العدد : ١٦٩٧٩ - الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٩ - الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«حياة الماعز».. عنزة ولو طارت

أول‭ ‬السطر‭:‬

يواصل‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬الفنان‮»‬‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون‭ ‬ورئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للفنون‭ ‬جهوده‭ ‬الفنية‭ ‬المبدعة،‭ ‬والوطنية‭ ‬المخلصة،‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬ونشر‭ ‬الرسالة‭ ‬البحرينية‭ ‬للعالم‭ ‬عبر‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭.. ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معرض‭ ‬فني‭ ‬في‭ ‬أذربيجان،‭ ‬يضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬لفنانين‭ ‬بحرينيين‭.. ‬المبادرة‭ ‬تشكل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬‮«‬القوى‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتستحق‭ ‬كل‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير‭.‬

‮«‬حياة‭ ‬الماعز‮»‬‭.. ‬عنزة‭ ‬ولو‭ ‬طارت‭:‬

منذ‭ ‬أيام‭ ‬حادثني‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ (‬عارف‭ ‬صالح‭ ‬جمشير‭)‬،‭ ‬غاضبا‭ ‬ومستاء،‭ ‬عن‭ ‬الفيلم‭ ‬الهندي‭ ‬سيئ‭ ‬الصيت‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬الماعز‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬استغل‭ ‬حادثة‭ ‬‮«‬فردية‮»‬،‭ ‬كي‭ ‬يسيء‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬تحديدا،‭ ‬والدول‭ ‬الخليجية‭ ‬عموما،‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬عامل‮»‬‭ ‬تعرض‭ ‬لسوء‭ ‬معاملة‭ ‬من‭ ‬‮«‬كفيل‮»‬‭.‬

مؤخرا،‭ ‬ضجت‭ ‬حسابات‭ ‬التواصل‭ ‬والمواقع‭ ‬الإعلامية‭ ‬بالحديث‭ ‬والتعليق‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬الهندي‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬نتفلكس‮»‬،‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬رفض‭ ‬تصوير‭ ‬الحالة‭ ‬العامة‭ ‬للأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬بأنهم‭ ‬يتلقون‭ ‬معاملة‭ ‬سيئة‭ ‬غير‭ ‬إنسانية‭.. ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬الحسابات‭ ‬والمواقع،‭ ‬ذهبت‭ ‬للتطاول‭ ‬والإساءة‭ ‬على‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬بث‭ ‬سموم‭ ‬الفرقة‭ ‬والخلاف‭ ‬بينها،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬مواقفها‭ ‬العدائية‭ ‬علينا‭.. ‬فيما‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬أكد‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬حجم‭ ‬التعامل‭ ‬القانوني‭ ‬والإنساني‭ ‬والإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬يجده‭ ‬العامل‭ ‬‮«‬الآسيوي‮»‬‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬ولا‭ ‬يجده‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬بلاده‭.. ‬وأن‭ ‬الحالة‭ ‬العامة‭ ‬ليست‭ ‬مثل‭ ‬الحالة‭ ‬الفردية‭ ‬الشاذة‭ ‬التي‭ ‬صورها‭ ‬الفيلم،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬ومجتمع‭ ‬تصرفات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬فردية،‭ ‬مرفوضة‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البلد‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬لديها‭ ‬منظومة‭ ‬حقوقية‭ ‬وإنسانية‭ ‬وعمالية‭ ‬حضارية،‭ ‬لا‭ ‬يجدها‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭.. ‬وفيلم‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬الماعز‮»‬‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التحريف‭ ‬والتزوير‭ ‬للحقائق،‭ ‬ومحاولة‭ ‬فاشلة‭ ‬للتعميم‭.‬

العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الهندية‭ ‬تاريخية‭ ‬ووطيدة،‭ ‬وقد‭ ‬دأبت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬والشركات‭ ‬والجماعات‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬أفلام،‭ ‬وإطلاق‭ ‬بيانات،‭ ‬وكتابة‭ ‬مقالات،‭ ‬وعمل‭ ‬برامج‭ ‬تلفزيونية‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬تحديدا،‭ ‬ومسيرة‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬والنماء‭ ‬الخليجية‭ ‬لن‭ ‬يوقفها‭ ‬أو‭ ‬يعرقلها‭ ‬فيلم‭ ‬مسيء،‭ ‬أو‭ ‬محاولة‭ ‬إشعال‭ ‬فتنة‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬الخليجية،‭ ‬والعربية‭ ‬كذلك‭.‬

فيلم‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬الماعز‮»‬‭ ‬ابتعد‭ ‬عن‭ ‬الواقعية‭ ‬والمصداقية‭.. ‬هو‭ ‬فيلم‭ ‬ناقص‭ ‬غير‭ ‬مكتمل‭ ‬الأركان،‭ ‬فصاحب‭ ‬القصة‭ ‬‮«‬العامل‭ ‬الهندي‮»‬‭ ‬كما‭ ‬تروي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬نال‭ ‬التقدير‭ ‬والتعويض،‭ ‬بل‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬وعاش‭ ‬فيها‭ ‬آمنا‭ ‬سعيدا،‭ ‬منعما‭ ‬بخيرات‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وشعبها‭ ‬الكريم‭.‬

في‭ ‬الثقافة‭ ‬الخليجية‭ ‬هناك‭ ‬مثل‭ ‬شعبي‭ ‬دارج‭ ‬‮«‬عنزة‭ ‬ولو‭ ‬طارت‮»‬‭.. ‬ويضرب‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬العناد‭ ‬والتثبت‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬معين،‭ ‬رغم‭ ‬الأدلة‭ ‬المخالفة‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬بالتمام‭ ‬على‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬الماعز‮»‬‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

بات‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬تشديد‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬والعقوبات‭ ‬على‭ ‬‮«‬الحملات‭ ‬الدينية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تخالف‭ ‬الأنظمة‭ ‬والإجراءات،‭ ‬وتتسبب‭ ‬في‭ ‬توريط‭ ‬المسافرين‭ ‬معها‭ ‬لسوء‭ ‬الخدمات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاكل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مناشدة‭ ‬السلطات‭ ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للتدخل‭.. ‬المسألة‭ ‬تكررت‭ ‬كثيرا،‭ ‬ولدينا‭ ‬تجربة‭ ‬ناجحة‭ ‬مع‭ ‬حملات‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة،‭ ‬واشتراطات‭ ‬واضحة‭ ‬وإجراءات‭ ‬صارمة‭.. ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬لتطبيقها‭ ‬على‭ ‬الحملات‭ ‬الدينية‭ ‬المخالفة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا