- تصوير: هاني أحمد
أحمد الغزال .. لاعبٌ بزغت نجوميته في عام 2016 مع منتخبنا الوطني للناشئين لكرة اليد، حينما ساهم بجانب زملائه في تحقيق لقب البطولة الآسيوية التي أقيمت بمملكة البحرين، ودوّن اسمه في مونديال جورجيا مع منتخبنا آنذاك.
تحصل على فرصة التواجد مع فريق رجال توبلي رغم صغر سنه، وكان لافتًا بقصر طوله وسرعته الفائقة وجرأته أمام المنافسين بأرضية الميدان. شاء القدر الإلهي أن تتوقف مسيرته الرياضية قبل أن يصل إلى منتصفها، بسبب وجود مشكلة في «دقات القلب».
«أخبار الخليج الرياضي» استضاف لاعب فريق توبلي أحمد الغزال وحاوره حول عدة أمور وخرج معه بهذه التفاصيل.
بداية الإصابة والكشف عنها
في الموسم الماضي وبصورة مفاجئة، شعرت بالتعب وعدم القدرة على النوم، واعتقدت حينها أن ذلك بسبب الأرق والسهر، إلا أن ذلك استمر وبدأ بالتصاعد إلى أن أغمي عليّ، وبعد الخضوع لفحوصات طبية في مركز عوالي للقلب، اتضح أن القلب والشرايين سليمة ولكن «دقات القلب» لديّ غير منتظمة، وفيها نسبة ارتفاع عن المعدل الطبيعي ولكنها غير خطرة.
الحلول وقراره في ذلك
الطبيب المختص قال إن بإمكاني التخلص من هذا الأمر إثر عملية «قسطرة» ولكن قد تعاود الظهور مجددًا بعد 4 سنوات بحكم أنها قد تكون «وراثية»، وعند استعلامه عن الأمر اتضح وجود ذلك لدى بعض أفراد عائلتي، فقررت استكمال العلاج بتعاطي الحبوب المخصصة لذلك، مع إجراء فحوصات بين فترة وأخرى، وحينها أخبرت إدارة النادي وواصلت اللعب في ذلك الموسم بشكل اعتياديمن دون وجود أي ألم، وخصوصًا أن ذلك الأمر بحسب الطبيب لن يحدث إلا حينما أكون شديد التعب.
المنع من اللعب بقرار طبي
في الموسم الحالي، بدأت مرحلة الإعداد مع توبلي لمدة تصل الى قرابة الشهرين، وبعدها صدر قرار إيقافي من قِبل رئيس النادي، وإلزامي بإجراء الفحص الرياضي الرسمي المؤهل لاستمراري في اللعب، ومن خلاله أسفرت النتائج عن «رسوبي» في الفحص. لم أتوقف عند هذا الأمر، وذهبت لإجراء فحص آخر على نفقتي الخاصة، واتضح أيضًابارتفاع في دقات القلب. وعلى رغم أن هذا الإصابة ليست خطرة على حياتي كما قال طبيب مركز عوالي للقلب، إلا أنه لا يستطيع إقرار أهليتي للعب لكونها مسؤولية كبيرة.
التوقيع بتحمل مسؤولية اللعب
أرسلت خطابا لإدارة النادي، أتحمل فيه المسؤولية كاملة عن أي شيء يحدث لي ومدونة بتوقيعي وتوقيع ولي أمري الذي كان على اطلاع على وضعي وصحتي، من أجل ممارسة اللعب أو إجراء الحصص التدريبية على أقل تقدير، وذلك للحفاظ على لياقتي البدنية وإحساسي بالكرة، معتقدًا أني سأجد حلًا سريعًا لهذا الأمر، ولكن تم رفض طلبي.
الخطوات الحالية والتفكير المستقبلي
لن أقف مكتوف اليد وسأبذل كل ما في وسعي من أجل استكمال هوايتي عبر عرض الموضوع على الجهات الطبية مجددًا ومسؤولي الرياضة، حيث إني في مقتبل العمر ومن الصعب تقبل الأمر بهذه الصورة وخصوصًا أنه لا يوجد خطر على حياتي. ولكن إذا لم أنجح في مساعيّ هذه، فلن أبتعد عن الرياضة عمومًا وكرة اليد خصوصًا، حيث سأقتحم عالم التدريب ودخول الدورات الخاصة لها.
متابعة المباريات خلف الشاشة
في ظل إيقافي عن اللعب، كنت أتابع منافسات الموسم الحالي خلف الشاشة بحسرة شديدة ومضايقة، حيث لم أعتد هذا الأمر، وخصوصًا أني أرى فريقي بحاجة لي وبإمكاني أن أقدم له المساعدة، ولكن ليس بيدي شيء أفعله.
التواصل مع زملائه أولا بأول
رغم انقطاعي عن اللعب، إلا أني أكون حاضرًا بين فترة وأخرى في تدريبات فريق توبلي لمتابعة زملائي، كما أن اللاعبين على تواصل معي بشكل مستمر للاطمئنان عليّ وعلى ما استجد من شيء حيال وضعي وإمكانية عودتي للعب، وهذا الأمر مميز بالنسبة لي لكونه دافعا لي وطاقة إيجابية على الصعيد المعنوي.
توبلي .. وتحقيق كأس الرئيس
إن فريقي حقق كأس الرئيس عن جدارة واستحقاق، في ظل جدية التدريبات، والعناصر التي أضيفت للفريق مثل حسين يعقوب، وائل الشهابي، حسين جعفر، كما هناك لاعب صاعد اسمه زكريا، أرى فيه المستقبل باعتبار أنه يلعب في مركز صعب للغاية «باك عكس يده» وهو يجيد ذلك بإتقان.
الفرق القروية والاهتمام باللاعبين
أرى أن بلوغ فريقين قرويين نهائي دوري خالد بن حمد وهما الشباب والدير يعدّ أمرًا جيدًا للغاية ويطور من دورينا أكثر، وخصوصًا إذا ما نجحت الفرق القروية في الحفاظ على لاعبيها وتطويرهم فنيًا بصورة أكبر، مع التعويل عليهم في تحقيق المنافسة على الألقاب وهذا ما حدث لفريقي الشباب والدير. فالأندية عليها التفكير أولاً في الاهتمام والدعم المادي والمعنوي للاعب، قبل أن تفكر في الاستغناء عنه مقابل أي مبلغ مادي.
مشاكل توبلي والانتقال للاتفاق
نعم، قبل ثلاثة مواسم وتحديدًا بعد خروج المدرب أحمد المدوب من الفريق، كثرت المشاكل الإدارية في النادي وعلى اثرها انتقلت إلى نادي الاتفاق ثم عدت مجددًا. حيث تعدد توالي المدربين على الفريق دون استقرار، ولا توجد أهداف محددة لمشاركة الفريق في المنافسات، ولا يتم تطعيم الفريق بالعناصر المتاحة في السوق، بل يتم إيقاف البعض من لاعبينا ومنهم ياسر الملاح وهي خسارة كبيرة. ومن وجهة نظري أن بعض الأندية تفكر بنفسها فقط من دون النظر لمصلحة الفريق واللاعب.
إنجاز 2016 أفضل ذكرياته
دون شك لا أنسى ولا يغيب ذلك اليوم الذي حققنا فيه لقب البطولة الآسيوية للناشئين على أرضنا وبين جمهورنا، فهو لقب كبير للغاية ومن أفضل لحظات حياتي. اجتهدنا كثيرًا في تلك الفترة وكان للمدرب إبراهيم عباس دور كبير في إحراز البطولة ليس في الجانب الفني فقط، بل حتى على الصعيد المعنوي والتحفيزي.
محمد حبيب.. موهبة من الله
مع احترامي للنجمين البارزين جعفر عبدالقادر وحسين الصياد، فإن محمد حبيب «الصغير» هو الوجه الصاعد البارز في الفترة الحالية، وسيكون له شأن كبير إذا ما واصل على ما يقدمه الآن، وسيتخطى نجومية عبدالقادر والصياد وهو على ثقة بذلك عطفًا على معرفتي به تمامًا، حيث يعتبر محمد حبيب «موهبة من الله»، إذ منذ الصغر ومحمد حبيب نجم ليس في كرة اليد فقط، بل حتى في كرة القدم.
الصياد أسطورة الخليج
بحكم عمري وفي هذا العصر، أرى أن حسين الصياد هو أسطورة كرة اليد البحرينية والخليجية بحكم المستويات والإنجازات التي يحققها وبحكم المتغيرات الحاصلة والشديدة في قوانين اللعبة والاحتكاك والضغوط في المسابقات والمباريات مقارنة بالعصور السابقة الطبيعية. والصياد ليس مميزًا على الصعيد الفني فقط، بل حتى ذهنيًا لكونه قائدًا محنكًا وعلى مقربة من اللاعبين، بل ويبرز نفسه في وقت الشدة.
هذا اللاعب قدوته
منذ الصغر كنت أتمنى الذهاب إلى النادي لرؤية ومتابعة ياسر الملاح في التدريب والمباريات، وكنت أرصد كل تحركاته في أرضية الملعب، وعلاقتي معه مميزة حتى يومنا هذا، وأستفيد منه بكل شاردة وواردة داخل وخارج الملعب.
اللاعب البحريني محارب والأفضل
من وجهة نظري أرى أن اللاعب البحريني في كرة اليد أفضل من اللاعبين الآخرين بدول الخليج كلها، باعتباره «محاربا»، يحارب من أجل الوصول إلى مبتغاه رغم ظروف الحياة والعمل التي يواجهها يوميًا، بخلاف ما يحدث في دول الخليج من حيث إن اللاعب يمارس لعبته بشكل احترافي ويفرغ من أي شيء آخر، ومتى ما حصل ذلك في رياضتنا فإن اللاعب البحريني سيكون أفضل بكثير مما هو عليه الآن.
الفلاحي يستحق قيادة المنتخب
بعد إخفاق منتخبنا للرجال في التصفيات الآسيوية الأخيرة التي أقيمت في البحرين، كان من المفترض أن يتم تكليف المدرب سيد علي الفلاحي الذي أراه من أفضل المدربين في الخليج بقيادة المنتخب الأول وإضافة مدرب وطني آخر مساعدًا له مثل أحمد المدوب، باعتبار أن الفلاحي خصوصًا والمدرب البحريني عمومًا ملمّ باللاعبين جميعا وبقدراتهم ويملك القراءة وحسن التعامل مع المجريات فنيًا وتكتيكيًا، والمدربون الوطنيون عمومًا نظرًا لكفاءتهم يستحقون تدريب المنتخبات الوطنية، بدل الاستمرار على المدربين الأجانب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك