تقرير: ياسمين العقيدات
باتت مملكة البحرين موطنًا لرياضات الفروسية وسباقات الخيل، كما يقترن اسم وتاريخ البحرين بالخيل العربية الأصيلة منذ القدم ويمتد ذلك إلى اليوم، ورياضات الخيل رياضة متجذرة في تاريخ وحضارة البحرين.
وتحظى رياضات الخيل في مملكة البحرين برعاية كريمة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن خليفة آل خليفة ملك البلاد المعظم الذي يؤكد دائمًا أن سباقات الخيل من الرياضات العربية الأصيلة التي يجب الاهتمام بها، ما أسهم في تعزيز سمعة المملكة عالميًا في هذا المجال، كما أن حكومة مملكة البحرين بقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تسخر كافة الإمكانات لضمان تحقيق النجاحات في هذا المجال المهم، سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يؤكد دعمه الدائم لتنظيم مملكة البحرين للسباقات المحلية والدولية بشكل مميز، وهو ما أسهم في تعزيز مكانة مملكة البحرين كوجهة رائدة في تنظيم واستضافة سباقات الخيل.
كما لعبت الإنجازات التي حققتها البحرين في السباقات الدولية للخيل دورا لافتا في تعزيز سمعة المملكة في هذا المضمار، وخاصة التميز الذي يحققه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب قائد الفريق الملكي في المشاركات الخارجية لسباقات القدرة.
وتحظى رياضات الخيل بدعم نتاج للجهد المبذول بشكل متكامل بين كافة الجهات المعنية بشؤون الخيل في مملكة البحرين
ولعل اختيار المنظمة العالمية للخيل العربية الأصيلة (WAHO) مملكة البحرين لعقد المؤتمر العالمي للخيل العربية الأصيلة، يؤكد تقدير المنظمة لما توليه المملكة من اهتمام ودور في الحفاظ على الخيل العربية الأصيلة، وجعلها جزءاً من الهوية التاريخية والتراثية التي رسخها الآباء والأجداد من حكام مملكة البحرين.
الأصالة التاريخية
في نواصيها الخير معقود إلى يوم القيامة، الخيل والبحرين، هي علاقة ارتبطت بها أرض البحرين مع الخيل فأصبحت مملكة البحرين من الدول التي يشار لها بالبنان عند الحديث عن رعاية الخيل والاهتمام بها، بل حتى تحقيق البطولات والمراكز المتقدمة إقليميًا ودوليًا.
وارتبط دخول الخيل العربية الأصيلة للبحرين ارتباطا وثيقًا بفتح آل خليفة الكرام، لتعتبر مملكة البحرين أحد معاقل الخيول العربية الأصيلة وليرتبط اسمها بمملكة البحرين منذ القدم، ومنها اكتسبت البحرين مكانة كبيرة ورفيعة وصيتاً إقليميا ودوليا وعالميا، بالإضافة إلى امتلاكها عددا كبيرا من أنقى سلالات الخيول في العالم.
حيث كشفت أعمال الحفر والتنقيب التي أجريت بموقع الحجر الأثري النقاب عن بقايا هيكل عظمى لخيل، مشيرة الى أنه بحسب المواصفات المتعارف عليها لدى المهتمين والمتخصصين في معرفة انساب الخيل العربية ومرابطها، وقد أولاها حكام البحرين من أسرة آل خليفة اهتماما خاصًا ومميزًا، وحافظوا على نقاوة سلالاتها وشيدوا لها الإسطبلات المناسبة للعناية بها وتربيتها وتدريبها ونظموا لها السباقات في مناطق مختلفة من البحرين منذ عهد المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ولا يخفى علينا حكاية الخيل «دهمة» التي دونها التاريخ ليتداولها الأجيال إلى يومنا الحاضر حينما أرسل المغفور له «دهمة» هديًة منه إلى الخديوي عباس باشا حلمي الثاني لتسمى في مصر «بنت البحرين» فتكاثرت وبقي يطلق على نسلها بذات الاسم «بنت البحرين» إلى وقتنا الحاضر.
كما اشتهرت البحرين بخيلها عبر التاريخ الحديث سواء في التجارة مع الهند أو الدولة العثمانية والدول الأوروبية وموانئ الخليج العربي.
الجهود المبذولة المتكاملة
وتحظى رياضات الخيل برعاية كريمة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، الذي أكد جلالته أن سباقات الخيل تحظى باهتمام كبير باعتبار هذه السباقات من الرياضات العربية الأصيلة التي تحرص مملكة البحرين على التمسك بها والمحافظة عليها، وهذا ما اتضحت تجلياته في مشهد هذه الرياضة المهمة بالنسبة لمملكة البحرين وسمعتها الرياضية عالميًا.
كما دأبت حكومة مملكة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تسخير كافة الإمكانات لضمان تحقيق النجاحات في هذه الرياضة حتى أصبحت المملكة تحتضن الفعاليات المرتبطة بالخيل وسباقاته، إذ أكد سموه في العديد من المحافل أن التنظيم المميز لسباقات الخيل المحلية والدولية من قبل مملكة البحرين، وخاصة أن سبب التميز هم أبناء المملكة الذين بجهودهم تعززت مكانة المملكة كوجهة رائدة في تنظيم واستضافة سباقات الخيل.
ليتابع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب قائد الفريق الملكي، نجاحاتها وتميزها في المشاركات الخارجية للقدرة وعلى تتويج فرسان الفريق الملكي والفرق التي تمثل مملكة البحرين في هذه المحافل المختلفة وفي السباقات ورياضة القدرة ليتضح بذلك مدى الجهد المبذول بشكل متكامل بين كافة الجهات المعنية بشؤون الخيل في مملكة البحرين.
رياضات الخيل
كما حظيت رياضات الخيل العسكرية والتي كان لها نصيب وافر من رعاية ودعم جلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ما انعكس إيجابًا على النتائج المشرفة للفرق وبرز أبطال البحرين في رياضات الخيل والفروسية من بين المشاركين من أقرانهم العسكريين في العديد من مضامير المنافسة، والتي تؤكد هذه الإنجازات وغيرها الكثير إصرار وعزيمة أبناء المملكة على تصدّر المقدمة وإظهار ما يتمتعون به من جاهزية واحترافية وقدرات تؤهلهم دائما للمنافسة على المراكز الأولى في جميع مشاركاتهم، حيث حقق أفراد المنتخب العسكري للفروسية لقفز الحواجز لقوة دفاع البحرين، المركز الأول في بطولة العالم العسكرية لقفز الحواجز للخيول الثانية والعشرين التي أقيمت بجمهورية البرازيل، بالإضافة إلى فرق وزارة الداخلية والتي عكست التقدم الذي تشهده الرياضة البحرينية وكان آخر إنجازاتها تصدر فريق قفز الحواجز بالجولة الثانية من البطولة الدولية التي أقيمت في إيطاليا بمشاركة 142 فارسًا وفارسة، يمثلون 16 دولة، بالإضافة إلى حصول فريق وزارة الداخلية وفي المملكة المتحدة لقفز الحواجز على موعد مع منصات التتويج، حيث حقق أفراده المركز الثاني في منافسات الفرق والمركز الثاني والرابع في منافسات الفردي، وذلك ضمن منافسات بطولة «ونزر» لقفز الحواجز والتي أقيمت بمشاركة دولية كبيرة.
كما تحرص الفرق على إبراز التراث الوطني والهوية البحرينية الأصيلة في مهرجانات الفروسية، خلال مشاركة خيالة الحرس الملكي البحريني في العرض الختامي لمهرجان ويندسور للفروسية في المملكة المتحدة عام 2022.
كما لعبت مملكة البحرين دوراً رياديًا على مستوى المنطقة والعالم في إطلاق سباقات الفروسية والقدرة والإنجازات الباهرة التي تحققت على مستوى البطولات الخارجية.
ليشكل مرجعاً تاريخياً للخيل في المملكة وتاريخها ورياضتها، بالإضافة إلى التاريخ الصحيح للخيل ورياضتها في البحرين وإظهار الدور الكبير الذي قامت به مختلف الشخصيات البحرينية لإثراء مسيرة الخيل في البحرين وتطور منظومتها الإدارية والفنية والعمل على المحافظة عليها بالشكل المثالي حتى باتت البحرين حاضناً من حواضن الخيل العربية وسلالاتها المختلفة.
مقومات سياحة الخيول
وعززت رياضات الخيل مكانة مملكة البحرين كوجهة رائدة في تنظيم واستضافة سباقات الخيل، لتجسد ما تمتلكه مملكة البحرين من إمكانات ومقومات استثنائية أسهمت في مواصلة تعزيز موقعها على خريطة سباقات الخيل الدولية، حيث تمتلك مملكة البحرين المقومات لصناعة سياحة الخيول، فعلى مستوى النخبة وجد نادي راشد للفروسية وسباق الخيل، ففي عام 1977 تم إنشاء نادي راشد للفروسية وسباق الخيل برئاسة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم عندما كان وليًا للعهد بهدف تنظيم سباقات الخيل وتربيتها على أسس سليمة حفاظًا على أصالة الجواد العربي وميزاته، وعلى المستوى الشعبي وجدت اسطبلات المهتمين والمتخصصين من الأهالي أما فيما يتعلق بالفرسان، فالبحرين تزخر بفرسان متمكنين وخبراء ومبدعين، على رأسهم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، الذي يعد قدوة كل فارس يطمح إلى تحقيق إنجازات وبطولات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك