عالم يتغير
فوزية رشيد
الخروج من السيرك الإيراني!
{ في الوقت الذي انشغل فيه الإعلام العالمي والعربي بما سيحدث من رد إيراني «مؤكد» بعد حادثة اغتيال إسماعيل هنية، فإن الرد والرد على الرد ما بين حزب إيران اللبناني والكيان أثبت ألا ردّ! وأن إيران وأتباعها ووكلاءها ملتزمون بالمعادلة الأمريكية/الإيرانية، حيث لا تجاوز ولا تسبب بضرر حقيقي للكيان الصهيوني! وأن «خُنّ الدجاج» الذي أصيب بأحد الصواريخ من الحزب الإيراني في لبنان، أنهى المعركة التي لم تبدأ، وانتهت في مرحلتها الأولى دون إلحاقها بمرحلة ثانية، كما وعد أمين عام الحزب؛ ولا أحد عرف بعد ذلك مفاعيل الـ(320 صاروخا) التي تم إطلاقها على الكيان الصهيوني! لتثبت إيران ووكلاؤها أن المقاومة ووحدة الساحات مجرد خدعة وأنها زائفة، بعد مرور ما يقارب العام، الذي يتم استكماله مع نهاية هذا الشهر! وهي المعادلة التي جعلت الكيان الصهيوني يوسع حربه من إبادة غزة إلى فتح جبهة في الضفة الغربية! ولا المفاوضات نجحت، ولا الهدنة الحقيقية تحققت! وهكذا يخرج الوعي التابع لإيران من السيرك الإيراني تائها، فيما هو لا يزال يبحث عن كمادات ثلجية لمعالجة الحمى التي شبت في رأس أصحابه بحثا عن مبررات!
{ الأدهى من ذلك والذي يكشف الأمر على حقيقته دون مواربة إيرانية هذه المرة هي تلك التغريدة التي أطلقها «خامنئي» المرشد الأعلى الإيراني قبل أيام وهو يقول بالنص: (إني سِلمٌ من سالمكم وحرب من حاربكم إلى يوم القيامة. المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية مستمرة ولا نهاية لها)! هكذا تم استبدال شعار المعركة المدعاة ضد الكيان الصهيوني بحقيقة المعركة أنها بين إيران والموالين لها وبين أهل السُنة! وحيث بعد مرور 1400 عام ولا وجود منذ البداية لجبهة حسينية وجبهة يزيدية، لأن الحسين نفسه من أهل السنة، اتضح للمرة المليون أن المتاجرة بالطائفية بدورها كانت من مستوجبات اللعب السياسي في السيرك الإيراني، لتحقيق الأطماع والتوسع واحتلال دول عربية وأن فلسطين مجرد شعارات! فما الذي دعا المرشد الأعلى لإطلاق مثل هذه التغريدة التي تؤجج الفتنة بين المسلمين، في الوقت الذي كان الصراخ قائماً على حتمية الرد على الكيان الصهيوني، لاغتيال إسماعيل هنية؟! لماذا كشف «خامنئي» حقيقة النوايا الإيرانية؟!
{ هكذا وبدون لبس كشف «خامنئي»، عن حقيقة عدائه لكل المسلمين غير الموالين لنهجه المتطرف والطائفي باعتبارهم «يزيديين» والمعركة مستمرة معهم حتى يوم القيامة! وبذلك وضح بدون لبس أيضا أن العدو الصهيوني ليس هو عدوه الحقيقي لكي يخوض المعركة ضده! وكأنه يقول «لا تنتظروا حربا بين إيران وبين الكيان!» يقول ذلك لمن انخدع بشعاراته من الأتباع! وبذلك يتضح لماذا تعتبر القضية الفلسطينية مجرد ورقة للتجارة في يد إيران، ومن يعتقد غير ذلك فليرجع إلى تغريدة المرشد الأعلى، فهي لا تحتاج إلى توضيح أكثر! وهي تغريدة على العلن!
{ ومع خروج إيران من شعارات المقاومة الزائفة، التي صدّعت الرؤوس بها، يتضح أن الخروج من السيرك الإيراني، هذا يوضح أن المعركة الحقيقية بكل أبعادها الفلسطينية والعربية هي في فلسطين، التي كشفت الغطاء عن كل شيء في العالم، ورفعت الستار عن آليات الشعارات الإيرانية، التي تتبجح بفورة صراخها وضجيجها التي لا تنتهي ضد الكيان وأمريكا، وأنها مجرد شعارات للمتاجرة كما يعرف الجميع باستثناء الأتباع، وأن فلسطين تواجه أعتى القوى الاستعمارية ومركزها الكيان الصهيوني وحيدة دون سند من محور المقاومة التي تدعي نصرة فلسطين، إلا من خردة أسلحة ترميها لـ«حماس» لذر الرماد في العيون، فيما صواريخها ومسيراتها هي للحوثي ضد السعودية والخليج! وهي للحزب الإيراني في لبنان، لقتل السُنة في سوريا! وهي للحشد الشيعي لقتل العراقيين، بحسب الهوية الطائفية! أما الاستخدامات ضد الكيان الصهيوني فهي لمجرد الفرقعة الإعلامية والمتاجرة، ولا ضرر ولا ضرار!
{ في الوقت ذاته تتفاوض إيران مع أمريكا لتقسيم المصالح والنفوذ على حساب الجغرافيا العربية! وينقل الكيان الصهيوني وحشيته الفائقة ليضيف الضفة الغربية إلى حرب الإبادة في غزة! و«بن غفير» الصهيوني يريد بناء «كنيس» في المسجد الأقصى! وأمريكا تواصل تزويد الوحشية في الكيان بـ(50 طنا) من العتاد العسكري قبل أيام! لتتصاعد أرقام دعمها منذ عام وباستمرار! فيما معركة فلسطين ضد الاحتلال وأعوانه معركة مستمرة ومصيرية منذ عام 1948، في ظل تصاعد الاستيطان وهمجية المستوطنين وتسليحهم، بما يذكرنا بتهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم على يد «الهاجاناة» والعصابات الصهيونية الأخرى في 1948!
لقد سقطت كل الأقنعة ومنها أقنعة لاعبي السيرك الإيراني! فيما المقاومة تتصاعد هذه المرة في الضفة، التي يفجر الكيان كل أمراضه ووحشية احتلاله فيها بعد كل ما فعله من حرب إبادة في غزة! إلى متى؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك