الناصرية - (أ ف ب): نفذت السلطات العراقية حكم الإعدام بحق ثمانية مدانين بـ«الإرهاب» والانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أفادت مصادر محلية أمس الجمعة، في ثالث إجراء من نوعه خلال قرابة شهر. وأصدرت المحاكم العراقية في السنوات الأخيرة مئات الأحكام بالإعدام والسجن المؤبد لمدانين بالانتماء إلى «جماعة إرهابية»، خلال محاكمات نددت بها جماعات حقوق الإنسان واعتبرت أن الأحكام فيها صدرت على عجل.
وبموجب القانون العراقي، تصل عقوبة جرائم الإرهاب والقتل الى الإعدام. ويتعيّن على رئيس الجمهورية المصادقة على هذه الأحكام قبل تنفيذها. وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته: «تم الخميس تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق بثمانية مدانين بجرائم إرهابية والانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية في سجن حوت في مدينة الناصرية» في محافظة ذي قار في جنوب البلاد «بإشراف فريق من وزارة العدل». وأضاف أن حكم الإعدام نفّذ بالعراقيين الثمانية «وفقاً للمادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب». وأكد مصدر طبي محلي تسلّم جثث ثمانية أشخاص «تمّ إعدامهم في سجن الحوت». وسبق للعديد من المنظمات الحقوقية أن انتقدت سوء الظروف الانسانية في هذا السجن، حيث يسود الاعتقاد في أوساط الكثير من العراقيين بأن من يدخله لن يتمكن من مغادرته على قيد الحياة.
عن الإعدامات الجديدة، قالت الباحثة لدى منظمة العفو الدولية (أمنستي) رازاو صالحي لوكالة فرانس برس إن «استمرار تنفيذ عقوبات الإعدام هو مؤشر واضح على أن كلّ الدعوات لوقفها لا تجد آذانًا صاغية لدى السلطات العراقية». وتحدثت عن أدلة على مدى سنوات تظهر حصول «محاكمات غير عادلة وانتهاكات لحقوق الإنسان». وتُعدّ هذه ثالث مجموعة من المدانين بـ«الإرهاب» يتمّ إعدامها منذ أواخر أبريل الماضي. وقد نفذت السلطات في 22 من الشهر المذكور حكم الإعدام بحق 11 شخصاً، ثم بعدد مماثل في السادس من مايو، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطبية فرانس برس.
وواجه العراق انتقادات من قبل مجموعات حقوقية اعتبرت أن المحاكمات جرت على عجل أو شملت انتزاع اعترافات من المتهمين تحت التعذيب. واعتبرت صالحي أن عمليات الإعدام «تبث في كلّ مرة الذعر في كلّ أنحاء البلد بين العائلات التي يقبع أحباؤها في زنازين المحكوم عليهم بالإعدام والذين يُستنزفون في ظل ظروف غير إنسانية». وأشارت إلى أن السلطات لا تبلغ دائمًا «المحامين والعائلات قبل تنفيذ عمليات الإعدام»، وبالتالي «أصبحت كل عائلة تخشى أن تبلّغ عند الزيارة أن قريبها قد أُعدم».
وفي أواخر يناير، أعرب خبراء من الأمم المتحدة ينظرون في عمليات الإعدام في العراق عن «قلقهم البالغ حيال التقارير التي تفيد بأن العراق بدأ عمليات إعدام جماعية في منظومة سجونه». وفي بيانهم، ذكر الخبراء المستقلون الذين يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإن كانوا لا يتحدثون باسمه، عمليات إعدام تم تنفيذها أواخر عام 2023 في سجن الحوت.
وأفاد البيان بأنه «تم إعدام يوم 25 ديسمبر 13 سجينًا عراقيًا سبق أن صدرت أحكام بإعدامهم»، مشيرًا إلى أن «هذا أكبر عدد من السجناء المدانين الذين تفيد تقارير بإعدامهم من قبل السلطات العراقية في يوم واحد» منذ 16 نوفمبر 2020 عندما أُعدم 20 شخصًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك