عالم يتغير
فوزية رشيد
أنا الذي أدير العالم!
{ ما بين أمريكا وبريطانيا، وما بين إصرار «بايدن» على عدم انسحابه من الحملة الانتخابية، وبين فوز زعيم «حزب العمال» «كير ستارمر» في الانتخابات العامة البريطانية، فإن الأهوال التي يعيشها العالم هي من صنع هاتين الدولتين ونمط القادة الذين يحكمون البلدين! رغم صورية حكم الرئيس خاصة في أمريكا! رغم ذلك فإن «بايدن» البالغ من العمر 82 عاماً، يتباهى بنفسه بعد فشله الكارثي في المناظرة الأخيرة، ورغم تكرار الدعوات له من أعضاء في حزبه الديمقراطي، لانسحابه من الانتخابات خوفاً من رجحان فشله! وهو الذي رصدته كاميرات العالم، بين السقوط على السلالم، والتأتأة في الحديث، والنسيان والقيام بتصرفات غريبة، تم إرجاعها إلى الكبر في السن!
{ نعرف جميعا الآثار التي نتجت من هيمنة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في العالم كله، حتى وهي متوارية خلف الستار الاستعماري، فإن أياديها تلعب في العالم، سواء بصهيونيتها العارمة، أو باستخباراتها، أو برعايتها للجماعات المتطرفة كالإخوان وغيرهم، أو بالمحافل السرية والعلنية التي تتناسل على أراضيها للاستخدام السري في العبث بدول بعينها في المنطقة العربية وغيرها! هذه المرة مع فوز «ستارمر» المشهور بتخليه عن وعوده الانتخابية وتغيير سياسته بشكل جذري، فهو من المحرضين ضد روسيا واستمرار الحرب ودعمها! وهو من قال «إن من حق (إسرائيل) أن تقتل وتمنع الغذاء والماء والكهرباء عن غزة»، بما يوضح مدى عنصريته وصهيونيته في ذات الوقت! وبالطبع عدم إنسانيته وهو «الملحد» الذي لا يمتلك في تكوينه أي روادع دينية، وحيث زوجته «اليهودية» تدفعه ربما إلى المزيد من التعصب للكيان الصهيوني، مما يدلل على أن الموقف القادم لبريطانيا لن يتغير، بل سيلعب دوراً أكثر خطورة في قضايا المنطقة العربية، وفي إدارة العالم!
{ بدوره «بايدن» المتفاخر بنفسه، وفي حوار تلفزيوني مع قناة «ABC» كرر بنرجسية عالية «أنا من أعاد تجميع (الناتو) ولم يعتقد أحد أنني أستطيع توسيعه، وأنا الرجل الذي وحد 50 دولة في أوروبا وخارجها لمساعدة أوكرانيا وأنا من أوقف بوتين! أنا أدير العالم ولن أنسحب من السباق الانتخابي إلا إذا نزل الله من السماء»! في تطاول على الذات الإلهية! هذا هو قائد أمريكا الراهن، الذي يعتقد بثقة بقدرته على الفوز والرئاسة للمرة الثانية! وهو النموذج الذي يدير العالم بالحروب شرقاً وغرباً! ويدعم الكيان الصهيوني عسكريا وماليا ولوجستيا لاستمرار حرب الإبادة! ويجعل دول أوروبا خاضعة لمنظور «الدولة العميقة» التي تديره كرئيس ليأتي هو بعد ذلك ويتباهى بإدارة العالم!
{ أمريكا التي أخذت (زعامة الحقبة الاستعمارية الغربية) من بريطانيا، هي وبريطانيا ومعهما بعض الدول الاستعمارية الغربية الأخرى، تعتقد أن إدارة العالم من حقهم! وأن نموذج التطرف الغربي الذي يديرانه، كاد يكتسح «فرنسا» وبعدها كل أوروبا، لولا أن شاءت الأقدار بفوز اليسار في فرنسا، التي تمتلك التأثير السياسي والفكري في كل أوروبا تقريباً، منذ «الثورة الفرنسية»!
{ العالم لن يمر بمرحلة جيدة طالما أن أمثال هؤلاء القادة هم في واجهة الحكم في أكبر بلدين يمثلان الاستعمار الغربي الكارثي على العالم: أمريكا وبريطانيا! وبحكم المؤسسات الصهيونية والماسونية «الدولة العميقة» التي تضع الخطوط في كيفية إدارة العالم استعماريا! سواء بالحروب أو بالأزمات أو بالتقنيات الناعمة من إعلام واتفاقيات وضغوط!
وحين يتباهى بايدن بقوله «أنا من أدير العالم»! يقفز عن الحقيقة الواضحة أمام كل شعوب العالم أن أسوأ دولة مهيمنة تسببت في الكوارث الدولية والعالمية منذ هيمنتها هي الولايات المتحدة! وأن تاريخها وتسلسل الوقائع المأساوية منذ استخدام «القنبلة النووية» في هيروشيما ونجازاكي، لم يقم بها أحد قبلها! وأن العالم الذي يتململ اليوم من هذه القبضة الصهيونية - الماسونية في أمريكا وبريطانيا، يحاول الوقوف على قدميه بعيداً عن حقبة الاستعمار الغربي، الذي مازال مستمراً بأشكال مختلفة! وبقادة هم في الواجهة فيما الجوهر محكوم بعقول شيطانية!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك