الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«ممكن جوالي».. حكاية قرار وتجاوب
القوانين والقرارات، واللوائح والاشتراطات، يتم وضعها من أجل تنظيم العمل، وتسهيل الخدمات، وتسريع الإنجازات.. وأي قرار أو شرط، يثبت عدم جدواه وصوابه، أو يتسبب في عرقلة المشروع، أو تأخير تلبية الاحتياجات، يمكن تغييره وتبديله، وحتى إلغاؤه وشطبه.
تصبح عملية التصحيح والتطوير هنا، أكثر أثرا وتفاعلا، حينما تكون سريعة، وتستجيب لآراء المواطنين وملاحظاتهم، الأمر الذي يعزز من حقيقة وواقعية المشاركة في صنع القرار الوطني، وكيف أن المواطن ومؤسسات الدولة شركاء في التخطيط والإعداد.. في العمل والقرار.. في الإنجاز والنتائج.
رؤية جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة وتوجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، دائما ما تؤكد أهمية الشراكة الشعبية والمجتمعية في تحقيق الإنجازات، وفقا لمنهجية وروح «فريق البحرين».
في الشهر الماضي وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار بتعديل الاشتراطات التنظيمية للتعمير في مناطق المشروعات الإسكانية.. وسعادة وزير الإسكان والتخطيط العمراني، باشرت في تنفيذ القرار، ووضع الاشتراطات التنظيمية والدليل المنظم لها، وأكدت أن ذلك يأتي استجابة للتنسيق المشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبعد دراسة حالات عديدة وردت للوزارة ومقترحات المواطنين من خلال النظام الوطني للمقترحات والشكاوى «تواصل»، وكذلك مكاتب أصحاب السعادة النواب والمجالس البلدية.
أي إن تعديل أي قرار، وفي دولة القانون والمؤسسات، له قنواته الدستورية، ومنصاته الإعلامية، والاهتمام الرسمي بما يعبر عنه المواطن من آراء ومقترحات إيجابية تصب في صالح عملية التطوير، ومضاعفة العمل، وتسريع الإنجاز، والغاية هي خدمة الوطن والمواطنين.
ومنذ أيام انتشرت في المواقع الإعلامية والحسابات الإلكترونية عبارة «ممكن جوالي».. التي أعلنتها الأميرة هيفاء آل سعود نائب وزير السياحة السعودي، وألغت شرط «سلامة الحواس الخمس» للمرشدين السياحيين، بعد ملاحظة من طالب جامعي من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ففي لقاء نائب وزير السياحة السعودي مع طلبة كلية السياحة بإحدى الجامعات هناك، تحدث طالب جامعي عن شرط تمييزي من شروط الحصول على ترخيص مرشد سياحي بحق ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو شرط سلامة الحواس الخمس للمرشد السياحي، فما كان من نائب وزير السياحة إلا وأن قالت أعطوني هاتفي «ممكن جوالي»، وقامت بإلغاء القرار الذي يشترط أن يكون المرشد السياحي «كامل الحواس»، قائلة إن هناك أشخاصا من ذوي الاحتياجات الخاصة «ميزنا ضدهم بهذا الشرط»، ليتم إلغاؤه مباشرة أمام الحضور.. استجابة لملاحظة الطالب الجامعي، وتأكيدا لحرص الدولة على تعديل أي قرار قد يتسبب في عرقلة الأمور، ويمنع حق أي مواطن من فرصة العمل، وترسيخ لقيم العدالة والمساواة بين الجميع.
قرار «ممكن جوالي» لاقى استحسان وإعجاب وتفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، كما تم نشره في المواقع الإعلامية سي إن إن، بي بي سي.. والعديد من الوسائل الإعلامية الدولية، فضلا عن الإعلام العربي والخليجي.
قرار «ممكن جوالي».. حكاية نتمنى أن نراها في العالم العربي ومجلس التعاون الخليجي، لأنه يسهم في تطوير العمل، ويقضي على البيروقراطية واللجان وآلية اتخاذ القرار وغيرها من إجراءات، آن لها أن تتطور.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك