البحرين توفر أحدث العلاجات العالمية لهذا المرض.. وتوقعات بارتفاع نسب الشفاء قريبا
مطالبات بتوفير مركز شامل للخدمات العلاجية.. وتوفير امتيازات إضافية للمرضى
حذر عدد من المتخصصين بمرض التصلب المتعدد تراجع الوعي المجتمعي بمرض التصلب المتعدد كيفية التعامل مع المصابين به، منوهين في الوقت نفسه إلى أن مملكة البحرين حرصت خلال السنوات الخمس الماضية على توفير جميع الأدوية الحديثة لجميع مرضى التصلب المتعدد في البحرين ذات مفعول إيجابي ملحوظ.
وأشار الدكتور عادل الجشي استشاري مخ وأعصاب إلى الدراسات العالمية التي تشير إلى ارتفاع أعداد المصابين بمرض التصلب المتعدد، حيث بات هناك 90 مصابا من بين كل 100ألف شخص مقارنةً بالأعوام الماضية التي كانت تُعد النسبة فيها متوسطة والتي وصلت إلى 59 مصابا سابقاً من بين كل 100 ألف شخص على مستوى العالم، موضحا أن الإناث أكثر عرضة بالإصابة بمرض التصلب المتعدد مقارنةً بنسبة إصابة الذكور.
وِأشار الى ضرورة زيادة الاهتمام بمرضى التصلب المتعدد، لافتا إلى أن الجمعية البحرينية لمرضى التصلب المتعدد تعمل مع الجهات المعنية وخاصةً مع وزارة التنمية الاجتماعية لاستصدار اصدار بطاقة معاق لمريض التصلب المتعدد للحصول على بعض الامتيازات، منها توفير مواقف السيارة وإعطاء الاذن في حال التأخر عن العمل وغيرها من الأمور التي لم تتوافر الى الآن.
وبين أنه من المتوقع ان ترتفع نسبة الشفاء في مملكة البحرين بسبب توافر أدوية ذات مفعول قوي جدًا تم البدء فيها منذ 5 سنوات ماضية بالإضافة الى ترقب وصول أدوية أقوى منها ستؤدي إلى ارتفاع نسبة الشفاء في البحرين.
وأوضح الدكتور عادل الجشي أن المجتمع ليس لديه الوعي الكافي في التعامل مع المرض بالإضافة الى عدم تقبل المصابين به وعدم تقبل أعراض الإصابة، حيث تعتبر من أكثر الأعراض المتعبة لدى المصابين هي عدم التوازن، كون المرض يصيب أعصاب الجسم بالإضافة الى الضعف العام في الجسم.
بدورها قالت الدكتورة إيمان مطر إن مملكة البحرين وفرت عددا من الأدوية التي تتناسب مع جميع أعمار المصابين وهو الأمر الذي تأكدت منه من خلال الدراسات التي أجراها الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد والتي تبين من خلالها أن جميع العلاجات متوافرة في مملكة البحرين.
وأشارت إلى أنه حتى الآن لم يتم معرفة السبب الواضح لأسباب الإصابة بهذا المرض، حيث تبين أنه رغم ارتفاع نسبة اصابة الاناث مقارنةً بالذكور إلا ان الأعراض عند الذكور أكثر شدة من الاناث.
وطالبت د. مطر بإجراء إحصائية وطنية لمعرفة العدد الكلي للمصابين به في المملكة، وخاصة مع زيادة الضغط على الخدمات التأهيلية والعلاجية من المصابين في الفترات الأخيرة، داعية أن يكون هناك برنامج وطني معتمد لمرضى التصلب المتعدد، مع توفير جميع الخدمات لمرضى التصلب المتعدد في مركز واحد بحيث يستطيع المريض ان يأخذ جلسة العلاج الطبيعي بالإضافة الى علاج النطق وعلاج مهني ونفسي وذهني.
كما أكدت أن الوعي المجتمعي للمرض ليس بكاف مقارنةً بارتفاع نسبة الإصابة مؤخرًا، حيث إن الاعراض التي تصاحب المريض وخصوصًا الاعراض المفاجأة لا يمتلك المجتمع الوعي الكافي في التعامل معها، ولهذا يجب ان يتم نشر الوعي الكلي لهذا المرض، بالإضافة إلى أهمية توفير الخدمات المساعدة للمصابين منها أخذ بعين الاعتبار موضوع المصعد خاصةً أصحاب الكرسي المتحرك، وتوفير مراكز تأهيلية أكثر.
من جانبه قالت الممرضة ضياء إبراهيم اختصاصية في التثقيف الصحيح لمرضى التصلب المتعدد، ان تشخصي المصاب بهذا المرض في البداية يُعتبر أحد أكبر التحديات التي يواجهها حيث تكون الأعراض المصاحبة مجهولة لدى المريض بالإضافة الى بعض التخصصات الطبية التي لا يمتلك الاختصاصي الإلمام الكافي لمرض التصلب المتعدد او الأمراض العصبية عمومًا، ومن أصعب التحديات التي نواجهها مع المرضى هي الحالة النفسية حيث نركز على أهمية تحسين الحالة النفسية لتخطي المرحلة وتقبل المرض ويحاول التعايش مع المرض عبر مساعدته في تنظيم حياة صحيه في الطعام.
وأضافت ضياء أن المجتمع يحتاج إلى تكثيف لحملات التوعية التي تخص هذا المرض، ومن المهم ان يتم توفير تعامل خاص مع مرضى التصلب المتعدد في المستشفيات حتى لا ينتظر البعض موعده مدة أشهر وهو ما يعرض المريض إلى انتكاسة.
ومن جانبه أكدت الممرضة هيفاء حسن لمتابعة مرضى التصلب المتعدد في مستشفى السلمانية، بأن أحد التحديات التي يواجهها المريض بعد عملية التشخيص الطويلة هي عملية تقبل العلاجات وتحمل مسؤولية أخذها بشكل منتظم بالإضافة الى البحث عن الإجابات المبهمة التي تدور في أذهان المرضى منها متى يبدأ الجسم في تقبل العلاج ومتى تتم عملية الشفاء بشكل كلي، وما الأعراض المتقدمة للمرض التي من الممكن الإصابة بها.
وأضافت الممرضة أن دورنا أن نقف مع المريض كنوع من أنواع الدعم ومتابعته خطوةً بخطوة أثناء المواعيد والجلسات العلاجية او عن بعد عبر مكالمات الفيديو لرؤية طريقة أخذ الإبرة إلى ان يتمكن من أخذ العلاج بشكل متقن ومعرفة كيفية التصرف في بعض الحالات وهذه المدة تصل أحيانًا الى شهرين.
وأكدت الممرضة هيفاء حسن أن العلاج المتوافر في مملكة البحرين لمرضى التصلب المتعدد قوية جدًا فالمرضى يحرصون دائمًا على أخذ العلاج بسبب سرعة الحصول على النتيجة الإيجابية من هذه الأدوية والابر، بالإضافة الى ان بعض المرضى اثناء تشخصيهم يفضلون السفر الى الخارج للعلاج، ولكن العديد منهم يعود الى البحرين بسبب السماع بأن مملكة البحرين تمتلك ذات الأدوية الموجودة في الخارج.
وقالت فاطمة علي «مصابة بمرض التصلب المتعدد»، بأنه عند الإصابة بهذا المرض لم يكُن لديها الوعي الكافي، وما أعراض الإصابة به، حيث واجهت صعوبة كبيرة في عملية شرح المرض بتفاصيله للمجتمع، بالإضافة الى أن العديد من أفراد المجتمع وخاصةً في البيئة العملية وعدم تصديقهم بالانتكاسات التي يمر فيها المريض منها عدم القدرة المفاجأة عن الرؤية او حتى الحركة، ما أدى إلى تقاعدي المبكر عن العمل، وأكدت أن العامل الوراثي لعب دورًا في عملية الإصابة به حيث تبين منذ فترة قصيرة بإصابة أحد أفراد العائلة بهذا المرض.
وبينت فاطمة أن مملكة البحرين وفرت لنا الكثير من العلاجات المتنوعة والاهتمام المتكامل لمرضى التصلب المتعدد، وأضافت إننا لا نسمي مرضى ويفضل تسميتنا بمحاربي التصلب المتعدد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك