العدد : ١٦٩٨٠ - الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٠ - الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

ألوان

رحيل إلياس خوري أحد أبرز الأدباء المدافعين عن القضية الفلسطينية

الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

توفي‭ ‬الكاتب‭ ‬والناقد‭ ‬الأدبي‭ ‬والأكاديمي‭ ‬اللبناني‭ ‬الياس‭ ‬خوري‭ ‬أمس‭ ‬عن‭ ‬76‭ ‬عاما،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬طويلة‭ ‬قدم‭ ‬خلالها‭ ‬إنتاجات‭ ‬أدبية‭ ‬غزيرة‭ ‬حظيت‭ ‬بتقدير‭ ‬عالمي‭ ‬واسع‭ ‬وأصبح‭ ‬عبرها‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المفكرين‭ ‬المناصرين‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬

وأفاد‭ ‬مقربون‭ ‬من‭ ‬الاديب‭ ‬والصحفي‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬أيام‭ ‬حياته،‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بأن‭ ‬خوري‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬سنة‭ ‬1948،‭ ‬توفي‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬بعد‭ ‬معاناة‭ ‬جراء‭ ‬مشكلات‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬الأمعاء‭ ‬استدعت‭ ‬مكوثه‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬للمعالجة‭ ‬أشهرا‭ ‬طويلة‭. ‬

وبدأ‭ ‬إلياس‭ ‬خوري‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬عائلة‭ ‬مسيحية‭ ‬أرثوذكسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الأشرفية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالقراءة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وتأثر‭ ‬خصوصا‭ ‬بأعمال‭ ‬الروائي‭ ‬اللبناني‭ ‬جرجي‭ ‬زيدان‭ ‬وروايات‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬والروسي‭ ‬الكلاسيكي‭. ‬

وأظهر‭ ‬خوري‭ ‬منذ‭ ‬شبابه‭ ‬تأييدا‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وكان‭ ‬مؤيدا‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬مقر‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬قبل‭ ‬الغزو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للبنان‭ ‬عام‭ ‬1982‭. ‬

ويزخر‭ ‬رصيده‭ ‬الأدبي‭ ‬بأعمال‭ ‬كثيرة‭ ‬تناول‭ ‬فيها‭ ‬موضوعات‭ ‬متنوعة‭ ‬تشمل‭ ‬الذاكرة‭ ‬والحرب‭ ‬والمنفى،‭ ‬وقد‭ ‬تُرجمت‭ ‬إلى‭ ‬لغات‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنكليزية‭ ‬والألمانية‭ ‬والعبرية‭ ‬والإسبانية‭. ‬

ومن‭ ‬مؤلفاته‭ ‬‮«‬الوجوه‭ ‬البيضاء‮»‬‭ ‬و«رائحة‭ ‬الصابون‮»‬‭ ‬و«أبواب‭ ‬المدينة‮»‬‭ ‬و«مجمع‭ ‬الأسرار‮»‬‭ ‬و«رحلة‭ ‬غاندي‭ ‬الصغير‮»‬‭. ‬

لكن‭ ‬أشهر‭ ‬رواياته‭ ‬هي‭ ‬‮«‬باب‭ ‬الشمس‮»‬‭ ‬الصادرة‭ ‬سنة‭ ‬1998،‭ ‬وتتمحور‭ ‬حول‭ ‬نكبة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ورحيلهم‭ ‬القسري‭ ‬عن‭ ‬أراضيهم‭ ‬أثناء‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬وقد‭ ‬حُوّلت‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬إلى‭ ‬فيلم‭ ‬سينمائي‭ ‬بتوقيع‭ ‬المخرج‭ ‬المصري‭ ‬يسري‭ ‬نصرالله‭. ‬

حتى‭ ‬أن‭ ‬ناشطين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬شيدوا‭ ‬سنة‭ ‬2013‭ ‬مخيما‭ ‬سموه‭ ‬‮«‬قرية‭ ‬باب‭ ‬الشمس‮»‬‭ ‬على‭ ‬أراض‭ ‬خاصة‭ ‬تعود‭ ‬ملكيتها‭ ‬لفلسطينيين،‭ ‬وذلك‭ ‬احتجاجاً‭ ‬على‭ ‬توسع‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستوطنات‭ ‬وعمليات‭ ‬الإخلاء‭ ‬القسري‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭. ‬

وعمل‭ ‬الياس‭ ‬خوري‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬إذ‭ ‬درّس‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬واوروبية،‭ ‬وكان‭ ‬أستاذا‭ ‬زائرا‭ ‬للأدب‭ ‬العربي‭ ‬الحديث‭ ‬والأدب‭ ‬المقارن‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬نيويورك‭ ‬في‭ ‬2006‭. ‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تناولها‭ ‬في‭ ‬روايات‭ ‬عدة،‭ ‬تطرق‭ ‬خوري‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬اللبنانية‭ (‬1975‭ - ‬1990‭) ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعماله،‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬الجبل‭ ‬الصغير‮»‬‭ ‬في‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬

ونال‭ ‬خوري‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الطويلة‭ ‬جوائز‭ ‬عربية‭ ‬وعالمية‭ ‬عدة،‭ ‬بينها‭ ‬جائزة‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬العويس‭ ‬سنة‭ ‬2007‭. ‬كما‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬النقدية‭ ‬والمجموعات‭ ‬القصصية‭ ‬المتنوعة‭. ‬

وكان‭ ‬لخوري‭ ‬أيضا‭ ‬تجربة‭ ‬صحفية‭ ‬طويلة،‭ ‬إذ‭ ‬ترأس‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1975‭ ‬إلى‭ ‬1979‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬شؤون‭ ‬فلسطينية‮»‬‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مدير‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬الكرمل‭ ‬من‭ ‬1981‭ ‬إلى‭ ‬1982،‭ ‬ومدير‭ ‬تحرير‭ ‬القسم‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬السفير‭ ‬من‭ ‬1983‭ ‬إلى‭ ‬1990‭. ‬

واستمر‭ ‬خوري‭ ‬الذي‭ ‬ترأس‭ ‬أيضا‭ ‬تحرير‭ ‬الملحق‭ ‬الثقافي‭ ‬لجريدة‭ ‬النهار‭ ‬اللبنانية،‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬حتى‭ ‬الأسابيع‭ ‬الاخيرة‭ ‬من‭ ‬حياته،‭ ‬رغم‭ ‬دخوله‭ ‬المستشفى‭ ‬ومعاناته‭ ‬مع‭ ‬المرض‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا