العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

من فجرّ الأيديولوجيات المتطرفة والقاتلة في المنطقة؟!

{‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬صدد‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬حادث‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬حسين‭ ‬أو‭ ‬معبر‭ ‬الكرامة‭ ‬أو‭ ‬معبر‭ ‬اللنبي،‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬فردي‭ ‬الأردني‭ ‬‮«‬ماهر‭ ‬الجازي‮»‬‭ ‬جراء‭ ‬غضبه‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭! ‬وفي‭ ‬عملية‭ ‬إطلاق‭ ‬نار،‭ ‬أودت‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬ثلاثة‭ ‬إسرائيليين‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬أمن‭ ‬الجسر،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬اللافت‭ ‬والمضحك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تعليق‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الكيان‭ (‬يواجه‭ ‬ويخوض‭ ‬نضالاً‭ ‬ضدّ‭ ‬محور‭ ‬الشر‭ ‬الإيراني‭ ‬والأيديولوجيات‭ ‬المتطرفة‭ ‬القاتلة‭)!‬

هذا‭ ‬التصريح‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مرآة‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وأنه‭ ‬دون‭ ‬غيره‭ ‬متهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ (‬بأنه‭ ‬رأس‭ ‬الشرّ‭ ‬العالمي‭ ‬وصاحب‭ ‬أكثر‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬المتطرفة‭ ‬القاتلة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الأساطير‭ ‬الملفقة‭)! ‬يجد‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬لجة‭ ‬أكاذيبه‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬عاجزًا‭ ‬أمام‭ (‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يخوض‭ ‬نضالاً‭ ‬ضدّ‭ ‬محور‭ ‬الشرّ‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬والذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬بعبعًا‭ ‬وهميًا‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬وصهيونيته‭ ‬البعبع‭ ‬الحقيقي‭! ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أيضًا‭ ‬يخوض‭ ‬النضال‭ ‬ضد‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬المتطرفة‭ ‬القاتلة‭ ‬في‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الغربي‭ ‬الاستعماري‭ ‬الداعم‭ ‬له‭ ‬والمتبني‭ ‬بكل‭ ‬وحشية‭ ‬الكيان‭ ‬الاستعماري،‭ ‬والداعم‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭!‬

{‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يوعز‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬مقاوم‭ ‬ضدّه‭ ‬خلفه‭ ‬إيران،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تستغل‭ ‬فقط‭ ‬الورقة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للمتاجرة‭! ‬والسؤال‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تمثل‭ ‬تهديدًا‭ ‬للأمن‭ ‬العالمي‭ ‬بسبب‭ ‬دعمها‭ ‬لروسيا‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭!‬،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يتوجه‭ ‬الطرفان‭ ‬إلى‭ ‬رأس‭ ‬الأفعى‭ ‬ويقومان‭ ‬بقطعها؟‭!‬

لماذا‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬الضربات‭ ‬العسكرية‭ ‬المسرحية‭ ‬بين‭ ‬الكيان‭ ‬ووكلاء‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬واليمن‭ ‬وبالمكشوف‭ ‬وعلى‭ ‬الملأ؟‭!‬

لماذا‭ ‬تتم‭ ‬المفاوضات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإيرانية‭ ‬الجارية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقاسم‭ ‬النفوذ‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية؟‭!‬

لماذا‭ ‬يتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬الإيراني‭ ‬والأمريكي؟‭! ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬لإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬قط؟‭!‬

ألا‭ ‬يشعر‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ونتنياهو‭ ‬ومعه‭ ‬الأب‭ ‬‮«‬الروحي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬أن‭ ‬لعبة‭ ‬التحجج‭ ‬بإيران‭ ‬لضرب‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وضرب‭ ‬العرب‭ ‬باتت‭ ‬لعبة‭ ‬سخيفة‭ ‬ومضحكة‭ ‬ومكشوفة‭! ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬بين‭ ‬الكيان‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وحيث‭ ‬الضحية‭ ‬دائمًا‭ ‬هي‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬أصبحت‭ ‬بدورها‭ ‬مهزلة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬أحد‭!‬

{‭ ‬بالمقابل‭ ‬لنسأل‭ ‬سؤالاً‭ ‬جوهريا‭ ‬قد‭ ‬يعود‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬تاريخيًّا‭ ‬حول‭ ‬من‭ ‬الطرف‭ ‬الذي‭ ‬أجج‭ ‬وفجر‭ (‬الأيديولوجيات‭ ‬المتطرفة‭) ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية؟‭! ‬أليس‭ ‬هو‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬الحملات‭ ‬الصليبية‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬احتلال‭ ‬واستعمار‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬لاحقًا؟‭! ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬أجندة‭ ‬تقسيم‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬سايكس‭ ‬‭ ‬بيكو‮»‬‭ ‬1916؟‭! ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬زرع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وسرقة‭ ‬وطن‭ ‬من‭ ‬شعبه؟‭! ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬صناعة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬تنحية‭ ‬الشاه؟‭! ‬ثم‭ ‬صناعة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬القاعدة‭ ‬وداعش‮»‬‭ ‬وغيرهما‭ ‬وباعترافات‭ ‬مسؤولين‭ ‬أمريكيين؟‭! ‬ثم‭ ‬استمرار‭ (‬الأيديولوجية‭ ‬المتطرفة‭ ‬لقاتلة‭) ‬في‭ ‬تبني‭ (‬نظرية‭ ‬الفوضى‭) ‬واحتلال‭ ‬العراق‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وغيرها،‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ (‬المقاومة‭ ‬الوهمية‭) ‬اتي‭ ‬تديرها‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق‭ ‬والسماح‭ ‬لها‭ ‬بالتمدد؟‭!‬

{‭ ‬من‭ ‬إذًا‭ ‬الذي‭ ‬فجرّ‭ ‬‮«‬الأيديولوجيات‭ ‬القاتلة‮»‬‭ ‬وتبناها‭ ‬وصنعها،‭ ‬أو‭ ‬هيأ‭ ‬ظروف‭ ‬خروجها‭ ‬في‭ (‬ارتدادات‭ ‬موضوعية‭) ‬كردة‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬الاحتلال‭ ‬وعلى‭ ‬‮«‬الاستعمار‭ ‬المقنع‮»‬‭ ‬وعلى‭ ‬الوحشية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وانطلاق‭ ‬الانتفاضة‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬ثم‭ ‬عملية‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬ذريعة‭ ‬لإطلاق‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬لما‭ ‬يقارب‭ ‬العام‭ ‬كاملاً‭! ‬ويتطلع‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬وإلى‭ ‬توسيع‭ ‬الحدود‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجغرافيا‭ ‬العربية،‭ ‬اتباعًا‭ ‬لأكبر‭ ‬عملية‭ (‬تطرف‭ ‬أيديولوجي‭ ‬قاتل‭) ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يعتدي‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬أراضيها،‭ ‬باسم‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭ ‬هو‭ ‬‮«‬وعد‭ ‬إلهي‮»‬‭! ‬هل‭ ‬من‭ ‬تطرف‭ ‬قاتل‭ ‬في‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا؟‭!‬

{‭ ‬حين‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬معبر‭ ‬الكرامة،‭ ‬حسب‭ ‬التسمية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للمعبر‭ ‬إن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ (‬محاط‭ ‬بأيديولوجية‭ ‬قاتلة‭) ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬يزيف‭ ‬الحقيقة‭ ‬ويقلب‭ ‬المعادلة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬يحاول‭ ‬كعادته‭ ‬استغفال‭ ‬العقول‭ ‬و‭(‬رمتني‭ ‬بدائها‭ ‬وانسلت‭)! ‬لأن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬المحاطة‭ ‬بالأيديولوجية‭ ‬القاتلة‭ ‬والمتطرفة‭ ‬المتمثلة‭ ‬بشكل‭ ‬تجسيدي‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬أيديولوجية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬والأيديولوجية‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬استعمارية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أطرافها‭ ‬يتصرفون‭ ‬كمستعمرين‭ ‬وبرؤية‭ ‬استعمارية‭ ‬وبمخططات‭ ‬عدوانية‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وجغرافيتها‭ ‬وشعوبها‭! ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬إن‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬محاطة‭ ‬بأيديولوجية‭ ‬إيران‭ ‬القاتلة‭ ‬والتوسعية‭ ‬ضد‭ ‬العرب‭ ‬وليس‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭!‬

{‭ ‬وما‭ ‬الأيديولوجيتان‭ ‬المزروعتان‭ ‬والمتمثلتان‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وفي‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬وجهين‭ ‬لذات‭ ‬العملة‭ ‬المتطرفة‭ ‬القاتلة‭! ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بالوطن‭ ‬العربي‭!‬،‭ ‬سواء‭ ‬منذ‭ ‬زرع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وأجندة‭ ‬التوسع،‭ ‬أو‭ ‬زرع‭ ‬‮«‬الملالي‮»‬‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وأجندة‭ ‬التوسع‭ ‬أيضًا‭! ‬والحقيقة‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الطرفين‭ ‬اللذين‭ ‬يتبادلان‭ ‬الاتهام،‭ ‬فيما‭ ‬هما‭ ‬يتبادلان‭ ‬التخادم‭ ‬والأدوار،‭ ‬هما‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬القاتلة‭ ‬التي‭ ‬تتخادم‭ ‬ضد‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬ضد‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭! ‬وشر‭ ‬البلية‭ ‬ما‭ ‬يضحك‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا