الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الاتصالات».. والأبواب الخلفية في الزيادة
أول السطر:
منذ أيام، العالم كله تحدث عن الخسائر التي حدثت في سوق البورصة العالمية، وتأثر الأسواق العربية منها.. كانت فرصة سانحة لسوق البورصة البحرينية، أن يوضح ما حصل وينشر «ثقافة البورصة» للناس، وآلية التعامل والتداول في الأسهم وغيرها، وهل تأثرت سوق البورصة عندنا أم لا..؟ بدلا من ترك الأمور لتكهنات الناس والشائعات.. فمتى سيتم تفعيل دور الإعلام الاقتصادي والبورصة..؟
«الاتصالات».. والأبواب الخلفية في الزيادة:
حديث الناس حاليا يصب جام «تحلطمه» واستفساره عن موضوع زيادة الرسوم الشهرية التي أقدمت عليها شركات الاتصالات، في ظل صمت «هيئة تنظيم الاتصالات» عن توضيح الأمور، الأمر الذي تسبب في انتقال استياء الناس وغضبهم إلى الهيئة نفسها التي عجزت عن حمايتهم.. هكذا يقال اليوم.
شخصيا حينما تحدثت إلى موظف شركة الاتصالات قال لي: ان الزيادة على رقم هاتفي ستكون 400 فلس فقط، مع زيادة في سعة الانترنت، وأكثر زيادة ستكون على رقم هاتفي ابني بقيمة 1.400 فلس فقط، مع زيادة في سعة الإنترنت.. وقال الموظف: إن هذا الأمر صادر من الجهة المسؤولة عن الاتصالات في البلاد لتوحيد التسعيرة بين الشركات.
زيادة الرسوم قد تكون أمرا قانونيا وفقا للأوراق والمستندات، التي قام بتوقيعها كل مشترك مع شركة الاتصالات.. وقد يكون الأمر طبيعيا ومتبعا في كل شركات العالم العاملة في مجال الاتصالات، وفي مختلف المجالات والقطاعات، ولكن لماذا فضلت هيئة تنظيم الاتصالات الصمت ولم توضح الأمور للناس؟ لماذا لم يترك أي خيار آخر للمشترك بدلا من تخييره بين القبول بالزيادة أو قطع الخدمة؟ وهل سيكون هناك زيادات أخرى مستقبلا وفقا لأسباب ومبررات أخرى؟ هذه أسئلة وغيرها كثير لم تتفاعل معها الهيئة، ولم تقم بدورها في توعية الرأي العام، وبيان دور ومسؤولية الهيئة ونطاقه مع الشركات.
يحدث كثيرا أن تقرأ إعلانا ما، عن بيع «سلعة» معينة، وبسعر مخفض ومزايا جانبية وخدمات مصاحبة، وربما قيل لك إن شراءك اليوم سيدخلك في السحب، للفوز بجائزة مالية أو تذاكر سفر أو حتى إعادة سعر السلعة نفسها، وغيرها من الجوائز والهدايا، التي يغب فيها الفكر ويسرح الذهن..!! فتسارع لشراء تلك السلعة، ثم يقدم لك البائع أوراقا للتوقيع بحجة استكمال الاجراءات، وتوقع عليها بكل «ثقة وعنفوان»، وكأنك توقع على صكوك الانتصار وأخذ الغنائم ودخول الجنان، ولا تدري أنك توقع «عمياني» على أمور قد تضر بك لاحقا، ولكن توسوس لك نفسك لحظتها قائلة: يا أخي العالم كلها قامت بالتوقيع، شنو بيصير يعني..؟؟
وبعد مرور فترة من الزمن، تزداد عليك المطالبات والرسوم والزيادات من تلك السلعة والخدمة، بحجة تحسين الخدمات، أو تطوير الإجراءات، أو توحيد الأسعار والرسوم بين الشركات، أو بحجة ظروف خارجية وأمور عالمية أو مشاكل اقتصادية دولية أو بسبب قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة، وتأثير ذلك على الدول المرتبطة بالدولار الأمريكي.
نعود إلى صلب الموضوع ونقول.. إن زيادة سعر الخدمات بين فترة وأخرى، وفقا لحجج وأسباب ومبررات عديدة، هي أبواب خلفية لزيادة الرسوم على السلعة التي تم شراؤها، والخدمة التي تم طلبها، فأقساط القرض العقاري أو الشخصي يمكن أن تزداد بحجة زيادة راتب الموظف أو ارتفاع سعر الفائدة عالميا، ورسوم المدارس الخاصة يمكن أن تتضاعف عبر اختلاق ذرائع كثيرة لتحصيل أموال إضافية مثل رسوم الرحلات، والقرطاسية، والاحتفالات، والمشاريع الطلابية، وغيرها العديد من الأمور الحياتية التي تشكل عبئا مضاعفا على الناس، ويجب مراجعتها قانونيا، كما تم صياغتها قانونيا..!!
آخر السطر:
أول مبادرة قامت بها أمريكا لبيان حسن نواياها مع إيران، أنها قامت بتسليمها «أسماء 20 من الجواسيس الإيرانيين» المتورطين في مقتل (إسماعيل هنية).. فمتى سيتعلم ويدرك من خان وطنه، أنه سيتم بيعه وتقديمه كصفقة، وعربون محبة، عند أول موقف..؟؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك