الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حادثة سرقة في مجمع «111»
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية فجرا.. الهدوء والسكون يحيطان بالمكان.. لم يكن يعلم سكان المنطقة أن في هذا التوقيت هناك من تسلل إلى بيوتهم.. كان يدفع الأبواب والكراجات، ليتأكد من أن أهل المنزل لم يغلقوها جيدا.. ثم سطا على أحد المنازل والناس نيام، وتمكن من سرقة ما خف حمله وغلى ثمنه.
هذا ما كشفته الكاميرات الأمنية في منازل الجيران في اليوم التالي، بعدما اكتشف أهل أحد المنازل أنهم تعرضوا للسرقة، وقد باشر رجال الأمن دورهم ومسؤوليتهم، وقاموا بزيارة مسرح الجريمة «المنزل» الذي تعرض للسرقة، والبيوت القريبة بالمنطقة، وقاموا برفع البصمات، وأبلغوا الناس هناك بأن دوريات أمنية ستكون مضاعفة في الفترة المقبلة.
لقد أظهرت الكاميرات الأمنية ملامح السارق، شاب بلباس رياضي أسود، ويرتدي قبعة، وجهه مكشوف وملاحظ، حركته كانت دقيقة، ويحمل في يديه كيسا لحمل المسروقات.. واضح أنه درس المنطقة جيدا، وسبق وأن زار المنطقة، وجاء بالقرب من البيوت في أوقات مختلفة، وتعرف على المنازل التي يترك بعض الناس أبوابها غير محكمة الإغلاق، ودرس التوقيت المناسب للسرقة، في عز الليل وقبل أذان الفجر.
أصبحت حكاية السرقة، حديث «الفريج» في مجمع (111) السكني، ذلك المجمع الذي اختلطت فيه العمارات السكنية مع البيوت الأسرية، مع سكن العمال والعزاب، مع المشاريع الانشائية والمحلات التجارية، ومحطة تزويد البترول.. والحركة هناك مستمرة، والمنطقة التي تعرضت للسرقة تقع بالقرب من هذه المحلات.. واضح جدا أن السارق لديه من الجرأة الكثير.. ولكنها جرأة غير شريفة وغير أخلاقية.
في مساء ذلك اليوم، طرق باب منزلي رجال الأمن، من الشباب البحريني المحترم، طلبوا مني الاطلاع على فيديو الكاميرات الأمنية التي وضعتها على المنزل، تماما كما قاموا بذلك مع بيوت الجيران ممن وضعوا الكاميرات الأمنية على منازلهم، ولكن يبدو أن الشركة التي ركبت لي الكاميرات لم تقم ببرمجة الجهاز لتخزين مدة التسجيل لأكثر من يوم واحد، مما لم يمكن رجال الأمن من الحصول على التسجيل المطلوب مني، ولكنهم ولله الحمد وجدوه في منازل الجيران، وقد قمت في اليوم التالي بإعادة برمجة تسجيلات الكاميرات الأمنية لمدة شهر بدلا من يوم واحد.
لقد أصبح أهل «الفريج» أكثر حذرا ووعيا في مضاعفة الحماية والأمن، وتركيب الكاميرات الأمنية، وإغلاق أبواب البيوت، وأبواب السيارات والمركبات الواقفة بالخارج.. وحصل وعي عام بأهمية عدم ترك «أوراق وبروشرات» الإعلانات التجارية التي توضع على أبواب المنازل، وفي بقائها عدة أيام إشارة الى السارق بأن البيت لا يسكنه أحد حاليا وأهله بالخارج.. تماما كما تم تشغيل الأنوار الخارجية للمنازل في الفترة المسائية.
لا تزال عملية البحث والتحري جارية ومستمرة، ونعلم علم اليقين أن يقظة الأجهزة الأمنية في بلادنا لم تعد تسجل أي جريمة ضد «مجهول»، وأن المجرم مهما امتلك من الحذر والحيطة، فإنه لا بد أن يقع في شر أعماله، فالجريمة تبقى ناقصة غير مكتملة الأركان مهما كانت الأساليب التي تستخدمها.
تركيب الكاميرات الأمنية على المنازل أصبح أمرا ضروريا، يساعد الجهود الأمنية، كما يسهم في حماية الممتلكات العامة والخاصة، ويسهم في استتباب الأمن والاطمئنان.. ويحمي حقوق الناس في ما لو حصلت أي جريمة لا سمح الله.. وبانتظار خبر القبض على السارق في مجمع (111).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك