عالم يتغير
فوزية رشيد
صحيفة «هآرتس»: نتنياهو يريدها حربا عالمية!
{ قبل فترة وفي خضم المفاوضات لإنهاء حرب غزة وفي ظل تصاعد سلوكيات اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني صرحت صحيفة «هآرتس» بأن نتنياهو يحرض على حرب يأجوج ومأجوج! فيما هو مستمر فيما وصفته بالمفاوضات الوهمية التي ورغم وساطة مصر وقطر والولايات المتحدة فإنه يواصل كل مرة طرح شروط جديدة لعرقلة الاتفاقات وأنه في العلن يعلن استعداده للتفاوض بشكل مرن فيما في الخفاء يعطي أوامر بتخريب كل المفاوضات وأن ذلك على حساب الأسرى! واتهمته الصحيفة أنه منساق وراء تهديدات اليمين المتطرف برفع الدعم عنه وإسقاط حكومته في حال قبِل أي اتفاقية تنهي الحرب مما يعني رغبة الاستمرار في الحرب لإشعال الحرب العالمية الثالثة!
{ كما أنها صرحت الصحيفة نفسها في مقال منفصل بعنوان (نتنياهو يريدها حربا عالمية) كتبه الكاتب الإسرائيلي (لروغيل ألفر) أن نتنياهو يشكل تهديدا للأمن العالمي مستشهدا بخطاب نتنياهو أمام الكونجرس حينما قال إنه ينظر إلى إسرائيل باعتبارها في طليعة الدول في الحرب التي يشنها الغرب ضد الإسلام المتطرف العالمي! أو كما عبر في الكونجرس أيضا عن ذلك الصدام بين البربرية والحضارة! وأشار الكاتب الصهيوني إلى أن نتنياهو أوضح للأمريكيين أنه يحميهم وأنه يخوض حربهم نيابة عنهم وأن على الولايات المتحدة أن تشكر له جهوده وليس العكس، وأن المساعدات الضخمة التي يتلقاها الكيان الصهيوني تخدم مصلحة أمريكية وجودية! وكلما زادت تلك المساعدات كان ذلك أفضل لخدمة المصلحة الأمريكية! والمصلحة الأمريكية بحسب نتنياهو يضيف الكاتب أنها الحرب العالمية! ويرى الكاتب أن نتنياهو يعتبر نفسه زعيما ولاعبا مهما في العالم الحر! وأنه يشبه زعماء الإمبراطوريات العالمية ويتصرف على هذا الأساس!
{ هذه الرؤية المستمدة من الأساطير التوراتية هي ذاتها التي يتصرف بها للوصول إلى غاية التوسع والإمبراطورية الصهيونية حتى لو أدت إلى نهاية العالم كما أشرنا سابقا، وفي هذا تذكرنا صحيفة «هآرتس» وكاتبها «لروغيل ألفر» بأن الأسوأ هو القادم على يد رئيس الوزراء الصهيوني! الذي لا يفكر أبدا في السلام وإنما في إشعال حرب موسعة تقوم فيه الولايات المتحدة بدورها المطلوب! وهذا ما تتلاقى فيه معه الصهيونية العالمية التي تريد جعل المنطقة العربية أو الشرق الأوسط بحسب تعبيرهم ساحة لبداية تلك الحرب! وهي الصهيونية التي تحكم قادة أمريكا والكيان والغرب!
{ نتنياهو الذي يعتبر نفسه المختار الذي سينفذ الأساطير المريضة حول توسع كيانه والمنتصر على البرابرة الذين هم العرب بشكل عام بحسب رؤيته! دون أن يعبأ بأي منطق أو سياسة أو رأي عام عالمي حول همجية حكومته وبربريتها في حرب الإبادة القائمة! يطرح نفسه من جانب آخر باعتباره حرْبة أمريكية في المنطقة العربية، وينفذ مصالحها الاستعمارية! وهو حامي الولايات المتحدة وتلك المصالح!
أعضاء في اليمين المتطرف يرونه بصيغة أخرى فهو «حمار المسيح» الذي يجب أن يركبوه للوصول إلى كرسي الحكم! ولذلك هم يستغلونه لتحقيق أهدافهم المريضة التي تسعى إلى إقامة دولة يهودية دون وجود أي مكوّن فلسطيني فيها وهدم المسجد الأقصى والتسيُّد على العالم! ومن أجل ذلك فإن كل التضحيات من جنود وأسرى هي لخدمة هذا الهدف، وعليه فلابد من استمرار الحرب وتوسعتها حتى تحقيق الوهم التوراتي الزائف وعلى الولايات المتحدة دعم هذا الوهم!
{ الأمن العالمي مهدد بكل هؤلاء المجانين الذين أسقطوا البشرية في تداعيات أوهامهم وفي وحل الخرافات الصهيونية وحيث ترامب إذا ما فاز يهيئ العالم منذ الآن بمشروعه التوسعي للكيان وتمزيق الدول العربية! مما يعني إشعال حرب إقليمية كبرى تكون مقدمة لحرب عالمية مع احتمالية التدخل الصيني والروسي!
{ وحين تتحرك دول استعمارية كبرى في فرض أجندتها الاستعمارية عبر المعتقدات الخرافية وبواسطة فتيل الكيان الصهيوني وتوسعته جغرافيا فإن الأمن العالمي بالفعل في خطر والبشرية في خطر هؤلاء المجانين، وليس فقط المنطقة العربية وحدها التي هي شريان مهم في الاقتصاد العالمي وفي الطاقة وفي الموقع الاستراتيجي! والذي كما يتضح من خرائط نتنياهو وتصريحات ترامب أصبح هدفا للجنون الصهيوني في الولايات المتحدة وفي الكيان الصهيوني! أما المفاوضات الوهمية فهم أساتذتها بكل امتياز!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك