زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
قريبتي رايس ملهمتي
أعيش هذه الأيام في حالة من الترقب، وكلي أمل أن السمراء كمالا هاريس ستفوز على المعتوه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وتجلس على نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه قريبي باراك أوباما، وقبل أوباما كانت قريبتي كوندوليسا رايس تشغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي الأخرق جورج دبليو بوش، وكانت تصحو كل يوم في الرابعة والنصف صباحاً، وتمارس الرياضة ساعة كاملة. ثم تشرب القهوة وتقرأ الصحف وتطالع عشرات الرسائل والتقارير الرسمية، وتنطلق إلى المكتب بسيارة يقودها رجل ضخم موديل داود حسين وزناً، ومايك تايسون عضلاتٍ، وأثناء جلوسها في المقعد الخلفي للسيارة تجري مكالمات هاتفية دولية فيرتجف من يتلقى المكالمة في مكان ما في قارة أخرى.
وأنا جعفر بن عباس أبو شنب انتزع جسمي من فراشي كل صباح، وكأن مغناطيسا قوياً يشدني إليه، وأجلس نحو دقيقتين لأعرف «أين أنا»، ثم أتوجه نحو الحمام ومفاصل قدمي وساقي تحدث قعقعة وطرقعة وكأنها لاندروفر موديل 1962 لم يخضع للتشحيم منذ حرب السويس. وظهري صار مثل شاسي اللاندروفر آنف الذكر، وقبل أيام بثت شبكة إن بي سي الأمريكية شريطاً لرايس وهي تؤدي التمارين الرياضية وكان واضحاً أنها تتمتع بلياقة بدنية لا يحلم بها كباتن منتخباتنا الوطنية لكرة القدم. وعمرها اليوم سبعون سنة!
قلت لنفسي: هل أنت أقل منها يا أبو الجعافر؟ كانت الإجابة البديهية: طبعا أقل منها.. بكثير!! والمهم ان بنت رايس هذه استفزتني فصرت أنهض من فراشي، وأمشي فوق الجهاز الكهربائي «التريد ميل» وهو شريط أو سير يتحرك بالكهرباء فيرغمك على المشي السريع أو البطيء صمدت حتى الآن ستة أيام متتالية، ولكنني أحس سلفا أنني شخص مختلف.. نشيط (سوداني ونشيط؟ سبحان الله). وهكذا تكون كوندوليسا رايس قد قامت بعمل «خير» واحد على الأقل بأنها استفزت قريبها أبو الجعافر وحملته على ممارسة الرياضة.
وطالما نحن في سيرة الرشاقة فلأحدثكم عن قرار اصدرته الحكومة البريطانية يلزم جميع المدارس بمنع بيع المشروبات الغازية والشوكولاتة والوجبات السريعة، في أعقاب تقارير ومسوحات تؤكد ان معظم الأطفال صاروا يميلون إلى البدانة.. وبكل فخر أقول إنني سبقت الحكومة البريطانية في هذا المضمار فقد منعت دخول المشروبات الغازية في بيتي قبل سبع سنوات، ولا نحن نشربها ولا نقدمها لضيوفنا، بل نقدم لهم العصير الطبيعي المغشوش.. وقد بات من المعروف ان المشروبات الغازية تسبب هشاشة العظام وعسر الهضم (بعكس الأوهام بأنها تساعد على الهضم)، ثم اكتشفت وكالة معايير الأطعمة في بريطانيا ان تلك المشروبات تحتوي على نسبة بنزين تعادل ثمانية أضعاف النسبة المسموح بها في المشروبات، ويتولد البنزين فيها نتيجة تفاعلات كيميائية، وهو كما هو معروف يحتوي على مادة carcinogenic مسرطنة وتسبب بالتحديد اللوكيميا وسرطانات أخرى في الدم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك