عالم يتغير
فوزية رشيد
شريحة «إيلون ماسك»!
{ الإنسان الذي هو أسمى الكائنات، والذي خلقه الله بدقة عالية وفي أحسن تقويم، ولا يزال العلم حائراً في اكتشاف تلك الدقة وكيفية ترابطها، خاصة بما يتعلق بالدماغ البشري والفرق بينه وبين العقل، حيث الدماغ هو التركيبة الخاصة بداخل الجمجمة وما فيها من خلايا عصبية وترابطات كهربية وغير ذلك من تفاصيل الجمجمة الداخلية، فيما العقل المرتبط بالتفكير والأفكار والحدس والإبداع والفن والفلسفة والدين والقدرة على استيعاب المجرد بنمط تفكير «تجريدي»، كل ذلك لا ينتج من آليات ماكينة الدماغ ذاتها، لأن الدماغ هنا يشبه الجهاز وترابطاته وعمله، أما عملية التفكير ذاتها (التجريدية) فهي التي لم يكتشف العلم رغم كل تطوراته أبعادها ومصدرها ومن أين تأتي! وهذه قصة طويلة تحتاج إلى استعراض الآراء العلمية نفسها باختلافاتها وتكهناتها، حتى يكاد يربط بعض العلماء التفكير والإبداع والفكر المجرد في كل مجالاته الأخرى (بعامل خارجي) لا صلة له بجهاز الدماغ كجهاز! فهل هذا العامل الخارجي هو الغيب أم الروح التي هي من الغيب، والعلم بدوره لم يعرف ما هيتها!
{ بعد كل العبث الذي قام ويقوم به (الشيطانيون) بفطرة الإنسان والقيم الإنسانية وطبيعة العلاقات الجنسية بإدخالها في قائمة من الترويج لقواعد جنسية جديدة، تبدأ من الترويج للشذوذ بين الجنس الواحد، إلى العلاقات الشاذة بالأطفال، إلى تغيير جنس الأطفال والكبار حسب الرغبة بضخ هرمونات ذكورية أو أنثوية وصولاً إلى تلاعب الشركات بالترويج لكل ما يشجع على الخروج عن الفطرة، يأتي اليوم «إيلون ماسك» الذي يمارس الدجل باسم العلم ليروج للشرائح «الجوجلية» التي تجعل شريحة إلكترونية يعمل العقل البشري وكأنه «جوجل» من حيث البحث وتراكم (المعلومات المبرمجة مسبقا) في تلك الشرائح! ليصل اليوم بدوره الى اختبارات شريحة في دماغ بشري عن طريق شركته «نيورالينك» رغم المضاعفات التي أصابت المتلقي الأول، ليقول «ماسك» مؤسس الشركة المتخصصة في تكنولوجيا الأعصاب، كما تم التعريف بها، بأنه سيقوم بوضع شريحة ثانية في مريض ثان؟ ثم سيعمم التجارب!
{ وفقاً لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في تفسير شريحة «إيلون ماسك» بأن الشريحة تُمكن الشخص من تشغيل هاتف ذكي أو التحكم في مؤشر الكومبيوتر بمجرد التفكير في ذلك، أي لا داعي لاستخدام الإنسان يده، متجاهلاً أن المتلقي الأول لشريحته عانى من حالة هددت حياته أثناء الجراحة، وتسببت لاحقاً في خلل في شريحة دماغه وفي آلية عمل دماغه ذاتها! والطريف أنه ينوي (تعميم تجاربه هذه على الدماغ البشري)، ليصل إلى أرقام عالية هذا العام، لمن سيتم زرع الشريحة في أدمغتهم! خاصة بعد حصوله على موافقة «إدارة الغذاء والدواء الأمريكية»! بل إن زراعة الشرائح تتم بواسطة «جراح آلي» أو «روبوت»! وهذه الشركة التي تأسست في عام 2016 من سبعة علماء ومهندسين، تعمل في النهاية كشركة «ربحية» لجني الملايين والمليارات من خلال الترويج لزرع الشرائح في أدمغة البشر! بادعاءات طبية لها علاجات أخرى بدون شرائح مثل استعادة البصر ومشاركة المفاهيم مع الآخرين عن بُعد!
{ ولكأن هذا الصندوق الذي لا يزال مجهولاً في العلم وفي الكثير من آليات عمله وهو الدماغ وارتباطه بالعقل والتفكير والصلات الكهرومغناطيسية، أصبح مختبر تجارب لشركة «إيلون ماسك» والتجريب في إنسان بعد آخر! ليحقق هو بعد ذلك المزيد من تراكم الثروات الطائلة، بادعاء أهداف طبية، فيما الحقيقة هي التلاعب بالعقل الإنساني وإدخال الإنسان في خانة «الإنسان - الروبوت»! الذي يتم التحكم به، كما يتحكم القائمون على التكنولوجيا الإلكترونية باستخداماتها والتدخل فيها، وإغلاقها أو فتحها عبر الشرائح الإلكترونية والبرمجة الرقمية! فيصبح الإنسان (فضاءً متاحاً ملعوباً به وبجسده وبدماغه وعن بُعد أيضاً)!
{ «إيلون ماسك» الذي يطلق عليه كثيرون اسم «دجال العصر»، هو و«بيل غيتس» ، يريد إبهار العالم بتجاربه الإلكترونية المتنوعة، وسبق أن كتبنا عن تجاربه، بوضع الدماغ والعقل البشري في مختبر ذلك التجريب! فيما لو تم التعمق فيما يفعله ويروج له، ويتحمس آخرون لتجاربه، فسيجد أن هناك «أهدافاً شيطانية» تعمل على طمس الفطرة الإنسانية، وإدخال العقل والدماغ في حالة الكسل الكليّ لاحقاً، بحيث تكون كل آليات تفكيره نابعة من شريحة «ماسك» المتحكم بها! فلا داعي بعد ذلك للتفكير الخاص، أو للتميّز الفكري بين شخص وآخر، أو للبصمة الفكرية الخاصة في أي مجال فكري أو فني أو إبداعي، لأن الشريحة بالبرامج المعلوماتية التي تم وضعها بشكل مسبق، وزرعها في دماغه ستقوم بالنيابة عنه بذلك، وبعده بالكثير من ذلك، ثم لاحقاً بكل ذلك! وخاصة أن ماسك يسعى لتعميم التجربة على كل البشر لاحقاً!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك