير - رضا جميل
دشن مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي الكرسي العلمي المشترك في الهوية والمواطنة الخليجية، الذي يهدف إلى تعزيز قيم المواطنة وتنميتها لدى الناشئة وإعدادهم وإكسابهم السلوكيات التي تمكنهم من الوفاء بحقوق وواجبات المواطنة ومعايشة قضاياهم الداخلية، وتطلعاتهم المستقبلية، مع الانفتاح الإيجابي مع معطيات العصر في مختلف المجالات.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي، والدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، والدكتور سعد بن سعود آل فهيد رئيس جامعة الخليج العربي.
وأكد الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بأن تدشين الكرسي العلمي المشترك في الهوية والمواطنة الخليجية سيحفز الجامعيين والطلبة على إجراء البحوث الأكاديمية ذات العلاقة، بما يسهم في إثراء المكتبة الخليجية وتوعية النشء بأهمية الهوية والمواطنة الخليجية الجامعة.
وبين وزير التربية والتعليم بأن الكرسي العلمي يمثل تأكيداً لما يجمع الدول والشعوب الخليجية من روابط تاريخية وطيدة ووشائج قربى وتعاون وثيق في ظل رعاية أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس التعاون، كما يأتي انسجاماً مع الدور الرائد الذي يلعبه مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي باعتبارهما لبنتين مهمتين ضمن منظومة العمل التكاملي المشترك التي أرساها مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ نشأته.
تحديات الهوية
والمواطنة الخليجية
ومن جانبه، أكد المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي أن تدشين الكرسي العلمي للهوية والمواطنة الخليجية الذي يقام بالشراكة بين مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي يهدف إلى تنمية الاهتمام بمجالات الهوية والمواطنة الخليجية، ويدعم البحث والتأليف والترجمة وإصدار الوثائق والحقائب التدريبية في هذه المجالِ، موضحاً أن هذا التدشين هو امتداد للشراكة والتعاون القائم بين المكتب والجامعة.
لافتاً إلى أن الدول الأعضاء بالمكتب تولي أهمية بالغة لتعزيز قيم المواطنة وتنميتها من خلال مناهجها الدراسية وبرامجِها التعليمية، حيث جاء الكرسي متسقًا مع ما تسعى اليها الدول الأعضاء مع انفتاح إيجابي على معطيات العصر ومتغيراته، فالهوية والمواطنة الخليجية مفهوم متشابك ومتعدد الابعاد يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية إلى أعماق التاريخ والقيم المشتركة وهو ناتج عوامل متعددة منها عامل الدين الإسلامي والذي يشكل العمود الفقري للهوية الخليجية.
وبين الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصي أن الهوية والمواطنة الخليجية تواجهان تحديات عديدة تتمثل في التغيرات الاجتماعية السريعة نتيجة العولمة والتطور التقني، فضلا عن التنوعِ الثقافي الذي يزداد نتيجة للهجرة والاختلاط الحضاري، ولكن رغم هذه التحديات فإن الهوية والمواطنة الخليجية تمتلك مقومات القوة والاستمرارية، فالشعور بالانتماء إلى مجتمعٍ واحد ذي دين واحد ولغة واحدة وتاريخٍ مشترك وقيم مشتركة، هو عامل يسهم بقوة في تعزيز الهوية والمواطنة الخليجية، ومن خلاله يمكن لدول الخليجِ أن تتجاوز التحديات وتحافظ على هويتها وتراثها وتبني مستقبل زاهر.
باكورة أبحاث علمية رصينة
إلى ذلك، ثمن رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور سعد بن سعود آل فهيد اهتمام أصحاب الجلالة والسمو قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة بالهوية الخليجية، وحرصهم على تعزيز قيم المواطنة، ودعمهم المستمرّ لمسيرة التعليم إيمانا منهم بأنه أساس تطوّر الدولِ، وسبيل نموّها وازدهارها، مؤكدًا أن تدشين هذا الكرسي يمثّل باكورة أبحاث علمية رصينة، وبرامج وأنشطة نوعية تُثري الساحة الثقافية الخليجية، وتكونُ مخرجاتهُا وتوصياتها رافدها مهمّا للجهود المبذولة في إطار التربية على المواطنة وتعزيز الهويّة.
من جهة ثانية أعلن دخول جامعة الخليج العربي تصنيف مؤسسة التايمز للتعليم العالي للجامعات Times Higher Education لعام 2025، وهو ما يظهر التزام الجامعة بتقديم تعليم عال يسهم على نحو حقيقي في دعم مسيرة التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد تمّ بهذه المناسبة توقيع إنشاء الكرسي البحثي المشترك بين مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي، وتوقيع مذكرة بين مكتبة المكتب والجامعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك