العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

صحيفة «هآرتس»: نتنياهو يريدها حربا عالمية!

{‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬المفاوضات‭ ‬لإنهاء‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬سلوكيات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬صرحت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يحرض‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬يأجوج‭ ‬ومأجوج‭! ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬مستمر‭ ‬فيما‭ ‬وصفته‭ ‬بالمفاوضات‭ ‬الوهمية‭ ‬التي‭ ‬ورغم‭ ‬وساطة‭ ‬مصر‭ ‬وقطر‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فإنه‭ ‬يواصل‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬طرح‭ ‬شروط‭ ‬جديدة‭ ‬لعرقلة‭ ‬الاتفاقات‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬العلن‭ ‬يعلن‭ ‬استعداده‭ ‬للتفاوض‭ ‬بشكل‭ ‬مرن‭ ‬فيما‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬يعطي‭ ‬أوامر‭ ‬بتخريب‭ ‬كل‭ ‬المفاوضات‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأسرى‭! ‬واتهمته‭ ‬الصحيفة‭ ‬أنه‭ ‬منساق‭ ‬وراء‭ ‬تهديدات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬برفع‭ ‬الدعم‭ ‬عنه‭ ‬وإسقاط‭ ‬حكومته‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قبِل‭ ‬أي‭ ‬اتفاقية‭ ‬تنهي‭ ‬الحرب‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬رغبة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬لإشعال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثالثة‭!‬

{‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬صرحت‭ ‬الصحيفة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬منفصل‭ ‬بعنوان‭ (‬نتنياهو‭ ‬يريدها‭ ‬حربا‭ ‬عالمية‭) ‬كتبه‭ ‬الكاتب‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬لروغيل‭ ‬ألفر‭) ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للأمن‭ ‬العالمي‭ ‬مستشهدا‭ ‬بخطاب‭ ‬نتنياهو‭ ‬أمام‭ ‬الكونجرس‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬باعتبارها‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬الغرب‭ ‬ضد‭ ‬الإسلام‭ ‬المتطرف‭ ‬العالمي‭! ‬أو‭ ‬كما‭ ‬عبر‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الصدام‭ ‬بين‭ ‬البربرية‭ ‬والحضارة‭! ‬وأشار‭ ‬الكاتب‭ ‬الصهيوني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬أوضح‭ ‬للأمريكيين‭ ‬أنه‭ ‬يحميهم‭ ‬وأنه‭ ‬يخوض‭ ‬حربهم‭ ‬نيابة‭ ‬عنهم‭ ‬وأن‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تشكر‭ ‬له‭ ‬جهوده‭ ‬وليس‭ ‬العكس،‭ ‬وأن‭ ‬المساعدات‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬يتلقاها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬تخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬أمريكية‭ ‬وجودية‭! ‬وكلما‭ ‬زادت‭ ‬تلك‭ ‬المساعدات‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬أفضل‭ ‬لخدمة‭ ‬المصلحة‭ ‬الأمريكية‭! ‬والمصلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بحسب‭ ‬نتنياهو‭ ‬يضيف‭ ‬الكاتب‭ ‬أنها‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭! ‬ويرى‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬زعيما‭ ‬ولاعبا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الحر‭! ‬وأنه‭ ‬يشبه‭ ‬زعماء‭ ‬الإمبراطوريات‭ ‬العالمية‭ ‬ويتصرف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭!‬

{‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬الأساطير‭ ‬التوراتية‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬يتصرف‭ ‬بها‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬التوسع‭ ‬والإمبراطورية‭ ‬الصهيونية‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬سابقا،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬تذكرنا‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭ ‬وكاتبها‭ ‬‮«‬لروغيل‭ ‬ألفر‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الأسوأ‭ ‬هو‭ ‬القادم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الصهيوني‭! ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفكر‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬إشعال‭ ‬حرب‭ ‬موسعة‭ ‬تقوم‭ ‬فيه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بدورها‭ ‬المطلوب‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تتلاقى‭ ‬فيه‭ ‬معه‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬جعل‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بحسب‭ ‬تعبيرهم‭ ‬ساحة‭ ‬لبداية‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭! ‬وهي‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬قادة‭ ‬أمريكا‭ ‬والكيان‭ ‬والغرب‭! ‬

{‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬المختار‭ ‬الذي‭ ‬سينفذ‭ ‬الأساطير‭ ‬المريضة‭ ‬حول‭ ‬توسع‭ ‬كيانه‭ ‬والمنتصر‭ ‬على‭ ‬البرابرة‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬العرب‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بحسب‭ ‬رؤيته‭! ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعبأ‭ ‬بأي‭ ‬منطق‭ ‬أو‭ ‬سياسة‭ ‬أو‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬عالمي‭ ‬حول‭ ‬همجية‭ ‬حكومته‭ ‬وبربريتها‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬القائمة‭! ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬باعتباره‭ ‬حرْبة‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وينفذ‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستعمارية‭! ‬وهو‭ ‬حامي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وتلك‭ ‬المصالح‭!‬

أعضاء‭ ‬في‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬يرونه‭ ‬بصيغة‭ ‬أخرى‭ ‬فهو‭ ‬‮«‬حمار‭ ‬المسيح‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يركبوه‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬كرسي‭ ‬الحكم‭! ‬ولذلك‭ ‬هم‭ ‬يستغلونه‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬المريضة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬يهودية‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مكوّن‭ ‬فلسطيني‭ ‬فيها‭ ‬وهدم‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬والتسيُّد‭ ‬على‭ ‬العالم‭! ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬التضحيات‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬وأسرى‭ ‬هي‭ ‬لخدمة‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬وعليه‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬وتوسعتها‭ ‬حتى‭ ‬تحقيق‭ ‬الوهم‭ ‬التوراتي‭ ‬الزائف‭ ‬وعلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬الوهم‭!‬

{‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬مهدد‭ ‬بكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المجانين‭ ‬الذين‭ ‬أسقطوا‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬تداعيات‭ ‬أوهامهم‭ ‬وفي‭ ‬وحل‭ ‬الخرافات‭ ‬الصهيونية‭ ‬وحيث‭ ‬ترامب‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فاز‭ ‬يهيئ‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬الآن‭ ‬بمشروعه‭ ‬التوسعي‭ ‬للكيان‭ ‬وتمزيق‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭! ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬إشعال‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬كبرى‭ ‬تكون‭ ‬مقدمة‭ ‬لحرب‭ ‬عالمية‭ ‬مع‭ ‬احتمالية‭ ‬التدخل‭ ‬الصيني‭ ‬والروسي‭!‬

{‭ ‬وحين‭ ‬تتحرك‭ ‬دول‭ ‬استعمارية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬أجندتها‭ ‬الاستعمارية‭ ‬عبر‭ ‬المعتقدات‭ ‬الخرافية‭ ‬وبواسطة‭ ‬فتيل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وتوسعته‭ ‬جغرافيا‭ ‬فإن‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬والبشرية‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬هؤلاء‭ ‬المجانين،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬شريان‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وفي‭ ‬الطاقة‭ ‬وفي‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭! ‬والذي‭ ‬كما‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬خرائط‭ ‬نتنياهو‭ ‬وتصريحات‭ ‬ترامب‭ ‬أصبح‭ ‬هدفا‭ ‬للجنون‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفي‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬أما‭ ‬المفاوضات‭ ‬الوهمية‭ ‬فهم‭ ‬أساتذتها‭ ‬بكل‭ ‬امتياز‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا