يتصاعد اعتماد الجيل الجديد من المرشحين لمختلف المناصب السياسية على شبكات التواصل الاجتماعي، في مسعى لكسر النموذج التقليدي للحملات الانتخابية.
وتُسهم شبكات التواصل في تحقيق انتشار واسع لهذه الفئة من المرشحين، حتى بلوغهم مناصب سياسية، آخرها مقاعد البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، التي سيشغل جانبًا منها «سياسيون جُدد» لا عهد لهم بالمناصب القيادية ولا بالخطابات السياسية، سوى أن لهم رصيدًا من المتابعين القابلين للتأثر بخطاباتهم ورؤاهم وتصوراتهم.
ويمثل فيدياس بانايوتو، وهو مستخدم «يوتيوب» يبلغ من العمر 24 عامًا، أحد أبرز وأحدث الأمثلة على قدرة شبكات التواصل على صناعة هذا الجيل من السياسيين، فالشاب الذي لا يحمل أي برنامج انتخابي يجد نفسه ممثلًا في البرلمان الأكبر في العالم، محاطا بممثلين عن أحزاب وتيارات سياسية تاريخية في أوروبا، والحال أنه لم يصوّت يومًا في أي استحقاق انتخابي.
قصة بانايوتو بدأت بمزحة سرعان ما تحولت إلى ما يشبه الحملة الانتخابية، عبر حث الشباب على التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي، فقط لإحداث تغيير للمشهد السائد وإبداء «التمرد» على الأساليب الكلاسيكية في صناعة السياسات وإدارة الحملات الانتخابية.
ويجد الشباب قابلية كبيرة لهذا الأسلوب الذي اعتمدته أيضًا المؤثرة الكرواتية نينا سكوجاك، التي اعتمدت على «تيك توك» كقاعدة لبناء طموح سياسي، وكانت من بين المرشحين لانتخابات البرلمان الأوروبي.
وراهنت الشابة البالغة من العمر 26 عامًا والشغوفة بالموضة على مئات الآلاف من المشتركين من متابعيها على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تنشر بانتظام مقاطع فيديو ومقابلات، وجمعت في قائمتها شبابًا خالصًا تتراوح أعمارهم بين 19 و30 سنة.
وانتهجت سكوجاك هذه الخطة استنادًا إلى مقولة الشباب: «لا تتحدثوا عنا بل تحدثوا إلينا».
ورغم أن مواقع التواصل أنشئت في الأصل من أجل التواصل بين الأفراد، فإن استخدامها تجاوز الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وصار ملاذا لبعض الأحزاب السياسية ولمرشحين لاستحقاقات انتخابية لتوظيفها في تسويق برامجهم وحملاتهم، بل إنها أصبحت «صانعة» لسياسيين لا خبرة ميدانية لهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك