عالم يتغير
فوزية رشيد
من فجرّ الأيديولوجيات المتطرفة والقاتلة في المنطقة؟!
{ ونحن في صدد الإشارة إلى حادث جسر الملك حسين أو معبر الكرامة أو معبر اللنبي، الذي قام به في عمل فردي الأردني «ماهر الجازي» جراء غضبه من مجازر الاحتلال في غزة والضفة! وفي عملية إطلاق نار، أودت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين من قوات أمن الجسر، كان من اللافت والمضحك في أن تعليق «رئيس الوزراء الصهيوني» بأن الكيان (يواجه ويخوض نضالاً ضدّ محور الشر الإيراني والأيديولوجيات المتطرفة القاتلة)!
هذا التصريح الذي لا يرى الكيان الصهيوني نفسه في مرآة الحقيقة، وأنه دون غيره متهم من كل شعوب المنطقة والعالم (بأنه رأس الشرّ العالمي وصاحب أكثر الأيديولوجيات المتطرفة القاتلة القائمة على الأساطير الملفقة)! يجد الكيان في لجة أكاذيبه وبناء على ذلك يجد نفسه عاجزًا أمام (حقيقة أن الشعب الفلسطيني هو الذي يخوض نضالاً ضدّ محور الشرّ الصهيوني المتمثل في الكيان والذي جعل من إيران بعبعًا وهميًا فيما هو وصهيونيته البعبع الحقيقي! والشعب الفلسطيني أيضًا يخوض النضال ضد الأيديولوجية المتطرفة القاتلة في «النظام الغربي الاستعماري الداعم له والمتبني بكل وحشية الكيان الاستعماري، والداعم لنظام الملالي!
{ من جانب آخر ما يلفت النظر أن الكيان الصهيوني يوعز إلى أن أي عمل مقاوم ضدّه خلفه إيران، رغم أنه يعرف أن إيران تستغل فقط الورقة الفلسطينية للمتاجرة! والسؤال إذا كان الكيان الصهيوني ليل نهار، يرى أن إيران تمثل تهديدًا للأمن العالمي بسبب دعمها لروسيا في حرب أوكرانيا!، فلماذا لا يتوجه الطرفان إلى رأس الأفعى ويقومان بقطعها؟!
لماذا يتم التنسيق في تبادل الضربات العسكرية المسرحية بين الكيان ووكلاء إيران في لبنان واليمن وبالمكشوف وعلى الملأ؟!
لماذا تتم المفاوضات الأمريكية الإيرانية الجارية من أجل تقاسم النفوذ والسيطرة على المنطقة العربية؟!
لماذا يتم الإفراج عن عشرات المليارات في ظل الاتفاقيات المتبادلة بين الطرفين الإيراني والأمريكي؟! لماذا لا يتم دعم الشعب الإيراني لإسقاط النظام قط؟!
ألا يشعر الكيان الصهيوني ونتنياهو ومعه الأب «الروحي الأمريكي، أن لعبة التحجج بإيران لضرب المقاومة الفلسطينية وضرب العرب باتت لعبة سخيفة ومضحكة ومكشوفة! وهذا يعني أن تبادل الأدوار بين الكيان وإيران في تجسيد الأيديولوجية المتطرفة، وحيث الضحية دائمًا هي الشعوب العربية أصبحت بدورها مهزلة لم تعد تنطلي على أحد!
{ بالمقابل لنسأل سؤالاً جوهريا قد يعود بنا إلى الوراء تاريخيًّا حول من الطرف الذي أجج وفجر (الأيديولوجيات المتطرفة) في المنطقة العربية؟! أليس هو الاستعمار الغربي منذ البداية، سواء عبر الحملات الصليبية المتلاحقة، أو عبر احتلال واستعمار دول عربية لاحقًا؟! أو عبر أجندة تقسيم المنطقة العربية «سايكس – بيكو» 1916؟! أو عبر زرع الكيان الصهيوني في فلسطين وسرقة وطن من شعبه؟! أو عبر صناعة الإرهاب المتمثل في «نظام الملالي» في إيران بعد تنحية الشاه؟! ثم صناعة الإرهاب المتمثل في «القاعدة وداعش» وغيرهما وباعترافات مسؤولين أمريكيين؟! ثم استمرار (الأيديولوجية المتطرفة لقاتلة) في تبني (نظرية الفوضى) واحتلال العراق وأجزاء من سوريا ونشر الفوضى في ليبيا وغيرها، والتنسيق مع (المقاومة الوهمية) اتي تديرها إيران في لبنان واليمن والعراق والسماح لها بالتمدد؟!
{ من إذًا الذي فجرّ «الأيديولوجيات القاتلة» وتبناها وصنعها، أو هيأ ظروف خروجها في (ارتدادات موضوعية) كردة فعل على الاحتلال وعلى «الاستعمار المقنع» وعلى الوحشية الأمريكية في عديد من الدول العربية، وانطلاق الانتفاضة مرتين في فلسطين المحتلة ثم عملية 7 أكتوبر، التي اتخذها العدو الصهيوني ذريعة لإطلاق حرب الإبادة على غزة لما يقارب العام كاملاً! ويتطلع الآن إلى الضفة وإلى توسيع الحدود على حساب الجغرافيا العربية، اتباعًا لأكبر عملية (تطرف أيديولوجي قاتل) في العالم، يعتدي على سيادة الدول وحقوق الشعوب في أراضيها، باسم أن الاحتلال للدول الأخرى هو «وعد إلهي»! هل من تطرف قاتل في الأيديولوجية أكثر من هذا؟!
{ حين يقول «نتنياهو» بعد عملية معبر الكرامة، حسب التسمية الفلسطينية للمعبر إن الكيان الصهيوني (محاط بأيديولوجية قاتلة) فإنه في الواقع ليس فقط يزيف الحقيقة ويقلب المعادلة، بل هو يحاول كعادته استغفال العقول و(رمتني بدائها وانسلت)! لأن الحقيقة أن المنطقة العربية هي المحاطة بالأيديولوجية القاتلة والمتطرفة المتمثلة بشكل تجسيدي منذ عقود في أيديولوجية الكيان الصهيوني، والأيديولوجية الصهيونية العالمية في أمريكا والغرب، بناء على أجندة استعمارية لا يزال أطرافها يتصرفون كمستعمرين وبرؤية استعمارية وبمخططات عدوانية ضد الدول العربية وجغرافيتها وشعوبها! وفي ذات الوقت إن المنطقة العربية محاطة بأيديولوجية إيران القاتلة والتوسعية ضد العرب وليس ضد الكيان الصهيوني!
{ وما الأيديولوجيتان المزروعتان والمتمثلتان في الكيان الصهيوني وفي «نظام الملالي»، إلا وجهين لذات العملة المتطرفة القاتلة! التي تسببت في كل الكوارث التي حلت بالوطن العربي!، سواء منذ زرع الكيان الصهيوني في فلسطين وأجندة التوسع، أو زرع «الملالي» في إيران وأجندة التوسع أيضًا! والحقيقة تقول إن الطرفين اللذين يتبادلان الاتهام، فيما هما يتبادلان التخادم والأدوار، هما الأيديولوجية القاتلة التي تتخادم ضد شعوب المنطقة وليس ضد بعضهما البعض! وشر البلية ما يضحك!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك