العدد : ١٧٠١٠ - الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠١٠ - الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

يحدث هناك ..

في‭ ‬مباراة‭ ‬من‭ ‬مباريات‭ ‬الدوريات‭ ‬الأوروبية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬المباراة،‭ ‬وقف‭ ‬لاعبو‭ ‬الفريقين‭ ‬المتنافسين‭ ‬متقابلين‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬دائرة‭ ‬وسط‭ ‬الملعب،‭ ‬وتوسط‭ ‬الدائرة‭ ‬رجل‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬بمعية‭ ‬أسرته‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وسيطرت‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬أجواء‭ ‬الملعب‭ ‬الذي‭ ‬اكتظت‭ ‬مدرجاته‭ ‬بالآلاف‭ ‬من‭ ‬الجماهير،‭ ‬ليعلن‭ ‬المذيع‭ ‬الداخلي‭ ‬للملعب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يصادف‭ ‬عيد‭ ‬ميلاد‭ ‬الرجل‭ ‬الواقف‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الدائرة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لاعبا‭ ‬مشهورا،‭ ‬وكان‭ ‬يلعب‭ ‬للفريق‭ ‬صاحب‭ ‬الملعب‭ ‬ومستضيف‭ ‬المباراة،‭ ‬وأبى‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬شأن‭ ‬تنظيم‭ ‬الحدث‭ ‬الرياضي‭ ‬إلا‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬ليشاركوا‭ ‬اللاعب‭ ‬وأسرته‭ ‬فرحة‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭.‬

هذا‭ ‬موقف‭ ‬من‭ ‬عشرات‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بها‭ ‬الأوساط‭ ‬الرياضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬هناك‭ ‬يولون‭ ‬أصحاب‭ ‬الخبرات‭ ‬والرياضيين‭ ‬المتميزين‭ ‬واللاعبين‭ ‬القدماء‭ ‬الذين‭ ‬دافعوا‭ ‬عن‭ ‬شعارات‭ ‬الأندية‭ ‬أو‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى،‭ ‬ويمنحونهم‭ ‬مهمات‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬تتناسب‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬خبراتهم‭ ‬واختصاصاتهم‭ ‬احتراما‭ ‬وتقديرا‭ ‬لتاريخهم،‭ ‬ويستثمرون‭ ‬هناك‭ ‬الفرص‭ ‬بل‭ ‬أرباع‭ ‬الفرص‭ ‬والتجمعات‭ ‬الرياضية‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬حبهم‭ ‬وتقديرهم‭ ‬وتكريمهم‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬المتميزة‭.‬

كم‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬ننحو‭ ‬هذا‭ ‬المنحى،‭ ‬ونحذو‭ ‬حذوهم،‭ ‬ونلتفت‭ ‬إلى‭ ‬كفاءاتنا‭ ‬وخبراتنا‭ ‬الرياضية‭ ‬المعطلة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الألعاب،‭ ‬لننفض‭ ‬الغبار‭ ‬عنها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصدأ‭ ‬محركاتها،‭ ‬ونستثمر‭ ‬المناسبات‭ ‬الرياضية‭ ‬المحلية‭ ‬المهمة،‭ ‬والبطولات‭ ‬التي‭ ‬نستقبلها‭ ‬لنقدمهم‭ ‬للجماهير‭ ‬خاصة‭ ‬الناشئة‭ ‬منها‭ ‬كي‭ ‬تتعرف‭ ‬عليهم،‭ ‬وتقتدي‭ ‬بهم،‭ ‬فمثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬يعدون‭ ‬ثروة‭ ‬واستثمارا‭ ‬وطنيا،‭ ‬يتطلب‭ ‬الالتفات‭ ‬إليهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يذهبون‭ ‬وتذهب‭ ‬خبراتهم‭ ‬سدى‭ ‬وهدرا‭ ‬مع‭ ‬الريح‭.‬

أما‭ ‬أن‭ ‬نركنهم‭ ‬على‭ ‬الرف‭ ‬ليتراكم‭ ‬عليهم‭ ‬الغبار‭ ‬حتى‭ ‬ينسوا‭ ‬ويتناسوا،‭ ‬وتتآكل‭ ‬كل‭ ‬طموحاتهم،‭ ‬ونتعامل‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬‮«‬شاهد‭ ‬ما‭ ‬شافش‭ ‬حاجة‮»‬‭ ‬لأسباب‭ ‬ومبررات‭ ‬واهية‭ ‬لا‭ ‬يقبلها‭ ‬المنطق‭ ‬العقلائي،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الطواف‭ ‬الرياضة‭ ‬الوطنية‭ ‬وحدها‭ ‬ستدفع‭ ‬ثمن‭ ‬هذا‭ ‬التجاهل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا