العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الخسارة أحيانا مكسب

إذا‭ ‬سلمنا‭ ‬بأن‭ ‬الربح‭ ‬والخسارة‭ ‬مكتوبان‭ ‬علينا،‭ ‬ولا‭ ‬مفر‭ ‬منهما‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬ومصنفاتها،‭ ‬رضينا‭ ‬بذلك‭ ‬أم‭ ‬أبينا،‭ ‬إذن‭ ‬لماذا‭ ‬نبالغ‭ ‬حينما‭ ‬يتحقق‭ ‬الفوز،‭ ‬أو‭ ‬نتعرض‭ ‬للخسارة؟‭ ‬ولماذا‭ ‬الكل‭ ‬يهرول،‭ ‬ويتسابق‭ ‬ليكون‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬والصدارة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الفوز؟‭ ‬ولماذا‭ ‬نتوارى‭ ‬ونختفي،‭ ‬ويلفنا‭ ‬الصمت،‭ ‬وكأن‭ ‬على‭ ‬رؤوسنا‭ ‬الطير،‭ ‬ونبحث‭ ‬عن‭ ‬الضحية‭ ‬التي‭ ‬تعودنا‭ ‬أن‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬المدرب‭ ‬وحده،‭ ‬عندما‭ ‬نقع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الخسارة؟

كم‭ ‬من‭ ‬مباراة‭ ‬شاهدناها،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬الفريق‭ ‬الفائز‭ ‬جديرا‭ ‬بالفوز‭ ‬وبنقاط‭ ‬المباراة؟‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬مباراة‭ ‬تعاطفنا‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬الخاسر‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفريق‭ ‬الفائز‭ ‬ليس‭ ‬كرها‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬وحبا‭ ‬في‭ ‬الأول،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬الخاسر‭ ‬أجدر‭ ‬بالفوز؟

وكم‭ ‬من‭ ‬انتصار‭ ‬غطى‭ ‬على‭ ‬عورات‭ ‬ونقائص‭ ‬الفريق‭ ‬الفائز؟‭ ‬وكم‭ ‬وكم‭ ‬وكم؟

وسؤال‭ ‬آخر‭ ‬يطرح‭ ‬على‭ ‬الهامش‭: ‬لماذا‭ ‬يكون‭ ‬المدرب‭ ‬هو‭ ‬كبش‭ ‬الفداء‭ ‬دائما؟‭ ‬ولماذا‭ ‬هو‭ ‬وحده‭ ‬الذي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬المسؤولية؟‭ ‬صحيح‭ ‬هناك‭ ‬مدربون‭ ‬يظلون‭ ‬متفرجين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المباريات،‭ ‬وصحيح‭ ‬هناك‭ ‬مدربون‭ ‬لا‭ ‬يحركون‭ ‬ساكنا،‭ ‬وصحيح‭ ‬هناك‭ ‬مدربون‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يتفاعلون‭ ‬ويقرؤون‭ ‬المباريات،‭ ‬ولكن‭ ‬الصحيح‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مدربين‭ ‬مظلومين،‭ ‬يقدمون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعهم،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬لا‭ ‬تسعفهم،‭ ‬وسؤال‭ ‬آخر‭: ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬المدرب‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬ويتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬وحده‭ ‬يقف‭ ‬وراءه‭ ‬من‭ ‬استقطبه‭ ‬وتغزل‭ ‬في‭ ‬كفاءته؟‭ ‬أليس‭ ‬هؤلاء‭ ‬مسؤولين‭ ‬عن‭ ‬اختيارهم‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬القلم‭ ‬مرفوع‭ ‬عنهم؟‭ ‬متى‭ ‬سيأتي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نتحمل‭ ‬فيه‭ ‬الفوز‭ ‬والخسارة‭ ‬بشكل‭ ‬جمعي‭ ‬عملا‭ ‬بـ«كلكم‭ ‬مسؤول‮»‬؟

ولماذا‭ ‬ننظر‭ ‬دائما‭ ‬نظرة‭ ‬سوداوية‭ ‬للخسائر‭ ‬الرياضية‭ ‬ونرى‭ ‬فيها‭ ‬أنها‭ ‬نقمة؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬بأنها‭ ‬نعمة،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نوجه‭ ‬الشكر‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬أهدى‭ ‬إلينا‭ ‬عيوبنا؟

أليست‭ ‬الخسائر‭ ‬تدلنا‭ ‬على‭ ‬نواقصنا‭ ‬وثغراتنا‭ ‬ونوعية‭ ‬عملنا؟‭ ‬أليست‭ ‬الخسائر‭ ‬تحثنا‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لترتيب‭ ‬الأمور،‭ ‬ووضع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬المناسب؟‭ ‬أليست‭ ‬الخسارة‭ ‬الرياضية‭ ‬أحيانا‭ ‬تكون‭ ‬مكسبا‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬مكاسب‭ ‬عدة؟‭ ‬ألم‭ ‬يحن‭ ‬الوقت‭ ‬كي‭ ‬نعيد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المكسب‭ ‬والخسارة‭ ‬في‭ ‬الميادين‭ ‬الرياضية؟

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا