عالم يتغير
فوزية رشيد
الكيان الصهيوني والإرهاب التكنولوجي ودولة غير طبيعية!
{ ونحن نتابع تفجيرات «البيجرز» يوم الثلاثاء الماضي، ثم الموجة الثانية من التفجيرات في لبنان في اليوم التالي والتي طالت أجهزة اتصالات أخرى، كالهواتف والتوكي ووكي وغيرها من أجهزة الاتصالات! ندرك حجم الانفلات في ارتكاب جرائم الحرب لدى العدو الصهيوني، حين يُحوّل حتى أجهزة الاتصالات، سواء باختراقها من المصنع في «المجر» المتصل بشركة في «تايوان» أو عبر عملية تقنية معقدة تعتمد على استغلال التكنولوجيا وأجهزة الاتصالات سواء اللاسلكية أو المرتبطة بالإنترنت وهي الأسهل في الاستغلال، للقيام بأعمال قتل عن بُعد كما نسبها البعض إلى «حروب المستقبل»! والنتيجة آلاف الجرح وعشرات القتلى الموضوع في الموجتين يومي الثلاثاء والأربعاء وحتى كتابة هذا الموضوع وفي وقت متزامن، وهؤلاء ليسوا جميعاً من عناصر «الحزب»، الذي أريد استهدافه كما يقول مسؤولون في الكيان الصهيوني، وإنما من المدينين سواء في سوق الخضار أو في الشارع، وحيث انفجار أجهزة الاتصال تصيب أيضاً من يتواجد بالقرب من حاملها باب في موجة الأربعاء 18/9 كانت الانفجارات بتداعيات أكبر، حيث اشتعلت النيران في بيوت وفي سيارات وفي محلات تجارية، وطالت مناطق مختلفة من لبنان إلى جانب «الضاحية الجنوبية»! وكانت الانفجارات متزامنة لمن حمل أجهزة الاتصال في مناطق مختلفة، وطالت حاملين لها في الموصل - العراق! وحيث في موجة البيجر الأولى طالت من كان يحملها في سوريا وفي الوقت ذاته مع تفجيرات لبنان!
{ هو حدث غير مسبوق بل وصادم لكل من يحمل أجهزة الاتصالات الحديثة في العالم، وليس مجرد حدث أمني أو هجوم سيبراني على عناصر «حزب الضاحية الجنوبية» أو عناصر تابعة لإيران! والخطير في الأمر هو «التقنية الغامضة» والعالمية التي تم استخدامها لتفجير نظام البيجرز -pagers المحمول باليد! وهو النظام اللاسلكي التقليدي غير المعتمد على الإنترنت! فما بالنا بالأجهزة الحديثة الذكية القائمة كلها على التقنيات التكنولوجية الذكية، والقابلة منذ زمن لتحويلها إلى أدوات قتل فردية أو جماعية؟؟ ويمتلك تقنية استخدامها للقتل استخبارات الكيان الصهيوني المتطور في استخدامات التكنولوجيا، ومعها استخبارات دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من دول الغرب المتحالفة مع الكيان الصهيوني! وقد تم توظيفها مرارا لذلك!
{ إنه (الإرهاب التكنولوجي) باعتباره أحد أدوات حروب المستقبل الأكثر خطورة! حيث يتم استخدام الترددات أو الموجات الصادرة من أجهزة الاتصال اللاسلكية والأخرى الذكية عبر الإنترنت وعبر الأقمار الصناعية والطائرات الذكية، للقيام بهجمات قاتلة ضد دول أو أفراد أو مجموعات! من دون الدخول في حروب تقليدية، ليتم القضاء على من يتم استهدافهم بالعشرات او المئات أو الآلاف أو أكثر! وهذا ما تم تدشينة في هجمة لبنان السيبرانية!
ولدى الكيان الصهيوني نظام التجسس المعروف بـ(بيخاسوس) الذي يعتمد على التقنيات التكنولوجية العالمية في الاستهداف! منها محاولات لاستهداف الفلسطينيين بحسب فصيلة الدم! أي انها (تكنولوجيا عنصرية) تستخدمها دولة الكيان الصهيوني، للمزيد من القتل ضد العرب! وهذا في ذاته أكبر جريمة حرب ضد الإنسانية، حين يتم تحويل التكنولوجيا المتطورة الى أداة قتل «عن بُعد» للبشر ومهما كانت المبررات الإجرامية لذلك!
{ د. «حاييم بريشت» وهو يهودي وأستاذ في معهد الدراسات «الشرقية والإفريقية» وفي لقاء مع «سلام مسافر» في برنامج «قصارى القول» الأسبوع الماضي قال في نهاية اللقاء ما يوجز حقيقة هذا الكيان الصهيوني قال: «إسرائيل دولة غير طبيعية، فكيف بالإمكان إنشاء علاقات طبيعية معها»؟! وكان قد قال أيضا بما معناه «هي دولة إبادة وقتل وجرائم حرب وعنصرية، واحتلال استيطاني غير معني بعدد من يقتلهم ويبيدهم وحلمه توسعي»! هذه الحقيقة التي يُقرّ بها حتى يهود منصفون، بأنها (دولة غير طبيعية)، هي التي تجعل هذا الكيان بدعم غربي مطلق ومشارك في كل جرائم الحرب التي يقوم بها، أن يدوس على القانون الدولي، وعلى القيم والمبادئ الدولية والانسانية والأخلاقية، وأن يمارس أقصى أشكال الشرور والهمجية والعنصرية، وأن يتفوق على النازية والفاشية، وأن يقوم بكل ما هو غير مسبوق في تاريخ البشرية، منه قتل البشر بالتكنولوجيا وتقنياتها التجسسية المتطورة، من دون حساب أو عقاب!
{ بسبب وجود هذا الكيان غير الطبيعي، فإن الأمن العالمي كله في خطر وليس فقط أمن المنطقة العربية! لأن أجهزة «البيجزر» التي تم تفجيرها جاءت بماركة تايوانية وتمّ تصنيعها في المجر! وهذا يعني أن هذا الكيان يوظف دولاً في العالم لتفخيخ ما يريد تفخيخه من هواتف وأجهزة اتصال، ليكون قادراً على تفجيرها لاحقاً! واستخدامها في هجومه الأمني والسيبراني على دول أخرى يتم تصدير تلك الأجهزة إليها! والسؤال هل اختراقه المعقد والمدعوم باستخبارات دول أخرى، يقتصر على «البيجرز» وغيره فقط (أم أن اختراقه يحمل صفة دولية أو عالمية)؟! أليست حروب المستقبل التي يقودها الكيان ومعه يقودها الغرب بقيادة أمريكا تقوم على هذا الاستخدام التكنولوجي وتقنياته التجسسية المتطورة في حروب المستقبل؟! نحن إذًا مع ما حدث في لبنان يومي 17 و18 سبتمبر الجاري أمام مرحلة جديدة من الحروب، ونقل حرب الإبادة من غزة والضفة إلى لبنان ثم إلى دول أخرى! وهو ما يحتاج إلى تكاتف دولي بقيادة عربية لنبذ هذا الكيان المجرم وغير الطبيعي، وما ينوي فعله في المنطقة والعالم كله! لقد آن الأوان ليدرك العالم كله خطورة هذا الكيان وينتفض ضدّه!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك